رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية سابقاً
بدا لي أن مساحة الفرح والمتعة باليوم الوطني في هذا العام، كانت أكثر حضورا مما كان عليه الحال في السنوات الماضية، وإلى حد كبير تبددت حالة القلق والتأزم والفوضى التي عادة ما كانت تصاحب مثل هكذا مناسبة.
ما يؤكد الفارق بين ما مضى وما كان عليه الحال في هذا العام، ظهر جليا في أمنيات ودعوات انطلقت من شتى المدن ترجو أن يتوالى ويتكرر هذا المشهد الإيجابي في قادم السنوات وأن تطغى مشاهد الفرح وصور السعادة ، ويبرز الوعي بأهمية مثل هذه المناسبات الوطنية، وكيفية الابتهاج بها على أي مشاهد أخرى.
البعض رأى أن حالة الرضا الخاصة باليوم الوطني، ما كان لها أن تكون لو لم يكن هناك حضور مكثف لرجال الأمن في كل مكان، وفي ظني أن هذا لا يعد مأخذا، لأنني على يقين أن الوعي وحده لا يمكن أن يكون كافيا لتحقيق أي مبتغى، أو أي هدف، نظرا لوجود أناس كثر في كل المجتمعات لا يرتدعون إلا بالحزم وبتطبيق القوانين وتنفيذ العقوبات، ولهذا لا حرج في وجود رجال الأمن في مثل هذه المناسبات، ولا حرج في إصدار تحذيرات مسبقة بفرض عقوبات قاسية على المشاغبين والفوضويين وحجز مركباتهم، فقد بات جليا فوائد مثل هذه التحذيرات والتي واكبها تواجد أمني مكثف ليؤكد جدية التحذيرات والقدرة على تطبيقها.
ولعل المشهد المفرح المغاير لما كان عليه الوضع فيما مضى من سنوات، خاصة في العاصمة الرياض، وأقول الرياض تحديدا، نسبة لكبر مساحتها وكثرة سكانها ولوجودي شبه الدائم فيها، كان نموذجا جميلا لذلك الجهد الكبير الذي بذل من كافة الجهات، بإشراف وتوجيه من إمارة الرياض تمخضت عنه حالة رضا عند سكانها، حيث بدت الفرحة، كما قلت، حاضرة على مساحة أكبر بكثير من حالات بسيطة جدا لسلوكيات لا تتوافق وتتماشى مع صور الاحتفال باليوم الوطني.
أعود لأقول إن الوجود الأمني كان ضرورة، وينبغي أن يستمر في مثل هذا اليوم، إلى أن يعي المستهترون ـ وإن كانوا قلة ـ أن ساحة عبثهم لن تكون مطلقا على حساب المواطنين وفرحتهم بوطنهم وبتلك الوحدة العظيمة التي تحققت على أرضهم.
بقي أن أشكر كثيرا كل رجال الأمن وأيضا من هم من خارج هذا القطاع العسكري ممن شاركوا في إنجاح فعاليات اليوم الوطني وأفسحوا للمواطنين المجال ليقضوا يومهم ويعبروا عن فرحهم دون إزعاج ودون قلق ودون مضايقة.
المصدر: الوطن أون لاين