مؤلم جداً أن تتكرر حوادث أليمة في مدننا وقرانا بسبب الإهمال في تطبيق ومراقبة شروط السلامة. لا يمكن أن نترك مسائل تمس سلامة المجتمع لرغبة الناس، تطبقها أو تتجاهلها متى ما شاءت. حادثة «صهريج» الرياض قبل أمس لابد أن تكون شاهد فشل كبير في إجراءات السلامة العامة وتطبيق قوانينها. من سمح، ولعقود طويلة، لهذه القنابل المتفجرة تتحرك في شوارع مدننا وبين بيوتنا كل يوم وكل ساعة؟ أم لابد من كارثة كهذه حتى ننتبه لخطر شاحنات الغاز على حياة وممتلكات الناس؟ ما قدت سيارة خلف شاحنة في أي من شوارع الرياض إلا ودعوت الله أن أتجاوزها بسلام. مرة، وعلى شارع الملك عبدالعزيز، رأيت بنفسي شاحنة تقل على سطحها سيارة عطلانة وفي منتصف الطريق تهبط السيارة المحمولة على الشارع أمامي فيما واصلت الشاحنة انطلاقتها دون توقف. حمدت الله أن الشارع لم يكن مزدحماً بالسيارات والناس. وثمة -أنا على يقين من ذلك- عشرات من الأمثلة المرعبة على إهمال الأجهزة المعنية بمراقبة تطبيق شروط الأمن والسلامة في مدننا وقرانا.
نحن فعلاً نعاني من «سوء إدارة» على أكثر من صعيد. وما تزايد نسبة الحوادث والجرائم والسرقات والاستهتار بالأنظمة والقوانين إلا مؤشرات خطيرة على «سوء إدارة» تتطلب منا جميعاً وقفة وطنية صادقة للمراجعة والمصارحة! كثيراً ما نسأل: ما الذي ينقص أجهزتنا لتطوير مهارات أفرادها وتوظيف مزيد من شبابنا لتغطية أي نقص في أعداد منسوبيها؟ وقائمة طويلة من الأسئلة المزعجة والمؤلمة والمحرجة حول مستوى الكفاءة والأداء لدى تلك المؤسسات؟ وهل يمكن لأعضاء مجلس الشورى الموقرين أن يمارسوا دورهم الوطني المفترض بالبدء في تحقيق ومساءلة حول كثرة الحوادث المميتة التي شهدتها بلادنا في الفترة الأخيرة وآخرها صهريج الغاز في الرياض؟
عسى ألا ننتظر كارثة قادمة للتذكير بأهمية الأسئلة أعلاه!
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٣٣٥) صفحة (٢٤) بتاريخ (٠٣-١١-٢٠١٢)