رئيس تحرير صحيفة الرؤية
في مارس 2015، انطلقت «عاصفة الحزم» في اليمن، وتدخلت قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية عسكرياً بناء على طلب رسمي من الحكومة الشرعية اليمنية، واستناداً إلى المعاهدات العربية، وجاء هذا التدخل لأهداف واضحة، أولها حماية الشرعية وإعادة الاستقرار لليمن.
لقد كان عاماً صعباً ودقيقاً على اليمن ودول التحالف ودول المنطقة كلها، ولكن الجهد الذي بذل، والأرواح التي استشهدت، حققت أهدافاً كبيرة، منها أنها جنّبت اليمن الوقوع في براثن الإرهاب أو التورط في النزاعات الأهلية التي ستغرق المنطقة في دوامة من العنف.
وجود التحالف العربي على الأرض في اليمن، أعاد التوازن للقوى في هذا البلد، وفي نهاية المطاف نكاد نصل إلى معادلة لا غالب ولا مغلوب بعد أن دفع التحالف العربي القوي الأطراف اليمنية كافة للحديث عن الحلول السياسية والاستعداد للجلوس إلى طاولة الحوار، وفي الوقت نفسه يجب ألا ننسى أن تدخل التحالف العربي باليمن أفشل مخطط إيران في استكمال سيطرتها على عواصم عربية أو التدخل في مناطق جديدة، وتنفيذ أجندتها التوسعية والتخريبية وبالتالي حمى التحالف اليمن من الوقوع في المستنقع الإيراني، والتورط في أن يصبح خنجراً في خاصرة الجزيرة العربية.
لقد كانت معارك قوات التحالف في اليمن معارك شرف وعزة، ولم تكن كل الانتصارات لتتحقق لولا وقوف قوات التحالف جنباً إلى جنب وسلاحاً مع سلاح المقاومة اليمنية وأبناء الشعب اليمني الذين بفضل بسالتهم وشجاعتهم وتضحيتهم بأرواحهم، تحررت أكثر من 85 % من الأراضي اليمنية.
في الإمارات نتذكر اليوم بعد مرور عام على وصول أول جندي إماراتي إلى أرض اليمن، نتذكر بطولات جنودنا البواسل، ونتذكر شهداءنا الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة من أجل خير اليمن واستقرار وأمن شعبه، لقد كان الدور الإماراتي واضحاً في اليمن، وكان الالتزام الإماراتي بهذه القضية تاماً وثابتاً، لم يتزعزع يوماً ولم يتغير للحظة، لأن الإمارات عندما قررت أن تشارك قواتها ضمن التحالف العربي، كانت تدرك أنها تقوم بدور قومي وأخلاقي تجاه بلد شقيق، وأنها تتحرك ضمن القرار الأممي 2216 الذي اتفق عليه العالم وأقره، وقبل كل ذلك كان التزام الإمارات نابعاً من إيمانها بالنصر وعودة الحق لأصحابه، ووضع الأمور باليمن في نصابها الصحيح، وطرد العابث والطامع من جزيرة العرب.
وعندما يفرح اليمنيون بنصرهم التام، يدركون أن أشقاءهم العرب سيكونون بجانبهم في إعادة الإعمار والبناء والاستقرار، وهم يدركون أكثر من أي وقت مضى أن بلدهم يحتاج إليهم وحدهم، ولا يحتاج إلى أي تدخل أو دعم أو تمويل خارجي.
المصدر: صحيفة الإتحاد