أفاد مكتب التحري ووحدة الجثث في إدارة مكافحة الجريمة الليبية أمس، بنقل جميع جثث الأقباط المصريين وأفريقي إلى مدينة مصراتة لإحالتها للطب الشرعي. وأشار المكتب، في بيان صحفي أمس، إلى أنهم عثروا على 21 جثة، 20 مصرياً وأفريقي واحد.
وكان المكتب الإعلامي لغرفة عمليات «البنيان المرصوص»، التابع لحكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة دولياً، قال إن الأجهزة المختصة انتشلت جثامين الأقباط، الذين قتلوا ذبحاً في سرت على يد تنظيم «داعش» عام 2015.وأضاف المكتب، في بيان على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن الجثامين وجدت مكبلة الأيادي ومقطوعة الرأس وبالزي البرتقالي، كما ظهرت في شريط الفيديو لعملية ذبحهم.
وفي نهاية الشهر الماضي، أعلن رئيس التحقيقات بمكتب النائب العام الليبي المكلف الصديق الصور القبض على منفذ ومصور واقعة ذبح الأقباط المصريين في سرت بوسط ليبيا. يذكر أنه في نهاية ديسمبر 2013، أعلن «داعش» ليبيا، خطف سبعة عمال مصريين أقباط في مدينة سرت، ثم اختطف 14 آخرين في مطلع يناير 2015 من منازلهم في سرت، وفي 15 فبراير 2015، نشر «داعش» مقطع فيديو مدته 5 دقائق، يظهر فيه مجموعة من مقاتلي التنظيم، وكل واحد منهم يمسك برأس قبطي ويذبحه.
وأمس كشف المركز الإعلامي لعملية البنيان المرصوص في ليبيا عن التفاصيل الكاملة لقصة ذبح الأقباط المصريين في سرت، حيث كشفها شاهد عيان معتقل. وأفضت النتائج الأولية للتحقيقات مع عناصر تنظيم داعش الإرهابي الذين قُبض عليهم أثناء عملية البنيان المرصوص، إلى الكشف عن المقبرة الجماعية التي دُفنت فيها جثامين من قتلوا ذبحاً على أيادي عناصر التنظيم الإرهابي، ليبثها في إصدار حمل عنوان «رسالة موقعة بالدماء».
والتقى المركز الإعلامي، أحد عناصر «داعش»، الذي كان شاهد عيان على الجريمة المروعة، حيث كان جالساً خلف كاميرات التصوير ساعة الذبح، كما كان حاضراً ساعة دفنهم جنوب سرت… وقد قاده القدر سنة 2016 ليكون صيداً بحوزة مقاتلي قوات البنيان المرصوص. وقال العنصر التابع للتنظيم الإرهابي في شهادته: «في أواخر ديسمبر من عام 2014، كنت نائماً بمقر ديوان الهجرة والحدود بمنطقة السبعة بسرت… أيقظني أمير الديوان (هاشم ابوسدرة)، وطلب مني تجهيز سيارته وتوفير معدّات حفر، ليتوجه كلانا إلى شاطئ البحر، خلف فندق (المهاري) بسرت، وعند وصولنا للمكان شاهدت عدداً من أفراد التنظيم يرتدون زياً أسود موحداً، وواحداً وعشرين شخصاً آخرين بزي برتقالي.. اتضح أنهم مصريون، باستثناء أحدهم الذي كان أفريقياً».
كانت الطقوس الجنائزية قد بدأت بل وتكاد تصبح إصداراً مرئياً سيُرعب العالم، ويقول الشاهد، «وقفت مع الواقفين خلف آلات التصوير، وعلى رأسهم المدعو (أبو المغيرة القحطاني) والي شمال أفريقيا.. وعرفت من الحاضرين أن مشهدا لذبح مسيحيين سيتم تنفيذه لإخراجه في إصدار للتنظيم». ويصف الشاهد بعض تفاصيل المكان الذي حُدِّد خلف فندق المهاري بسرت، فيقول: «كان بالمكان قضيبان فوقهما سكة متحركة عليها كرسي يجلس فوقه (محمد تويعب) أمير ديوان الإعلام وأمامه كاميرا.. وذراع طويلة متحركة في نهايتها كاميرا يتحكم بها (أبوعبد الله التشادي)، وهو سعودي الجنسية، كان جالساً على كرسي أيضا.. إضافة إلى كاميرات مثبتة على الشاطئ».
وحسب الشاهد: «كان (أبو معاذ التكريتي) والي شمال أفريقيا بعد مقتل القحطاني المخرج والمشرف على كل حركة في المكان… فهو من يعطي الإذن بالتحرك والتوقف للجميع.. وقد أوقف الحركة أكثر من مرة لإعطاء توجيهات خاصة لـ (أبوعامر الجزراوي) والي طرابلس ليُعيد الكلام أو النظر باتجاه إحدى الكاميرات». وأشار إلى توقّف التصوير في إحدى المرات عندما حاول أحد الضحايا المقاومة.. فتوجه إليه (رمضان تويعب) وقام بضربه.. أما بقية الضحايا، فقد كانوا مستسلمين بشكل تام… إلى أن بدأت عملية الذبح، حيث أصدروا بعض الأصوات قبل أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة». وتابع عنصر «داعش»: كان (التكريتي) لا يتوقف عن إصدار التوجيهات… إلى أن وضعت الرؤوس فوق الأجساد ووقف الجميع… بعد ذلك طلب (التكريتي) من (الجزراوي) أن يغير من مكانه، ليكون وجهه مقابلا للبحر، ووضعت الكاميرا أمامه وبدأ يتحدث… وكانت تلك آخر لقطات التصوير.
المصدر: الاتحاد