تلقّت قطر لطمة قوية بحرمانها من دخول المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب، بعد أن سقطت في الانتخابات التي أصرت أن تكون سرية، بينما فازت كل من الإمارات ومصر بأغلبية الأصوات، وانتُخبت السعودية رئيساً للمجلس، في رسالة واضحة تفيد بعدم رضا الدول العربية عن سياسة الدوحة الإعلامية الداعمة للإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة، وشهدت الدورة 48 لوزراء الإعلام العرب اتهاماً واضحاً لقناة الجزيرة بأنها قناة «للشر والفتنة،» في وقت وافق المجلس على تشكيل فريق قانوني لانشاء وتعديل القوانين المناسبة للتعامل مع القنوات المسيئة.
وافق المجلس في ختام أعمال دورته العادية على تشكيل الفريق الفني القانوني المختص لاقتراح إنشاء أو تعديل القوانين والتشريعات المناسبة للتعامل مع القنوات التي تسيء إلى أي دولة عربية، على أن تعقد اجتماعاته عند التقدم بشكوى من إحدى الدول الأعضاء إلى الأمانة العامة للجامعة العربية للبت والنظر فيها.
وطلب المجلس مجددا، في قرار له بشأن المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية “عرب سات” من الدول الأعضاء التي لم تقدم ترشيحاتها لعضوية الفريق الفني القانوني المختص سرعة موافاة الأمانة الفنية باسم مرشحيها لعضوية هذا الفريق.
وطلب المجلس أيضا موافاة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بمقترحها حول تشكيل لجنة من الدول الأعضاء تمثل وزارات الخارجية والإعلام وهيئات تنظيم الاتصالات لوضع تصور للتعامل مع القنوات المسيئة من أجل تعميمه على الدول الأعضاء لدراسته وإبداء الملاحظات حوله وعرضه على الاجتماع المقبل للجنة الدائمة للإعلام العربي.
وأعرب المجلس، في قرار له حول “دور الإعلام في التصدي لظاهرة الإرهاب”، عن التضامن الكامل مع مصر، مؤكدا مجددا شجب الإرهاب الذي بات يهدد الأمن والاستقرار ويستوقف كافة مكونات المجتمع الدولي حول ضرورة مواصلة الجهود والنسيق على المستويين الإقليمي والعالمي لدحره واجتثاثه وتجفيف منابع تمويله.
وأشاد المجلس بانتصار العراق على الإرهاب الداعشي الظلامي في الموصل والذي كان للإعلام العراقي الدور الكبير في هذه الحرب ضد الإرهاب، داعيا وسائل الإعلام العربية لتسليط الضوء على هذا الانتصار وأهميته في الحرب العربية الشاملة ضد آفة الإرهاب.
واعتمد المجلس تقرير وتوصيات الاجتماع السابع عشر لفريق الخبراء الدائم المعني بمتابعة دور الاعلام العربي في التصدي لآفة الإرهاب وتكليف الأمانة العامة للجامعة العربية بمتابعة تنفيذ توصياته.
إلى ذلك أجمع عدد من الوزراء على أن قناة الجزيرة تدعو إلى الشر والفتنة، وقال وزير الإعلام السعودي عواد العواد، في كلمته في اجتماع الدورة 48 لوزراء الإعلام العرب، إن «قطر تشق الصف العربي، وقناة الجزيرة القطرية هي قناة للشر والفتنة، وليست للرأي والرأي الآخر، فهي تدعم الإرهاب والتطرف». وأضاف: «قناة الجزيرة قناة للتطبيل لقطر، وللهجوم على الآخرين»، مطالباً قطر بأن «تكف عن دعم الإرهاب وتمويله».
تشنج وسقوط
وعتبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر مكرم محمد أحمد أن المهمة العاجلة لمجلس وزراء الإعلام العرب هو التكاتف لاجتثاث الإرهاب من جذوره.
وشدد مكرم محمد أحمد، في كلمته، على أن الخلاص من الإرهاب يكمن في امتناع الجميع عن تمويله، وإعطائه ملاذات آمنة، وأن يمتنع البعض عن تسخير أبواقٍ كاذبة له. وشهد الاجتماع تشنج مندوب قطر بالجامعة العربية سيف بن مقدم البوعينين، زاعماً أن «قناة الجزيرة تقول الحقيقية دائماً، والعالم العربي يخاف من الحقيقة».
فوز
وفي سياق ذي صلة، فازت الإمارات ومصر بعضوية المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب، في حين أخفقت قطر في الفوز بعضوية المكتب، بعد أن حصلت على 5 أصوات فقط. وقال مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، في تصريح للصحفيين، عقب اختتام أعمال الدورة الـ48 لمجلس وزراء الإعلام العرب، إن المندوب القطري بالجامعة العربية أصر على التصويت بشكل سري خلال انتخابات المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب، مستغرباً هذا الإصرار برغم أنه ينتظر هذه النتائج.
ووافق المجلس على تشكيل مكتبه التنفيذي من دول الترويكا (القمة العربية)، وهي: موريتانيا والأردن والسعودية، وذلك طوال مدة عضويتهم في الترويكا، إلى جانب السودان والصومال والعراق لمدة عامين، (وذلك وفقاً للترتيب الهجائي لأسماء الدول العربية الأعضاء بالجامعة). وتم انتخاب السعودية لرئاسة المكتب التنفيذي للمجلس والسودان نائباً للرئيس لمدة عامين.
المصدر: البيان