انطلق صباح أمس ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي في دورته الثالثة، بمقر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في الشارقة، بمشاركة 9 دول خليجية وعربية، بينها العراق واليمن، إلى جانب الجزائر كضيف شرف، وحضور حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وأسماء الزرعوني نائب رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات أمين عام ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي، طارحاً دور الملتقيات الثقافية في تقديم بحوث متجددة تؤسس لمجالس نقدية، باعتبارها جسوراً تثري الساحة الخليجية والعربية.
وأكد المشاركون أن أهمية الملتقى تكمن في تعزيز التواصل الفكري والنقدي، بالتوازي مع رصد نوعي للإنتاجات الخليجية، وإمكانية توثيقها وإعادة تسويقها عربيا وعالمياً.
وافتتحت الورقة البحثية بعنوان: “المشهد الشعري المعاصر في الجزائر” أولى جلسات الملتقى، المستمر حتى بعد غد، للباحث الجزائري طارق ثابت، تحدث خلالها عن القصيدة الحداثية في الجزائر وبنية التحول فيها.
محاور
لماذا نحتاج إلى ملتقى خليجي، سؤال يقودنا إلى محاور الملتقى الذي اتخذ من القصيدة الحديثة في الخليج جذور وآفاق حجر أساس ينطلق من خلاله الشعراء والأدباء والمتذوقون للشعر لصناعة تباينات في الطرح التاريخي للقصيدة الحديثة مروراً بملامح التطور والتحولات ومستويات الاستجابة، وإلى مفاهيم الانفتاح على الأجناس والفنون الأخرى، وصولاً إلى الآفاق وهواجس التغيير.
وحول ذلك قال حبيب الصايغ في كلمة ألقاها بهذه المناسبة إن الملتقى يأتي استمراراً للأهداف الأولى وبواكير عمل الاتحاد الدؤوب في تأصيل النشاط الثقافي وتنشيطه على المستوى المحلي والعربي، والدليل ما تحقق من إرث ربع قرن من العمل المتقن، مؤمناً أن ارتباط الأدب في المتلقي بالخليج قرار قابل للنقاش من الناحية الجغرافية بدءاً من المستوى التنظيمي والإداري، وأن هذه التقسيمات العربية الإقليمية، إن وجدت، تمثل جداول وروافد مهمة وضرورية في بحر ثقافتنا الواسع البعيد، ولذلك جاء الحرص على ضم العراق واليمن، والعودة إلى البعد العربي الأعمق متمثلاً بضيف شرف الملتقى وهو جمهورية الجزائر.
حراك ثقافي
“أول ما تحقق لنا هو اكتشافنا لبعضنا البعض عن قرب، ليس بواسطة كتاب محمول ولا جريدة سيارة، بل بأرواح تتجاذب للحب حد الذوبان، فنهر الإبداع الحقيقي ذاك الذي تفشيه الصدور أكثر من الأوراق” هنا تقدم أسماء الزرعوني صاحبة المجهود الأكبر في ولادة هذا الملتقى واستمراره، البعد الفعلي في صياغة عنوان لتجمع خليجي، يرسخ قاعدة التواصل الإبداعي والمعرفي، لافتة إلى أن سر الاستمرار يكمن في الحاجة الفعلية للعلاقة المعرفية بين الكتاب في الخليج انطلاقاً إلى الوطن العربي والعالم.
ومن جهتها اعتبرت الدكتورة ميساء الخواجا المتخصصة في الفلسفة واللغة العربية وآدابها، مشاركة من المملكة العربية السعودية، أن الملتقى سيساهم في توجيه الباحثين للتنقيب عن عناوين بحثية غائبة عن الساحة الثقافية الخليجية خاصةً، حيث تضمنت ورقتها جانباً يقرأ الشعر الحديث في السعودية، مبينة أن صعوبة الحصول على مصادر لإنتاجات خليجية برزت أثناء الإعداد للبحث، والملتقى يتيح فرصة لعرضها ومناقشتها وحلها.
القصيدة الجزائرية
اعتبرت المداخلات التي استعرضها النقاد والباحثون حول ورقة “المشهد الشعري في الجزائر” للباحث طارق ثابت، التي قدمها القاص اسلام أبوشكير، أنها تجاوزت جيل كامل من شعراء الجزائر المعاصرين، وأنها لم تتطرق إلى الصراع بين التقليديين والحداثيين في مسائل التأسيس الشعري في الجزائر والتمرد عليه بأشكال جديدة.
بين عبرها ثابت أن قصيدة “طريقي” للشاعر أبي القاسم سعد الله، أول نص شعري حر نشر في الصحافة الوطنية عام 1955، معبراً عن وهج زمن الثورة، التي رأى أنها انطفأت أو خفتت شرارتها في الجزائر بعد الاستقلال. ولكنه أكد أن الأقلام المعاصرة في أواخر الثمانينات والتسعينات بدأت تشهد تطوراً ملحوظاً والتماسا أكبر لمتطلبات الحياة اليومية.
وشكلت ملاحظته حول أدباء الجزائر الفرنكوفونيين واتهامهم لكتاب الشعر بالعربية بتأثرهم بشعر المشرق العربي وأنه لا يمثل شعراً جزائرياً تساؤلات حول الوضع الشعري في الجزائر والجانب الغائب عن القارئ العربي.
المصدر: البيان