تختزل مديرية «الوازعية» في محافظة تعز، مشهد التداعيات الإنسانية الفادحة التي فرضها اجتياح الانقلابيين للعديد من المناطق الريفية التابعة للمحافظة، وتحويلهم المناطق والقري الآمنة إلى مواقع تمركز خلفية، بعد دحرهم من عاصمة المحافظة.
شهدت «الوازعية»، وعلى مدى أربعة أشهر متصلة، مواجهات مسلحة ويومية بين قوات الجيش الوطني والمقاومة والميليشيات الانقلابية، اتسمت بالعنف واستخدام مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة من قبل الجانبين، الأمر الذي حوّل المحيط الريفي، الذي تتألف منه «الوازعية» التي تفتقد الحد الأدنى من البنية التحتية والخدمية، إلى أكوام متفرقة وكثيفة من الأنقاض التي تتوزع بين أحياء فقيرة تنتصب بين جنباتها منازل البسطاء المتهالكة.
وأكد عبدالله أحمد عثمان الحذيفي، الناشط في المجال الإغاثي بتعز، في تصريح ل«الخليج»، أن حرب الشوارع التي أشعلها الحوثيون وقوات المخلوع في منطقة «الوازعية»، واشتداد المواجهات مع الجيش والمقاومة تسببت في نزوح ما يزيد على خمسة آلاف من سكان المنطقة المنكوبة، فيما فقد الكثيرون أعمالهم ومصادر أرزاقهم، جرّاء اتساع نطاق الدمار والعنف.
من جهته، لفت الدكتور فضل الحيفي، وهو منسق محلي في مجال الإغاثة، إلى أن النازحين من سكان الوازعية توزعوا في مناطق حدودية بمحافظة لحج المجاورة، وأن معظمهم اضطروا إلى افتراش الأرض والتحاف السماء نتيجة الافتقاد للحد الأدنى من المساعدات.
وكشف الدكتور الحيفي في تصريح ل«الخليج» عن ارتفاع عدد النازحين من مديرية الوازعية والمناطق المجاورة التي امتدت إليها المواجهات، حيث وصل الرقم إلى ثلاثين ألف نازح، منوهاً إلى أن مساعدات غذائية محدودة وصلت إلى هؤلاء من «مركز الملك سلمان للأعمال الإغاثية والإنسانية» جراء الحصار الذي فرضه الانقلابيون على منافذ تعز.
من جهته أكد عبدالحكيم ناصر العزي، وهو أحد أهالي منطقة الوازعية في تصريح ل«الخليج»، أن قذائف الحوثيين وقوات المخلوع، وقصفهم المتعمد للأحياء السكنية بالوازعية تسبب في مقتل ما يزيد على «100» من سكان المنطقة، فيما أصيب ما يقدر ب300 من السكان بجراح متفاوتة.
المصدر: الخليج