كاتب سعودي
لا أدري هل أقول باركوا لي أم سامحوني، فقد حصلت على شهادة الدكتوراه من أحد الدكاكين بعد أن دفعت مبلغا معتبرا فأصبح لقبي دكتور. وأصبحت لا أرد السلام على من يسلم علي ولم يشفع سلامه بالدال ومدلولاتها الاجتماعية المعروفة. وقد وجدت نفسي فجأة أتصدر المجالس، حيث لا يتحدث غيري ولا ينبس، حتى أعتى المختصين، ببنت شفة في حضرتي. أنا الدكتور وفي ذلك فضل لي عليكم، سواء قبلتم أم رفضتم.!!
ثم إن فضيحتكم لي لن تقدم ولن تؤخر. كل ما هنالك أنني سأمزق صورة من شهادتي أمامكم ثم أحرقها لأبخركم بدخانها ثم تنسون وأنسى ونعود لما نحن فيه: جاء الدكتور.. راح الدكتور.. قال الدكتور وفي رأي الدكتور. وهذا هو المهم. أقصد هو المهم حين أقدمت على (عدم الأمانة) وأخذت دكتوراه (سكه) وعدت أجر ردائي زهوا بها وخيلاء بنفسي.
ثم إن من كشفوا، ممن حصلوا على شهادات الدكاكين، لم يمسهم، فيما أعلم، عقاب ولم أسمع أنهم صاروا يغطون وجوههم حياء من الله والناس. وجوههم ومحاضراتهم وأحاديثهم مكشوفة للملأ، وكتبهم تشترى و(يوتيوباتهم) يشاهدها الملايين في مشارق المملكة ومغاربها، فلماذا أكون أنا مثاليا وأرفض شهادة سترفع من اسمي وقدري وحظوظي المالية والاجتماعية .؟!.
وهناك، في رواية أخرى، أن الحاصلين على الشهادات العليا (الكذبية) للوجاهة لن يسألوا وحتى لن يعاتبوا، أي أنها حلال بلال عليهم. وبذلك متى جاء من يسألني ماذا تفعل بشهادتك المزورة أقول له إنها للوجاهة فأصبح بريئا براءة الذئب من دم ابن يعقوب. وبذلك أنا دكتور سالم معافى إلى الآن: على المستوى الرسمي المسألة ذايبة وعلى المستوى الاجتماعي أهز عرف الدكترة متى ما طاب لي الهز والاستعراض والضحك على ذقون جماهير أندية الأحياء وملتقيات الشباب.
لكن، وهذا حقي عليكم، لابد إذا شعرتم بخطر قادم على حملة شهادات الكذب والتزوير أن تبادروا إلى إخباري بأية وسيلة عاجلة، حتى أتدبر أمري وأحشد طاقات كذب جديدة تخرجني من المسألة كإخراج الشعرة من العجين أو أسهل من ذلك. ولعلمكم فأنا الآن أحضر لشهادة دكتوراه ثانية وثالثة ما دام العدد في الرز والمسألة هينة إلى هذه الدرجة. من يمنعني إذا كنت لا أرى أمامي قانونا واضحا وحاسما للتشهير بي وبكذبي وخداعي للناس..؟ ومن سيستمع أصلا لذلك المجنون الذي قال طبقوا عليهم قانون التزوير المطبق على صغار المرتشين والمزورين.؟.
هو لا يفهم أن هناك فرقا بين الحصول على دكتوراه من جامعة معترف بها وجامعة غير معترف بها، ولذلك نعذره نحن مشترو الشهادات حين يركض خلفنا يريد أن يوقعنا في حبائل الحساب والعقاب.. هيهات منا الذلة أو المسكنة.. نحن تعبنا ودفعنا من حر مالنا واستلمنا شهاداتنا فكيف تحرموننا من لذتها ومكاسبها.
المصدر: عكاظ