كاتب وأكاديمي سعودي
المشاريع الشبابية هي عنوان المرحلة ، يبدو أن شباب اليوم باتوا يطرقون أبواب مختلفة يحاولون من خلالها بلورة رؤاهم وتطبيق أفكارهم وتحقيق تطلعاتهم حول المشاركة المجتمعية ، وحين يجد هؤلاء الشباب بيئة عمل محفزة ورعاية مؤسسية حكيمة تؤمن بفكرهم وتشد من أزرهم فإن مشاريعهم هنا تكون قد حققت الشرط الأول على قائمة شروط النجاح.
خلال الأسابيع الماضية طرحت مجموعة من طالبات كلية الاتصال الجماهيري في جامعة الإمارات مشروع تخرج يهدف في إطاره العام إلى تشجيع ذوي الإعاقة من المهتمين بمجال الإعلام، وذلك لدعم مواهبهم وتطويرها، وبالتالي دمجهم في حقل العمل الإعلامي. ما كنت أنا المقيم في أقصى غرب القارة العجوز لأعرف عن مبادرتهن الطموحة لولا نجاحهن المشهود في التسويق لها عبر منصات الإعلام الجديد ، كان توظيف لانا حسين وزميلاتها لثلاثية تويتر فيس بوك وانستجرام كفيلاً بالسفر نيابة عنهن لإيصال رسالتهن كما أردن لها أن تصل ، تم تتويج ذلك لاحقاً بأحقيتهن للفوز بالمركز الأول لأفضل حملة إعلانية تمهيداً لإطلاق مبادرة : بادر لأنك قادر . أما لماذا أكتب هنا عن هذه المبادرة تحديداً فذلك عائدٌ لسببين : الأول هو أنني شعرت لوهلة بأنه لم يكن كافياً مجرد تدويري لتغريدة تحتوي على فيديو خاص يلخص فكرة المبادرة ، فهي بحاجة إلى تسليط الضوء بشكل أوسع وأكبر . أما السبب الثاني فهو اهتمامي البحثي حالياً في مرحلة الدراسات العليا على توظيف وسائل الإعلام الجديد في خدمة طلبة المراحل الجامعية ، ولعلي وجدت في هذه المبادرة تطبيقاً حياً و واقعياً لما أنشد دراسته خلال أطروحتي. في ذلك دليل بما لا يدع ثمة مجالٍ للشك بأن التقنية الحديثة متى ما تم توظيفها في التوقيت الصحيح بالشكل الصحيح فإنها تختصر كثيراً من الجهد والوقت مقارنة بالأساليب التقليدية. يبقى أن أضيف بأن فكرة المبادرة تقوم على دمج فئة غالية من مجتمعاتنا الإنسانية ، لستَ عزيزي المعاق ذا احتياجات خاصة بل ذا قدرات خاصة تثبتها في شتى الميادين يوماً بعد يوم وفي ميدان العمل الإعلامي بشكل خاص، لا تنتظر من الآخرين أن يمنحوك فرصة قد تأتي أو قد لا تأتي أبداً .
بادر لأنك بمبادرتك تزرع نجاحك وتقطف ثمرته بيدك ، بادر لأنك بمبادرتك تعمل بمبدأ يحثك عليه دينك الحنيف من باب اعقلها وتوكل مع الأخذ بالأسباب ، وبادر لأنك بمبادرتك تفتح مجالاً لآخرين من خلفك ينتظرون نجاحك كي يستثمرونه محفزاً لهم نحو نجاحات متعاقبة. نعم بادر لأنك بمبادرتك تكسر احتكار مجالات لم تكن يوماً بعصيّة عليك إن لم تكن أنت بها الأجدر . بادر لأنك قادر . شكراً لفريق المبادرة على العنوان والمضمون، شكرا لمؤسسة تعليمية راقية أتاحت لطلبتها فضاء جميلاً يدفعهم نحو الإبداع والتميز.
خاص لـ ( الهتلان بوست )