كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
لأن العرب أمة تجذر فيها الشعر حتى صار “ديوانها”، ما كان يجب أن يمر يوم الشعر العالمي قبل أيام عرضا بفعاليات نمطية لا تتجاوز الأمسيات والمحاضرات في بعض الدول وعدد من مراكز وأندية الأدب والثقافة.
يستطيع أي متابع أن يكتشف أن المدارس والجامعات كانت بعيدة عن مناشط الشعر في يومه، وأن وسائل الإعلام خاصة المرئية منها لم تتفاعل، وكان بإمكانها أن تقدم الكثير من برامج معدة مسبقا عن الشعر وأهم الشعراء العرب قديما وحاضرا.. أو برامج تبث على الهواء يتحدث فيها مبدعون ونقاد ومتخصصون يضيئون المساحات للمتلقي البسيط، الذي بدأت تختلط عليه الأمور بعد أن صار كل من هب ودب يدعي كتابة الشعر فيما هو يكتب نثرا، ولعلها إحدى جنايات العصر الحديث، فبعض من خرجوا عن الموزون في الكتابة قدموا الشعر بطريقة جعلت الشباب يستسهلونه فيكتبون تهويمات على أنها شعر أسوة بمن يعتبرون أنفسهم روادا.
ربما لم أكتب قصيدة النثر؛ لأني لم أقتنع بها كنمط شعري بعد تجربة طويلة مع الشعر العمودي وشعر التفعيلة، وقد يكون فعل مثلي معظم من امتلكوا ناصية الوزن، فما هان عليهم أن ينثروا ويسمون نثرهم شعرا فشتان بين الشعر والنثر، فلكلٍّ مكانه وجمهوره، ولكلٍّ أصوله وضوابطه.. وما يلفت النظر أن كثيرا ممن يكتبون النثر يحاولون أن يموسقوا كتابتهم ويجعلوا أواخر الجمل مقفاة، في حالة ذهنية جرفتهم بلا وعيهم إلى ما يجب أن يكون، مع عدم قدرة على امتلاك الوزن.
لم يخطئ العرب يوما حين ساد فيها الشعر، فهو ذروة الإبداع بصوره وخيالاته، ولذلك علقوا روائعه على أستار الكعبة قبل الإسلام، وكانت القبائل تعتز بشعرائها كما تعتز بعراقتها وبرجالها وبأسهم، وظهر فيهم رواة الشعر ونقاده في عصور متقدمة. ومع مرور الزمن ظل للشعر رونقه لدى العرب، فكان يلهب الحماسة لدى الشعوب حتى في فترات استعمار الغرب للدول العربية، لكن الشعر تراجع طباعيا أمام المد الروائي في العقدين الأخيرين.
لا أحد ينكر الرواية كفن أدبي متميز أثبت حضوره على الساحة العربية، غير أن الأعمال الروائية التي برزت وتستحق ذلك عددها قليل مقارنة بما يطبع، وكذلك هو حال الشعر، فالمجموعات الشعرية المتميزة هي الأخرى بالكاد تعد بين كمّ الإصدارات، وربما السبب حالة الإحباط التي يمر بها الشعراء الحقيقيون مما يشاهدون على الساحة، الأمر الذي يستدعي انتفاضة جماعية من مبدعي الشعر ومتذوقيه حتى يعود إلى وهجه، ولعل ذلك لا يطول كثيرا.
المصدر: الوطن أون لاين