بالصور والفيديو.. الإيرانية ريحانة جباري.. ولكم في الموت حياة

منوعات

«البلد التي زرعتِ فيَّ حبها لم تكن تبادلني الحب…. في الآخرة سنوجِّه نحن الاتهام، وسيكونون هم مُتهمين. دعينا ننتظر إرادة الله».. كلمات قاسية منسوبة لشابة قضت 7 سنوات من أجمل سنوات عمرها في السجن الانفرادي، في السجون الأكثر غموضا، في الدولة الأكثر إظلاما وظلما، لم تكن تعلم ريحانة جباري ابنة الـ 26 ربيعا، أن موتها سيحيي الملايين من الأموات الأحياء، كان هدفها أن توصي أمها بألا تبكي، فلم تنفذ أمها الوصية الثقيلة فبكت وأبكت العالم كله.

1414301896549_wps_50_shole_pakravan

القضية تعود إلى 2007، أى في عهد الرئيس الإيراني السابق، أحمدي نجاد، حيث اعتقلت ريحانة جباري (19 عاما) بتهمة قتل مرتضى عبدالعلي سرباندي، وهو طبيب كان يعمل سابقًا بالاستخبارات الإيرانية. واعترفت ريحانة، والتي كانت تعمل مهندسة ديكور، بقتل ضابط المخابرات في مكتبه، دفاعا عن شرفها، وقالت في اعترافاتها: «استدرجني الضابط بحجة مناقشة عمل إلى مكتبه في طهران، تحت غطاء مشروع عمل خاص وحاول الاعتداء علىّ جنسيا فطعنته».

proxy_small

تعود تفاصيل الواقعة إلى 2007، قابل القتيل «سرباندي» ربحانة في مقهي وأقنعها بزيارته لمناقشة صفقة عمل لإعادة تصميم مكتبه، وحين ذهبت ريحانة، إلى مكتب «سرباندي» حاول اغتصابها، قاومت «ريحانة» ولم تفلح محاولاتها في إفلاتها منه، فأمسكت سكينا وطعنته، وهربت تاركته ينزف، وأعلن خبير من الأمم المتحدة، في إبريل الماضي، أن المحكمة لم تأخذ في الاعتبار كل الأدلة، وأن اعترافات ريحانة جباري انتزعت منها قسرا.

اعتقلت ريحانة، كمشتبه بها لكون رقم هاتفها كان آخر رقم في سجل مكالمات هاتف القتيل، وقالت الشرطة إنها عثرت على وشاح به آثار دماء، وسكين ملطخة بالدماء، وغطاء السكين في المكان الذي تم اعتقال «ريحانة» بهتم حبس «ريحانة» في زنزانة انفرادية لمدة شهرين، دون وجود لمحامٍ، ودون إعلام عائلتها بأى تفاصيل عن ابنتهم، ومرت الشهور، وسط تعميم إعلامي على قضية ريحانة، وكان محمد مصطفائي أول محامٍ يتطوع للدفاع عنها، وقال إنه نشر قصتها في مدونته الخاصة، ومصطفائي محامٍ معروف بتولي الدفاع عن المتهمين في المحاكمات المثيرة للجدال في إيران، وعلى رأسها الأحكام بالإعدام والرجم..


وفي 2009، حكم عليها بالإعدام من قبل محكمة «أيفين» بالعاصمة، طهران، وفقا لمعلومات توصلت إليها منظمة العفو الدولية، حيث قالت الشرطة الإيرانية إن «ريحانة» اعترفت بطعن ضابط المخابرات الإيراني دفاعا عن شرفها، ولكنها قالت أيضا في تفاصيل القضية، إن شخصا آخر «مجهولا» في الغرفة وقت حدوث الجريمة، قد يكون هو من قتله.

وقالت وسائل إعلام إيرانية، حينها، إن مكتب المدعي العام الإيراني فعل ما في وسعه لتفعيل «عفو أهل الدم» لوقف الإعدام، ولكن عائلة الضحية أصرت حتى النهاية على المضي قدما في تنفيذ الحكم.

وفي إبريل 2014، أعلن عن تأجيل الحكم بإعدامها بعدما جمعت حملة عالمية 20 ألف توقيع لوقف إعدامها، ولكن عادت السلطات الإيرانية لتعلن في 29 سبتمبر الماضي عن أن إعدام «ريحانة» بات وشيكا، ثم عادت لتعلن في أول أكتوبر الجاري أنها تفكر في إيقاف تنفيذ حكم الإعدام في الوقت الحالي، وأطلقت حملات محلية ودولية لوقف تنفيذ الحكم، ورفضت السلطات الإيرانية المهلة التي طلبتها عائلة «ريحانة» لوقف التنفيذ.

ولكن، في فجر 25 أكتوبر الجاري، نفذت السلطات الإيرانية بسجن «جوهردشت» شمال كرج، غرب طهران، الإعدام شنقا، في حق «ريحانة» لتنهي حياتها، وتعلن بدء معركة طويلة ضد الأحكام الظالمة، في إيران خاصة، وفي العالم كله، وتحولت «ريحانة» إلى أيقونة وشعلة نور تعيد الأمل لكثيرين يقبعون في غياهب الجب، في انتظار الموت أو السجن ظلما دون محاكمة عادلة، لجرائم لم يفعلوها.

المصدر: المصري اليوم