كشف مصدر يمني رفيع، أن تحركات تجري على الأرض، لتحديد ساعة الصفر بين القيادات الثلاث: جبهات المقاومة الشعبية، والقوات الموالية للشرعية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي من جهة، وقوات التحالف العربي التي تقوده السعودية من جهة أخرى، لضرب المواقع التي تتمركز فيها ميليشيا الحوثي وحليفهم على عبد الله صالح.
ويأتي هذا التحرك وفقًا للمصدر، بعد نجاح العملية العسكرية التي جرت، أول من أمس، وتمكنت المقاومة مدعومة بالقوات الموالية للرئيس اليمني، وطيران التحالف، من دحر ميليشيا الحوثيين في قرية عمران الواقعة شمال البريقة، التي تعد مركزًا للحوثيين في إطلاق قذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا على الأحياء السكنية في مواقع مختلفة، الذي يسهم في وقف تقدمه ميليشيا الحوثي باتجاه صلاح الدين، على أن يسبق لحظات الهجوم تنسيق مسبق حول رصد معلومات عامة عن الحوثيين وتحركاتهم والهجوم في لحظة موحدة بين القيادات الثلاث.
وقال المصدر في حديثة لـ«الشرق الأوسط» إن هذا التغير في المواجهة العسكرية سيمنح المقاومة الشعبية التي أنهكت خلال الأشهر الماضية المساحة، في ترتيب أوراقها وتدريب أفرد من أبناء عدن الراغبين للانخراط في جبهات المقاومة، إلا أن الظروف في تلك المرحلة لم تسمح بتدريبهم، إضافة إلى أن العلميات المشتركة، ستقوي الأداء العسكري ميدانيًا بين جميع القطاعات، من خلال توحيد الاستراتيجية في المواجهة وعملية الدفاع على حدا سواء. في المقابل رفعت المقاومة الشعبية استعداداتها، تحسبًا من أي ردة فعل عشوائي من قبل الحوثيين وحليفهم علي صالح على المناطق السكانية، وذلك بعد أن خسروا موقعة عمران، خاصة وأن الحوثيين يقومون بعلميات عسكرية ويستميتون في هذه اللحظات للدخول إلى خط 90 في شمال مديرية المنصورة، ومطل على خط هام مرتبط مع البريقة، والشعب، ومحطة الكهرباء، في محاولة منهم لتعويض خسائرهم.
وهنا يقول أبو محمد العدني، عضو المقاومة الشعبية والمتحدث عن الجبهات، إنه «هناك توافق بين القيادات في المقاومة والعسكرية بالتنسيق مع طيران التحالف، على توحيد الأهداف وتنسيق الخطط في المرحلة المقبلة، بعد النجاح الذي تحقق، أول من أمس، على أن تكون جميع العلميات مستقبلاً بعد الرفع من قبل المقاومة للجهات المعنية لأبرز الأهداف العسكرية وخطوط الإمداد التي يمكن استهدافها».
وأكد العدني، أنه في حال استمر الحال على ما هو عليه من إعادة المجاميع العسكرية، كما حدث في معركة عمران من قبل الحسن الذي يعد من قيادات الفرقة الأولى مدرع في دماج، الذي سارع باستدعاء جنوده وتجمع اللواء الذي يجيد استخدام الآلي، مع المقاومة الشعبية وضرب قوات التحالف في آن واحد ستتحرر عدن خلال أيام معدودة.
وقال العدني، إن «المقاومة الشعبية والقوات الموالية للشرعية، تلقت دعمًا من قوات التحالف بضرب المواقع بنحو 12 طلعة جوية أسهمت في انسحاب ميليشيات الحوثيين، إضافة إلى نحو مائة مدرعة عليها مدفع عيار 85 سلمت عن طريق البحر من القوات الإماراتية لشباب مدربين التي حسمت المعركة، خاصة وأن الأهداف كانت واضحة أثناء عملية الهجوم، وهو ما يعزز أهمية التنسيق بين القيادات في المرحلة المقبلة للوصول إلى مواقع متقدمة يمكن من خلالها طرد الحوثيين وأسرهم».
ودعا العدني، إلى ضرورة أن تكون المرحلة المقبلة والتنسيق في توحيد الهجمات، إلى تحديد الأوليات في ضرب مواقع القوة التي تعتمد عليها الميليشيا، كذلك خطوط الإمداد المباشرة، ومنها جبهة العريش، والمطار، والمندارة، وفي حال السيطرة عليها سيكون النصر قويًا جدًا، وسيتم من خلال هذا التحرك تحرير الكثير من المديريات والسيطرة على خطوط الإمداد»، لافتًا إلى ضرورة أن يتفهم مستشار الرئيس في عدن، إلى أهمية الوقت وتحديد الأولويات في تسيير هذه القوة العسكرية، ودعم ثلاث جبهات يسيطر عليه الحوثيون وهي الأكثر احتياجًا لتقديم الدعم العسكري إليها، قبل أن تتسع رقة السيطرة للحوثيين الذين يقومون بعمليات زحف وضرب نحو البساتين، والجعولة، وبئر أحمد.
وشدد المتحدث عن جبهات المقاومة، أنه لا بد أن تلعب المنطقة العسكرية الرابعة دورًا أكبر مما هي عليه الآن، إذ لم تقدم المنطقة سوى 40 رصاصة لكل فرد من المقاومة طيلة شهر رمضان، وهذه الكمية تنتهي في مواجهة واحدة ولا يمكن الاعتماد عليها في عمليات الدفاع عن المواقع المحررة، وتحديدًا في هذه الأيام مع اندفاع الحوثيين لتعويض خسائرهم بالدخول إلى خط 90 في شمال المنصورة، الذي من خلاله يمكن السيطرة على الكثير من خطوط الإمداد ومحطة الكهرباء.
ويبدو أن العملية الخاطفة قامت في عدن بالاشتراك مع الجيش وطيران التحالف العربي بهجوم على قرية عمران الواقعة شمال البريقة، ما زال يتردد بين مقاتلي المقاومة، الذين غنموا وفقًا للمتحدث باسم مجلس المقاومة في عدن، علي الأحمدي، أن غنائم كبيرة في الأسلحة بأكثر من 23 عربة ورشاش ومدافع 130، و5 بي 11، كما تمكنوا من السيطرة خلال العملية على مخزن للسلاح، إضافة إلى اسر نحو 10 من ميليشيا الحوثي.
وأضاف الأحمدي، أن هذه التحركات في توحيد الهجمات العسكرية بين المقاومة والقوة العسكرية وطيران التحالف، الذي كان له دور بارز أول من أمس في تقصير أمد المعركة التي استمرت لساعات قبل التدخل الجوي، سيكون له أثر على عموم المعركة في عدن، وستقوي قدرات المقاومة في الحفاظ على المكتسبات والمواقع المحررة.
المصدر: جدة: سعيد الأبيض – الشرق الأوسط