
افتتح في العاصمة الفرنسية باريس أمس الأحد، مؤتمر للسلام، وذلك لتحريك الجمود وإحياء المفاوضات المتوقفة بين الفلسطينيين و«الإسرائيليين» والتأكيد على حل الدولتين، في ظل أجواء من التوتر الشديد بعد إعلان إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب خطتها نقل سفارة الولايات المتحدة من «تل أبيب» إلى القدس.
وأكد المشاركون في المؤتمر على أن أي حل للنزاع بين الفلسطينيين و«الإسرائيليين» يجب أن يستند إلى حدود العام 1967 وقرارات الأمم المتحدة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت إن المجتمع الدولي أكد مجدداً الأحد في ختام قمة باريس التزامه بحل الدولتين، وأنه لن يعترف بأي خطوات أحادية يتخذها «الإسرائيليون» أو الفلسطينيون، خصوصاً بشأن الحدود أو القدس.
ووصف الوزير الفرنسي اقتراح الرئيس الأمريكي ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس بأنه سيكون استفزازاً وله عواقب خطيرة.
وأعرب ايرولت، عن شكوكه في تنفيذ ترامب لخطته هذه، مشيراً إلى أنها ليست المرة الأولى التي يكون فيها الأمر على جدول أعمال رئيس أمريكي، لكن ما من أحد سمح لنفسه باتخاذ القرار.
ودعت أكثر من 70 دولة الفلسطينيين و«الإسرائيليين» إلى «إظهار الالتزام بحل الدولتين والامتناع عن أي أعمال أحادية تستبق نتيجة المفاوضات، خصوصاً بشأن الحدود والقدس واللاجئين»، مؤكدة أنه في حال اتخاذ خطوات من هذا النوع «فإنها لن تعترف بها».
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر إن الأوضاع المتأزمة في الشرق الأوسط أجلت السلام بين الفلسطينيين و«الإسرائيليين»، مضيفاً أن حل الدولتين لايزال يحظى بدعم دولي ولايمكن أن نملي على طرفي الصراع مقاييس الحل.
ومن جهتها، أعربت بريطانيا عن «تحفظاتها» ورفضت التوقيع على البيان الختامي لمؤتمر باريس، فيما قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاحد ان الولايات المتحدة سعت في مؤتمر باريس للسلام في الشرق الاوسط للحيلولة دون معاملة اسرائيل بشكل غير منصف.
وقد عبر الفلسطينيون عن دعمهم للاجتماع بينما اعتبرته إسرائيل «خدعة».
وتؤكد مسودة البيان الرسمي التي رشحت قبل انتهاء المؤتمر على القرارات الدولية الصادرة، وتحث الطرفين على تأكيد التزامهم من جديد بحل الدولتين، والنأي عن المسؤولين الذين يرفضونه، وتطلب من الأطراف الرئيسية الإحجام عن الخطوات الأحادية التي تستبق نتيجة مفاوضات الوضع النهائي.
وكان رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو استبق الأحد انعقاد مؤتمر باريس، بتوجيه انتقادات له واصفاً إياه بأنه عبثي وأنه تم تنسيقه بين الفرنسيين والفلسطينيين بهدف فرض شروط على «إسرائيل» لاتتناسب مع ما وصفه بحاجاتها الوطنية. وزعم نتنياهو أن هذا المؤتمر يبعد السلام أكثر؛ لأنه يجعل المواقف الفلسطينية أكثر تشدداً. (وكالات)
المصدر: الخليج