رئيس تحرير صحيفة الرؤية
مع تقديرنا الكامل لكل التصريحات الدولية التي تؤكد أن موقف العالم موحد ضد الانقلابيين في اليمن، وضد الظهير الإيراني الذي يدعمهم، فإننا نتمنى لو اقترنت الأقوال بأفعال ملموسة على أرض الواقع، فمع المشاورات الماراثونية في الكويت، وقبلها لم نكن نسمع جديداً، ولم نر جديداً، ويكفي أن المشاورات نفسها أعطت فرصاً للانقلابيين في المراوغة وإضاعة الوقت، كما أن هذه المشاورات كانت حول أمور محسومة سلفاً، بقرار الأمم المتحدة رقم 2216، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وهي أمور غير قابلة للتفاوض لكن الشرعية اليمنية ومن منطلق المسؤولية الوطنية والأخلاقية عن شعب يعاني رأت أن تطرق كل الأبواب، وأن تذهب لكل اتجاه يمكن أن يعيد السلام والاستقرار للشعب اليمني، ومع الوقت ثبت أن الحوثيين والمخلوع غير معنيين إلا بالسلطة، وبتقسيم غنائمها، ولو على جثث اليمنيين، ولو بتأسيس مجلس سياسي صوري وغير شرعي! لذلك نود، ونتمنى، ونترقب، أن يقترن القول بالفعل هذه المرة، وأن يتوحد المجتمع الدولي فعلاً لا قولاً في إرغام الانقلابيين على تنفيذ القرارات الدولية، وليس بإعطائهم مزيداً من الوقت، أما إذا استمروا في غيهم، فإن المجتمع الدولي عليه أيضاً أن يتوحد بالفعل لا بالقول في ردعهم، وإخراجهم تماماً من المعادلة اليمنية.
تتلخص خطة كيري الجديدة للمفاوضات اليمنية باشتمالها على مسارين، سياسي، وأمني، فما تم الإعلان عنه بالأمس، بعد الاجتماع الخماسي في الرياض، هو أن المرحلة الأولى لحل الأزمة ستشمل تشكيلاً سريعاً لحكومة وحدة وطنية، وسحب قوات الحوثيين من صنعاء، ومناطق أخرى، ونقل جميع الأسلحة الثقيلة، ومنها الصواريخ البالستية من الحوثيين، والقوات المتحالفة معها، إلى طرف ثالث.
ربما ما كان يحتاج أن يسمعه اليمنيون هو ما قاله وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال مؤتمره الصحفي مع نظيره السعودي عادل الجبير بالأمس، وهو «أنه إذا لم يقبل الحوثيون فسوف تقوم المجموعة الدولية بالخطوات اللازمة».. هذا الكلام الذي يرقى إلى مستوى التهديد، هو بحاجة إلى أن يرقى إلى مستوى الفعل والتنفيذ، وهو كلام مهم ليستيقظ الحوثيون من أحلامهم، ويدركوا أنهم لا يملكون الوقت إلى الأبد، وقد أصبحوا اليوم في موقف يدفعهم لأن يتجاوبوا مع الجهود السياسية التي تبذلها دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، والمجتمع الدولي لإنهاء الوضع في اليمن بإيقاف القتال، وسفك الدماء، والوصول إلى حل سياسي يريح اليمن واليمنيين.
المصدر: الإتحاد