كان مسار حل أزمة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (الإمارات والسعودية والبحرين ومصر) مع قطر، يكمن منذ البداية في إطار البيت الخليجي والعربي، وظلت تصريحات مسؤولي هذه الدول تشدد على ذلك، وحددت مطالبها ال13، وطالبت قطر بالالتزام بالمبادئ الستة، خاصة وأنها لم تخرج عن الاتفاقيات والمواثيق التي وقعتها الدوحة عامي 2013 و2014.
ظنت قطر، ومنذ بداية الأزمة أن حل أزمتها مع هذه الدول يمكن أن يكون بالفرقعات الإعلامية والفهلوة السياسية التي برع فيها «تنظيم الحمَدين»، ووجدت في الأزمة فرصة لتكون في صدارة الأخبار، حتى وهي متهمة بدعم وتمويل الإرهاب، وظل مسؤولوها يجوبون عواصم العالم، بحثاً عن حل، أو محاولات للضغط على الرباعي العربي من الدول الغربية للتنازل عن قائمة المطالب، أو تقليصها، رغم أن الحل هنا يكمن في الرياض.
وعلى الرغم من أن كل محاولات قطر باءت بالفشل، وأطالت أمد الأزمة، ومعاناة الشعب القطري الشقيق، ومع ذلك لم تستوعب الدوحة الدرس، ولم تراجع سياساتها واستراتيجيتها الفاشلة، حتى بات الشارع العربي يتندر عليها، ويشبهها بالتلميذ الثري ثقيل الفهم والمشاغب الذي لا يهتم بالإصغاء للمعلم، وفي الوقت نفسه لا يدع زملاءه الآخرين الراغبين في التحصيل من الاستفادة من الدرس.
بالأمس، أكد الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن الأزمة القطرية ليست مع الشعب إنما مع الحكومة في حقوق الجار، وأكد أيضاً أن الأزمة تبقى سياسية بامتياز، وحلها سياسي. وأيد الكاتب الصحفي السعودي ياسر صالح البهيجان، تصريحات قرقاش، وقال ل«قناة العربية» إن أزمة قطر ليست أزمة شعوب، ولكن نتاج سياسات الحكومة القطرية، فلا يمكن إطلاقاً للدوحة أن تظن بأن هناك إمكانية باللعب على عواطف الشعوب، والاعتقاد بأن هناك حلولاً أخرى، غير الحلول التي طرحتها الدول الأربع.
في أثناء ذلك، أكدت مصادر دبلوماسية خليجية، تمسك الرباعي العربي بمواقفه تجاه قطر، وعدم التنازل عن المطالب الشرعية، وذكرت المصادر أن المناقشات والأطروحات مع موفد وزير الخارجية الأمريكي لبحث تطورات الأزمة في الخليج وسبل حلها، الجنرال المتقاعد أنتوني زيني، ستضع في الاعتبار الشروط والمطالب العادلة، والمبادئ الستة، ووضع نهاية لدعم قطر للتطرف والإرهاب.
وفي هذا الإطار، اعتبر سفير مصر الأسبق في قطر محمد المنيسي، أن لقاء وزير الخارجية المصري، سامح شكري مع زيني، وتيم ليندركينج، جدد تمسك الدول الأربع بمطالبها حيال حل الأزمة، وأنه لا تنازل عنها، وأي محاولات للضغط عليها لن تجد إلا الفشل في النهاية.
وكما قالت صحيفة «واشنطن تايمز» في مقال لها، للكاتب والخبير في الشؤون الخليجية حمد العامر، إن قطر خيبت التوقعات واستمرأت دعم الإرهاب وإيواء المنظمات الإرهابية.
نعم، لقد خيبت قطر كل التوقعات، وما هو متاح لها اليوم بالتأكيد لن يكون متاحاً في الغد. وقد آن الأوان أن يفهم الطفل الثري الثقيل الفهم والمشاغب الدرس.
المصدر: الخليج