مدير تحرير صحيفة الجزيرة
عمره أربعة عشر عاماً ومع ذلك يقتعد في هذه الصحيفة مكاناً ضمن كتّاب الرأي منافسا المزيني والدخيل والفوزان ومهدداً وجود جيلين أو ثلاثة إن استمر توافد زملائه خصوصاً وهم يرون تقدير «الشرق» لباسل واحتفاءها النادر، صحافياً، بموهبته لأن القاعدة التقليدية هي إرساله إلى صفحات الأطفال حيث يجري خنق مواهبه وتحويله إلى أراجوز يديره الكبار الفاهمون!
باسل متحدث جيد، أفكاره سلسة، شخصيته قوية وأهدافه واضحة. وهذه النقاط كلها حُرم منها جيل أو أكثر لم يعرف، يوماً، معنى الهدف، أما الشخصية فهي حالة مأساوية حتى إن أحدهم إذا خرج إلى الناس متحدثا تلعثم وارتبك لاعتياده الانكسار والتلقي فقط.
باسل نموذج لجيل يتخطى مجتمعه ويتجاوز سكونه المستديم الذي يعتبر ابن الرابعة عشرة طفلا لاحضور له إلا في الملاهي والألعاب لأن الرجولة تنضج على نار هادئة فلايستقيم عودها قبل الستين أو يزيد.
خالد مطرود كاتب ذكي العبارة وسلس الأسلوب في السابعة عشرة من عمره ومع ذلك يزعم أنه ابن الخامسة والعشرين لأن الآخرين سيسفهون آراءه حال معرفتهم بعمره الحقيقي كما ذكر في مقاله في «الشرق» أمس.
تراتبية العمر لا قيمة لها إلا في الآثار. ولم يكن لها اعتبار سوى في المجتمعات البدائية محدودة النمو ولذلك حين تكون الأفضلية للعمر في أي مجتمع فإنه يعلن سكونه ومقاومته للنمو والتطور.
الشباب يخوضون حرب وجود ويفرضون أنفسهم بقوة عبر كل الوسائل غير الرسمية في اليوتيوب وغيره وحين يأخذون مكانهم الطبيعي لن يشكروا للكبار فضلهم لأنه غير موجود أساسا.
المصدر: صحيفة الشرق