الولايات المتحدة تسلح البيشمركة الكردية مباشرة والاتحاد الأوروبي يدرس الانضمام إليها

أخبار

FI18

في حين بدأت الولايات المتحدة إرسال شحنات أسلحة مباشرة إلى إقليم كردستان، يدرس الاتحاد الأوروبي اليوم طلب رئيس الإقليم مسعود بارزاني بتسليح قوات البيشمركة لتمكينها من مواجهة مسلحي «داعش» الذين يتمركزون على حدود الإقليم ويواصلون حملتهم ضد الأقليات وفي مقدمتها الإيزيديون والمسيحيون.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس، أن الولايات المتحدة بدأت على عجل تسليم أسلحة وذخائر إلى القوات الكردية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، ماري هارف، على شبكة تلفزيون «سي إن إن»: «نتعاون مع الحكومة العراقية لإرسال أسلحة إلى الأكراد الذين يحتاجون إليها بأقصى سرعة. العراقيون سيزودونهم بأسلحة من مخزوناتهم، ونعمل على أن نفعل الأمر نفسه، نزودهم بأسلحة من مخزوناتنا». وأضافت هارف أن تلك الجهود مستمرة منذ الأسبوع الماضي من دون أن تحدد الجهة الأميركية المسؤولة عن ذلك ونوع السلاح الذي جرى إرساله.

ولدى الولايات المتحدة قنصلية ومنشآت أخرى في أربيل. وقد أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما الأسبوع الماضي عن توجيه ضربات جوية في شمال العراق لمواجهة تقدم «داعش».

ومن شأن الجهود الأميركية لدعم قوات البيشمركة الكردية أن تعقد العلاقات بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية التي تقاتل بدورها مقاتلي «داعش» ولكن علاقتها مع أربيل متوترة. لكن هارف أكدت أنه في الأزمة الحالية يعمل الاثنان سويا. وقالت: «لقد رأينا مستوى تعاون غير مسبوق بين القوات العراقية والقوات الكردية. لم نشهد ذلك في الماضي. إنهم يساعد بعضهم بعضا». وتابعت: «نحن نعمل حاليا على إيصال الأسلحة الأكثر إلحاحا بأي طريقة ممكنة». وأضافت: «سنعمل مع الحكومة العراقية لتحقيق ذلك، ولكن نعتقد أن هناك ضرورة قصوى لأن نفعل ذلك».

في غضون ذلك، أعلن مصدر أوروبي أنه جرت الدعوة إلى اجتماع استثنائي لسفراء دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل اليوم لدراسة وسائل تطويق تقدم مسلحي «داعش» في العراق. وقال المصدر إن اجتماع اللجنة السياسية والأمنية سيبدأ نحو الساعة العاشرة (8.00 تغ) اليوم، «لكن لا يتوقع اتخاذ أي قرار على الرغم من أن الأمر ملح». وأضاف أن «الأمر يتعلق بالتنسيق بأفضل شكل ممكن».

وتأتي الدعوة إلى هذا الاجتماع تلبية لطلب وزيرة الخارجية الإيطالية فيديريكا موغيريني التي تتولى بلادها رئاسة الاتحاد حتى ديسمبر (كانون الأول) المقبل، ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس. وذكر مصدر أوروبي أن اجتماعا لوزراء خارجية الاتحاد «ليس مستبعدا» لكن من الصعب جمع كل الوزراء في أغسطس (آب) الحالي.

وتعقد اللجنة السياسية والأمنية للاتحاد على مستوى سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وهي الهيئة التي تعالج الأزمات وتدرس كل الخيارات الممكنة لرد الاتحاد الأوروبي. وسيبحث السفراء أيضا الوضع في أوكرانيا وغزة.

وصرحت الوزيرة الإيطالية للإذاعة العامة: «ندرس مع أكبر شركائنا الأوروبيين أنجع السبل» لوقف زحف مقاتلي «داعش». وتابعت: «إنه ليس تدخلا عسكريا، بل هو دعم، عسكري أيضا، للحكومة الكردية».

وقالت إن «عددا من البلدان بدأ يتحرك، لكن لا بد من مبادرة على الصعيد الأوروبي»، مؤكدة أنها تتوقع «ردا إيجابيا» من آشتون. وأكدت موغيريني أنها مستعدة على غرار زميلتها في الدفاع روبرتا بينوتي لعرض موقف الحكومة من العراق أمام البرلمان «في أي لحظة». وأعربت عن قناعتها بأن المخاوف بشأن العراق تشكل «قلقا مشتركا لدى كل القوى السياسية الإيطالية». وأفادت صحيفة «كورييري ديلاسيرا» أن روما ترغب في تزويد مقاتلي البيشمركة الأكراد بالأسلحة. وقال نائب وزيرة الخارجية الإيطالي لابو بيستيلي العائد من مهمة في أربيل شمال العراق في تصريحات صحافية: «إنهم وحدهم الذين يستطيعون الدفاع عن المسيحيين وصيانة دور كردستان بوصفها منطقة عازلة، لكنهم ليسوا كثرة، تقريبا 50 ألفا، ومسلحون فقط بكلاشنيكوف على جبهة تمتد على نحو ألف كيلومتر». وقال بيستيلي إن هناك ثلاثة تحركات ضرورية في العراق هي: «العمل الدبلوماسي من أجل الحث على تشكيل حكومة وحدة بين الشيعة والسنة والاكراد»، و«المساعدات الإنسانية لمساعدة التدفق الهائل من المدنيين الفارين»، و«التزويد العسكري للبيشمركة المحرومين من الأسلحة الثقيلة المتوفرة» لدى مقاتلي «داعش».

من جهتها، تسعى الحكومة الألمانية الآن للاقتصار على تقديم مساعدات إنسانية فقط للعراق الذي يشهد صراعات. وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية أمس أن إرسال شحنات أسلحة للأكراد في شمال العراق ليس مطروحا الآن، حسبما أفادت به وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).

المصدر: واشنطن – لندن: «الشرق الأوسط»