كاتب - مستشار إعلامي
من الصعوبة بمكان قراءة المشهد، إذ إن هناك مؤثرات سلبية عدة، تجعل الصورة العربية تحتشد بجملة من مقومات الضعف والهشاشة. وإذا استثنينا السعودية وبقية دول الخليج العربي، فإن المشهد السياسي يبدو مرتبكا. ولولا بعض المبادرات العربية تجاه مصر تحديدا ربما كان المشهد شديد السوء.
وقد انتظمت بادرة التحالف العربي عبر عاصفة الحزم لانتزاع اليمن من المخلب الحوثي الإيراني. وهناك صراع محتدم في سورية يأخذ شكل ثورة تتقاطع في ثناياها قوى دولية وإقليمية. ولا يزال المخلب الإيراني مؤثرا هناك. وبالأمس خرجت إيران باتفاق دولي فيما يخص الشأن النووي. هذا الخبر إيجابي بالنسبة لإيران وسلبي بالنسبة لأطراف عدة في الخليج العربي وخارجه، بسبب التخوفات من السلوك الإيراني غير المنضبط تجاه الدول المجاورة وفي كامل المنطقة العربية.
ولعل إيران التي يحلو لي أن أصف اتفاقها النووي بالتهيؤ للخروج من غرفة الإنعاش، تجد في الانفراج فسحة تنتهزها للانفتاح على جيرانها العرب، وإعادة تقويم موقفها، خاصة فيما يتعلق بالتدخل في ملفات عربية خليجية وإقليمية.
إن الظرف التنموي الإيراني وقبله الظرف الإقليمي والدولي يتطلبان إغلاقا عاجلا للملفات في سورية واليمن. وربما تدفئة العلاقات مع العرب وبدء حقبة استثمارية واقتصادية تستحضر المصالح بين هذه البلدان.
إن الصلف الذي يمكن أن ينتج عن إبرام هذا الاتفاق؛ قد يكون سلبيا .. الطريق حاليا ممهدة أمام إيران، لسلوك يخلو من تغليب الشؤون المذهبية واللعب على وترها لتحقيق مصالح سياسية. إن مصالح شعوب الخليج العربي وإيران تتطلب تقاربا تتساوى فيه كل الأطراف .. ولا يتسيد فيها المنطق القديم الذي يقيم الدول بمساحاتها، كما تفعل إيران مع بعض جاراتها.
المصدر: الاقتصادية