حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة متشجن الأميركية في عام 1984 . عمل مستشاراً ورئيساً للمكتب الثقافي لسفارة دولة الكويت في واشنطن 1989-1992 ومستشاراً إعلامياً ورئيس للمكتب الإعلامي في سفارة دولة الكويت في واشنطن 1992 - 1995 . عميد كلية العلوم الاجتماعية، وأستاذ علم الاجتماع بجامعة الكويت .
المجموعة العربية في منظمة اليونسكو تشكو حالها لما تعانيه من غياب التنسيق بين أعضائها وهو أمر ليس بمستغرب للجميع، وكل ما نملكه استمرار الشكوى دون تقديم بدائل عملية تنسجم مع منظمة اليونسكو باعتبارها «دار المعرفة» كما يطلق عليها. ويقول أحد سفراء الدول الغربية إن أفضل ما فيكم أنتم العرب هو أنكم لا تتفقون، ونحن من يختار لكم عندما يغيب الاتفاق بينكم. وقد فشل العرب أكثر من مرة في تولي منصب رئاسة اليونسكو، وهم على قناعة بأنه طالما يدبّ الخلاف فلن يتولى أيٌّ من مرشحي العرب رئاسة أو إدارة المنظمة. ويبدو أن الفشل تحول، أحياناً، إلى حالة تجلب المتعة للعرب! ويتجسد ذلك في دوام الشكوى واللوم الذي نعتبره مكوناً من مكونات الثقافة العربية.
وانتخابات رئاسة اليونسكو مقررة في عام 2017 وقد أخذ العرب في تداول بعض من الأسماء، والتحضير لانتخابات الرئاسة التي ربما تقدَّم نتيجة لترشيح السيدة إيرينا بوكوفا لمنصب أمين عام الأمم المتحدة، وهذه الأجواء دعت الجانب العربي للدخول في حلقة السباق، وكنت أنا والصديق مندوب المملكة العربية السعودية نتداول اسم السفير اليمني أحمد الصياد لما له من خبرة كبيرة وثرية في المنظمة حيث عمل لسنوات كنائب لرئيس المنظمة وعاصر أكثر من رئيس، وقلنا إنه هو الشخصية التي تتمتع بجدارة أكبر، وجاءت أحداث اليمن الأخيرة التي لا نعرف كيف ستنتهي، وإلى أين تأول بيمن موحد، أو بيمنين شمالي وجنوبي؟! أحباؤنا في قطر عبروا عن رغبتهم في ترشيح شخصية ثقافية تملك الخبرة الواسعة ولا نملك إلا تقديره، المرشح القطري الوزير حمد الكواري. وتعمل حكومته على الحصول على التأييد الخليجي، بينما مرشح اليمن الممزق هو كذلك من الإقليم الخليجي. ومصر يبدو أنها تفكر جدياً في تقديم مرشحها، والأمر نفسه بالنسبة للبنان، وبالتالي لدينا الآن أكثر من مرشح عربي مما يعني أن العرب لن يفوزوا برئاسة اليونسكو، في النهاية.
يبدو أن العرب لا تهمهم «دار المعرفة» التي يجب أن يقوى دورها في كبح الضجيج الثقافي الدائر حول الإسلام، وما يتعرض له ديننا الحنيف من تحامل ومساعٍ ترمي لتحويله إلى مصدر قلق أممي، وافتراق كلمتنا بالطبع قد يشفي غليل من يريد أن يدخلنا في مواجهات ثقافية، واليونسكو هي من تتولى قضايا التنوع الثقافي وتكريس الاحترام المتبادل، إلا أن العرب ما زالوا لا يرون أن المعرفة تعتبر أحد أهم ركائز القوة والأمن، وهم منشغلون، كعادتهم، بقضايا الأمن التقليدي، وهذا ما يشكل لنا عثرة في تولي رئاسة المنظمة. وخلال اجتماع المجلس التنفيذي المعلوماتي الأخير علقت على ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط بأن القضية تتجاوز الحدود والجغرافيا، وأننا نعيش حرباً ثقافية، وعلينا أن نعيد تقييمنا لأدواتنا في كيفية تخفيف حدة المواجهة التي يخطط لها البعض.
إن منظمة اليونسكو تشكل أحد المنابر الدولية التي تتولى قضايا الشباب والثقافة والتعليم والعلم، وهي اليوم لا تتمكن من القيام بدورها كما يجب، ونأمل على من يتولى رئاسة المنظمة أن يعيد تفعيل دورها في خضم الصراع الثقافي الذي يعيشه العالم. فالمواجهة الثقافية أبلغ أثراً وأشد خطراً من الحروب التقليدية، وعالمنا لن يهنأ بالسلام قبل الإعلاء من شأن قيم وثقافة التسامح والتعايش. ومن يراهن على أن رحى الحرب محصورة في حدودها الجغرافية فهو واهمٌ، فهي حرب كونية ثالثة تدار بوسائل التواصل الاجتماعي وتنشر الكراهية وتباعد بين ثقافات العالم، ولا مكان لبناء العقول طالما بقينا نفكر بطرقنا التقليدية التي تهمش الإنسان وتباعد المسافات الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع والثقافة الواحدة. أما بعض العرب فهم يتوقون بل يعشقون العيش خارج الزمن، ونتمنى أن تحل بنا صحوة السماء لترأف بنا في النهاية.
المصدر: الاتحاد
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=83771