تنطلق بمدينة الأقصر التاريخية، في صعيد مصر، في النصف الثاني من شهر فبراير (شباط) المقبل، فعاليات مهرجان الأقصر الدولي الأول، للموسيقى الصوفية والتراثية، والذي يقام بمشاركة فرق صوفية وموسيقية من بلدان الخليج والمغرب العربي وأوروبا.
ويأتي ذلك في إطار المساعي الحالية لاستعادة الدور الحضاري والتاريخي للأقصر وخلق أنماط سياحية جديدة للخروج من الأزمة التي يعاني منها قطاع السياحة المصري، وخصوصا السياحة الثقافية.
وقال محافظ الأقصر اللواء طارق سعد الدين خلال ترأسه للاجتماع التحضيري الأول للمهرجان بحضور محمد عثمان، نائب رئيس غرفة وكالات وشركات السفر والسياحة في الأقصر، وعدد من قيادات المحافظة، وممثلين لقطاعات الشباب والرياضة والتنشيط السياحي، وشيرين النجار، رئيس جمعية إيزيس الثقافية المنظمة للمهرجان، إن المهرجان سيكون على الأجندة السياحية والثقافية للأقصر في شهر فبراير من كل عام، وسيكون إضافة جديدة لما تشهده الأقصر من مؤتمرات ومهرجانات وفعاليات فنية وثقافية في إطار استعادة الأقصر لدورها الحضاري والتنويري كواحدة من أقدم مراكز الإشعاع الثقافي والفكري على مر التاريخ.
وأشار إلى أن سلطات المحافظة ستقدم كل الدعم من أجل إنجاح المهرجان الذي سيكون له دور كبير في جذب السياح العرب، متوقعا أن يشهد المهرجان مشاركة واسعة من قبل فرق الموسيقى التراثية والتقليدية في السعودية والبحرين والإمارات والكويت وسلطنة عمان، بجانب بلدان المغرب العربي الغنية بالفرق الصوفية، كما سيشهد عروضا خاصة للترانيم القبطية والموسيقات الفرعونية.
ومن جانبها، قالت شيرين النجار، رئيس جمعية إيزيس الثقافية المنظمة للمهرجان بالتعاون مع سلطات محافظة الأقصر لوكالة الأنباء الألمانية أمس (الأربعاء)، إن المهرجان الذي يشارك في تنظيمه أيضا الشيخ محمود ياسين التهامي، رئيس نقابة الإنشاد الديني بمصر، يهدف لاجتذاب فرق موسيقية تراثية وصوفية من بلدان المغرب العربي والسودان وبعض البلدان الأفريقية، بجانب فرق الموسيقى التراثية التي تنتشر ببلاد الخليج العربي، وبعض البلاد الأوروبية، وسيعطي الفرصة لاكتشاف ثقافات موسيقية أخرى، كما سيثير فضول هواة الموسيقى والمهتمين بالثقافات الأجنبية، وخصوصا في مجال الموسيقى التقليدية العربية.
وأشارت إلى أن المهرجان سيساعد على نشر الثقافة الموسيقية الصوفية المصرية بتنوعها وتوحدها بين شعوب العالم، بجانب حفظ وإحياء الموسيقات التقليدية المصرية والاطلاع على الموسيقات التراثية.
وأوضحت شيرين النجار أن المهرجان سيساعد في حفظ تراث الموسيقى التراثية والشعبية والتقليدية عامة، والصوفية على نحو خاص، حيث حفظت في الذاكرة الإيقاعات والألحان والإيحاءات ليبقى هذا الفن المأثور مصونا وحيا، وأن الأقصر، حيث معابد ومقابر ملكات وملوك الفراعنة العظام ومقابر تخليد ذكراهم هي المكان الأنسب لإقامة المهرجان بما يضفي مزيدا من التفاعلات المزدوجة للأقصر ومجتمعها الصغير، حيث تلتقي الحضارات القديمة والمعاصرة.
وأشارت إلى أن الأقصر وآثارها وساحاتها الصوفية الشهيرة هي المكان الأمثل لإقامة فعاليات المهرجان.
الأقصر (مصر): «الشرق الأوسط»