الهواتف الذكية.. أدوات قاتلة عند استخدامها بشكل سيئ

منوعات

يغفل الكثير من المستخدمين للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، أن هذه القطع التكنولوجية لم تعد كما كانت في الماضي، وخصوصاً فيما يتعلق بالهواتف الذكية، فالتطور التكنولوجي الذي رافق هذه الأجهزة والطفرات التقنية الواحدة تلو الأخرى التي أتت على القطع الفنية المستخدمة فيها، جعلتها تتحول من أجهزة تؤثر بشكل بسيط على صحة مستخدميها من خلال الموجات القوية التي ترسلها، إلى أجهزة تهدد حياة مستخدميها وتجعلها في خطر مستمر قد يصل حد الوفاة لو أساء الشخص استخدام هذه الأجهزة الذكية، أو استخدم قطع وملحقات غير متوافقة معها أو غير أصلية.

من المؤكد أن الكثير من مستخدمي الهواتف والأجهزة الذكية، خصوصاً المتابعين للتطور الرهيب والسريع الحاصل فيها، قد سمع بقصة الفتاة الصينية «23 عاماً» التي توفيت قبل أسابيع قليلة بسبب تعرضها لعملية صعق كهربائية عند محاولتها الرد على مكالمة هاتفية واردة من هاتفها الذكي «آي فون 5»، وذلك عندما كان الهاتف متصلاً بالكهرباء في وضعية الشحن.

وهو ليس الحادث الأول من نوعه، حيث سبقه الكثير من الحوادث التي لم تصل لحد الموت إنما أثرت على مستخدمي الهاتف إما بصعقهم كهربائياً أو تعرضهم لصدمات كهربائية مختلفة خلال عملية شحن الهاتف واستخدامه في نفس الوقت. الأمر الذي جعل الكثير من المستخدمين يترددون عند استخدام الهاتف خلال وصله بالكهرباء، وهو الذي أثار جدلاً واسعاً في عالم الهواتف المتحركة، ليس فقط التي تقدمها آبل، بل التي تقدمها كافة الشركات العالمية المختلفة الأسماء، فهل المشكلة تقع على الهاتف وطريقة صناعته؟ أم أن المشكلة من طريقة توصيل الهاتف بالكهرباء والقطع والأسلاك المستخدمة في ذلك؟

صعقة كهربائية

يرى الكثير من الخبراء والمختصين في عالم الهواتف الذكية، أن السبب الرئيسي والحقيقي في مثل هذه المشاكل غير المتعارف عليها بكثرة، يرجع وفي الكثير من الأحيان إلى بعض المستخدمين أنفسهم وليس بسبب الهواتف والأجهزة الذكية التي يستخدمونها بغض النظر عن نوعها ومواصفاتها والشركة المنتجة لها.

فالواقع وبحسب الكثير من المختصين أن هنالك بعض المستخدمين للهواتف الذكية خصوصاً النوعيات عالية الأداء، الذين يدفعون ضعفي أو ثلاثة أضعاف ثمن نسخ الهواتف متوسطة أو قليلة الأداء، لا يرغبون في صرف أموال إضافية على بعض ملحقات الهاتف الخارجية البديلة عن الأصلية، خصوصاً «الشواحن الكهربائية»، فتجدهم يبحثون عن أرخصها والتي تأتي من شركات غير معروفة وبدون أي نوع من الضمانات ويقبلون عليها وعلى شرائها واستخدامها في أجزتهم الذكية، دون الإدراك أو الانتباه إلى عشرات التنبيهات والتحذيرات التي تضعها معظم الشركات العالمية في أجهزتها الذكية الجديدة والتي تحذر وتنهي بشدة من عدم استخدام أي أنواع خارجية غير معتمدة من هذه الشواحن وأسلاك التوصيل الكهربائية.

وهو ما حصل مع الفتاة الصينية التي أثبتت التقارير الطبية نقلاً عن وكالة الأنباء الصينية «شينخوا»، أن سبب الوفاة هو جراء صعقة كهربائية تلقتها الفتاة في الرأس بشكل مباشر، عندما همت بالرد على مكالمة هاتفية، بجهازها أي فون 5 المتصل بالكهرباء وخلال وضعية الشحن، حيث أكدت تحقيقات الشرطة الصينية أن سبب الوفاة هو استخدام الفتاة لشاحن هاتف مقلد وغير أصلي أو معتمد من شركات عالمية معتمدة، تراعي إجراءات الأمن والسلامة العالمية، في المنتجات التي تطلقها في الأسواق. كما أكدت التحقيقات أن الشاحن الكهربائي الخاص بهاتف آي فون والذي كان سبب الوفاة، قد اشترته الفتاة بأقل من نصف دولار أميركي من متجر غير معتمد، يبيع ملحقات وإكسسوارات الأجهزة والهواتف الذكية بأسعار أقل بكثير من أسعار القطع الأصلية والتي تبيعها الكثير من المتاجر المعتمدة.

شواحن مقلدة

يفتقر الكثير من المستخدمين والمقبلين على شراء هواتف وأجهزة ذكية، إلى الكثير من المعلومات المهمة والضرورية عن هذه الأجهزة التي تتواجد بين أيديهم وأيدي عائلاتهم بكثرة وطوال أغلب ساعات الليل قبل النهار، ولعل أهم هذه المعلومات التي لا يجب الاستهانة بها وأخذها في عين الاعتبار عن استخدام مثل هذه الأجهزة الذكية، أن هذه الأخيرة لم تعد مثل الأجهزة التقليدية التي كانت ومازال البعض يستخدمها، وإنها تغيرت ليس في الشكل والميزات والوظائف التي تقدمها، بل بما تحتويه من قطع فنية وتقنية معقدة تشبه تلك المتوفرة في الكمبيوترات المكتبية والمحمولة.

ولعل أفضل مثال على ذلك، هو توجيه سؤال للكثير من ملاك الكمبيوترات المحمولة، وهو، ماذا يحصل لووضعت هذا الجهاز على أرجلك مباشرة لفترة زمنية طويلة وهو متصل بالكهرباء؟ الإجابة ستكون وبالإجماع، ارتفاع درجة حرارة الجهاز وعدم مقدرة المستخدم لمواصلة هذه الطريقة في استخدام كمبيوتره المحمول.

وهي النتيجة التي من الضروري الانتباه لها وإدراكها وعدم إغفالها عند التعامل مع الهواتف والكمبيوترات اللوحية الذكية من الآن وصاعداً، فهذه الأخيرة باتت تأتي اليوم بقطع تقنية تشبه إلى حد كبير القطع التقنية الموجودة في الكمبيوترات المحمولة، قادرة وبكل سهولة من توليد حرارة عالية، وتتطلب تيارات كهربائية عالية وغير اعتيادية لإعادة شحن بطارياتها التي باتت هي الأخرى بأحجام كبيرة تستوعب طاقة كبيرة قادرة على تفجير الهاتف في حال أسيئ استخدامه، أو تم استخدامه مع ملحقات غير أصلية وخلال عملية الشحن المباشرة في الكهرباء.

شواحن أصلية

رغم الاختلاف الواضح والكبير في سعر الشواحن الكهربائية المخصصة للهواتف والأجهزة الذكية، إلى أن هذه الأخيرة تمتاز بمواصفاتها التقنية والصناعية العالية والتي تخضع في نفس الوقت لمئات الاختبارات والفحوصات القوية والضغوطات الهائلة، لضمان سلامة عملها وعدم تأثيرها على صحة وحياة المستخدم، وهو الأمر الذي جعلها ذات أسعار مرتفعة، خصوصاً النوعيات الأصلية التي تطلقها الشركات المصنعة للأجهزة والهواتف الذكية ذاتها.

وفي المقابل فإن هذه الشواحن الكهربائية والأسلاك الموصلة للطاقة، من النوعيات غير الأصلية، والتي تأتي في الغالب بأسعار قليلة جداً، لا تخضع في كثير من الأحيان لأي نوع من الرقابة، ولا يتم فحصها قبل خروجها من مصانعها، لضمان عملها بالشكل الصحيح من عدمه.

فالهدف عند أغلب شركات الإنتاج التي تطرح مثل هذه الأنواء التي تصنف في أسواقها ضمن الفئات الأخيرة من حيث جودة التصنيع والأمن والسلامة، هو إنتاج أكبر عدد من هذه القطع والملحقات وبيعها بكميات مهولة للأسواق العالمية والناشئة، وجني القدر الأكبر من الأرباح، دون أي ضمانات بقيامها بالأعمال المطلوبة منها بطريقة صحيحة، ودون أي ضمانات بأي تأثير سلبي على صحة وحياة مستخدميها.

ولذلك فإن الشركات العالمية المنتجة للهواتف الذكية، والخبراء والمختصين في عالم التكنولوجيا الذكية، لا ينصحون زبائنهم ومستخدمي هذه الأجهزة فقط، بل ويؤكدون عليهم بضرورة استخدام الشواحن والملحقات الأصلية حتى لو كان ثمنها ضعفي أو ثلاثة أضعاف الشواحن التقليدية غير الأصلية، فاستخدام مثل هذه الأخيرة حتى لو لم يؤثر على صحة المستخدمين وعلى حياتهم، فإنه وبدون شكل سيؤثر وبشكل سلبي على سلامة القطع الداخلية للهاتف وسيقصر من عمرها الافتراضي بشكل كبير.

حالات مختلفة

تجدر الإشارة إلى أن حالة وفاة الفتاة الصينية لم تكن الوحيدة فلقد تعرض الكثير من المستخدمين لهواتف آبل وغيرها، من الصعق الكهربائي بدرجات متفاوتة في مختلف أنحاء العالم وبما أن هواتف آبل الذكية كانت من أهم الهواتف التي وجهت إليها الكثير من الانتقادات بخصوص هذا الموضوع، أطلقت الشركة تحذيرات عبر موقعها الإلكتروني للتنبه من خطر الشواحن المقلدة والنتائج الخطيرة التي قد تترتب عند استخدامها كبدائل أساسية عن الشواحن الأصلية.

سخونة الهاتف

يشكو الكثير من مستخدمي الهواتف الذكية من سخونتها بشكل عام عند الاستخدام وخصوصاً عن توصيلها بالكهرباء لشحن بطارياتها، والسبب الرئيسي في ذلك وفي أغلب الأحيان والذي قد يجهله الكثير من المستخدمين، أن معالج الهاتف المركزي يعمل في الخفاء، بمعنى أن هنالك الكثير من التطبيقات مازالت تعمل في خلفية الهاتف حتى لو خرج المستخدم من البرنامج أو التطبيق بشكل نهائي، مما يبقي المعالج المركزي يعمل، الأمر الذي يولد الحرارة بشكل مستمر، ويكون الحل هنا بالخروج وبشكل نهائي من البرامج أو إعادة تشغيل الهاتف مرة أو مرتين في اليوم الواحد وبعد الاستخدام.

تقنية الجي بي إس

هنالك الكثير من التقنيات مسؤولة وبشكل مباشر عن حرارة الهاتف غير الاعتيادية، وتقع تقنية الجي بي إس على رأس قائمة هذه التقنيات التي ترفع من حرارة الهاتف بشكل كبير بسبب استخدامها المتواصل والملح لطاقة المعالج المركزي الذي يستمر في العمل طالما تعمل هذه التقنية، تليها تقنيات البلوتوث والجيل الرابع والثالث للإنترنت وحتى تقنيات الواي فاي، عدا عن الألعاب الكبيرة التي تتطلب طاقة كبيرة من معالج الصور والمعالج المركزي الأمر الذي يولد طاقة كبيرة.

المصدر: الاتحاد