كاتبة سعودية
“داعش” لا تُشكل أي تهديد على الدولة السعودية؛ أمر مفروغ منه؛ هذا لا يعني أنني أقلل من حجم خطورة هؤلاء ممن يبحثون عن “الحور العين” في دماء الأبرياء!! إذ ليس لديهم شيء يخسرونه على أرض المعركة؛ فإما يقتلون الأبرياء أو يُقتلون معتقدين أنهم في جنة الخلد؛ ولكن – كما أشرت – لا يمثلون علينا أي تهديد؛ فلدينا رجالنا البواسل وإمكاناتنا العسكرية لحماية الحدود؛ وتاريخ السعودية خلال تعامله مع الإرهابيين في السنوات الماضية منذ 2001؛ وتحقيق الأمن في ظلّ دول محيطة لم تستطع لليوم مقاومة الإرهابيين منذ سنوات؛ كل هذا يؤكد ما تتمتع به السعودية من قدرة وإمكانات لمواجهة الإرهاب.
لكن الخطورة الحقيقية التي يجب أخذها بعين الاعتبار تكمن في هؤلاء المنافقين في الداخل ممن يعيشون بيننا ويتعاطفون مع القاعدة وداعش والفصائل الإرهابية، ويؤمنون بفكرهم وحركتهم وما زالوا يجدونهم مجاهدين لا مجرمين؛ ربما يتفقون معهم ببعض الأهداف السياسية التي يبطنونها كحلمهم بعودة “الخلافة” المزعومة التي روج لها الإخوان المسلمون وما زال عرقها في دماء بعض الحاملين لهذا الفكر بيننا؛ ألم يخرج علينا أحد هؤلاء وقد خانته عاطفته في تغريداته وأخذ يناشد محبي الجهاد في القاعدة ألا يكونوا سببا في غلق “صنابير التمويل” أو لمزيد من الاعتقالات!! وليس أمثال هذا فقط؛ هناك آخرون يبدون ما لا يبطنونه؛ ممن تفضحهم المواقف؛ كحادثة شرورة الأخيرة؛ فبعد صمت تجدهم على مضض يخرجون تغريدة يترحمون فيها على شهداء الوطن الصائمين؛ فيما تراهم أنفسهم بكل ما لديهم من حماس؛ ليل نهار يغردون ويصدعون رؤوسنا دفاعا عن سجناء القاعدة والإرهاب في السجون السعودية تحت مسمى حقوق الإنسان التي لا يعترفون بها إلا لصالح معتقليهم الإرهابيين؛ ليثبت لنا بعض من يتم إطلاقهم من هؤلاء لوجاهة ما؛ أنهم يعودون علينا أشد خطرا وتهديدا من السابق؛ بدليل عملياتهم التي حصدت أرواح شهداء من رجالنا البواسل ونفذها بعض ممن أطلق سراحهم بعد مواربة وخداع؛ وهو ما حصل مع بعض النسوة الإرهابيات اللاتي تم سجنهن بعد أن أفرج عنهن؛ إذ استطاع بعضهن الهرب إلى القاعدة فيما أخريات تم القبض عليهن في الحدود السعودية اليمينة هاربات من أسرهن!!
باختصار؛ يجب أن ينتهى زمن المجاملة للأطياف التي ترتدي ثوب الدين وتتعاطف مع هؤلاء؛ فليس علينا خوف من داعش الموجود خارج الحدود؛ إنما ممن يحملون فكر داعش ويبررون لهم؛ فأمن الوطن وأهله خط أحمر؛ والوعي مع القدرة على فرز هؤلاء هو المطلوب اليوم من كافة الجهات المسؤولة؛ ولنتخلص من هكذا أفكار داعشية تجد قدرة على الترويج والتعاطف والتوالد؛ يجب محاربتها بفكر مضاد؛ ومناهجنا التعليمية خاصة الدينية يجب غربلتها مما زرعه فيها فكر الإخوان المسلمين حين سيطروا على التعليم؛ وأيضا هيئة الإذاعة والتلفزيون عليها واجب غربلة وإعادة النظر في خطابها الإعلامي لما تبثه في الوعي العام في ظل الظروف الحالية؛ فما تقدمه لا يزال متواضعا وأقل بكثير مما هو المأمول لمواجهة هذا الفكر المنحرف؛ إننا نحتاج خطابا متجددا يتناسب مع سياسة الدولة وتطوير المجتمع؛ فنحن في القرن الـ21!
المصدر: الوطن أون لاين