تعهدت روسيا بالتزام هدنة عسكرية في محافظة إدلب، التي سينقل إليها مسلحو المعارضة وأسرهم، الذين كانوا يتحصنون شرقي حلب، وفق ما أعلن مسؤول أممي كبير، أمس، فيما ندد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بموقف روسيا التي «تقطع تعهدات دون الوفاء بها» فيما يتعلق بحلب.
وقال يان ايغلاند رئيس مجموعة العمل للمساعدة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في مؤتمر صحفي، إن معظم الذين سيغادرون شرق حلب يرغبون في التوجه إلى إدلب التي تسيطر عليها المعارضة. وأوضح «هناك مخيمان أقيما في إدلب التي هي منطقة نزاع.. لقد أكد لنا الروس أنه ستكون هناك هدنة في المعارك أثناء مشاركتنا في عمليات الإجلاء». وحرص المسؤول الأممي على توضيح أن الأمم المتحدة «تمت دعوتها فقط هذا الصباح للإشراف والمساعدة في عمليات الإجلاء». وقال «لم يتم بحث الاتفاق مع الأمم المتحدة، ولم نكن طرفاً فيه»، لكنه أشار إلى أن موظفين وسيارات تابعة لمنظمة الصحة العالمية يتواجدون في شرق حلب مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والهلال الأحمر لإخراج المرضى والجرحى والمدنيين والمسلحين. وقال «نحن على استعداد لمرافقتهم حتى إدلب أو تركيا». وقدر عدد الذين سيخرجون من شرقي حلب بنحو 50 ألفاً، وأوضح أن مخيمي إدلب يمكن أن يستقبلا مئة ألف شخص، وأن القادمين الجدد ستتولى الأمم المتحدة تسجيلهم. وأضاف «لكني أخشى مما قد يحدث بعد انتهاء هذه العملية لسكان إدلب وباقي المناطق التي لا تزال موضع نزاع». وكان إيغلاند قد أبدى تفاؤله، أمس، إزاء إجلاء الآلاف من المدنيين من شرق حلب.
من جهة أخرى، قال هولاند لصحفيين لدى وصوله إلى بروكسل للمشاركة في قمة أوروبية، «في وقت من الأوقات، تصبح المساءلة على الأفعال أمراً محتماً»، مشدداً على أن «أوروبا يجب أن ترفع صوتها». وأضاف «روسيا تقطع تعهدات دون الوفاء بها»، مضيفاً «إذا لم تبذل الجهود فإن الأنظمة التي تدعم بشار الأسد ستتحمل مسؤولية الوضع الخطر جداً» على السكان في حلب. واعتبر هولاند أن الأمر الأكثر أهمية هو «إجلاء السكان الذين لم يعد بإمكانهم تحمل القصف والمجازر والذين يرغبون مغادرة المنطقة بأمان». وأضاف «الأولوية الثانية هي التمكن من إيصال المساعدة الغذائية والأدوية إلى السكان الراغبين في البقاء» والثالثة «حماية كل المؤسسات الطبية المحيطة بحلب». (وكالات)
المصدر: الخليج