مع توفر الأجهزة الحديثة ووسائل الاتصالات وتحديد المواقع عبر الأقمار الاصطناعية وجد كثير من الناس أنفسهم أجرأ على اكتشاف الصحراء والخروج في رحلات تخييم لممارسة هوايتهم وتحدي الطبيعة. ولكن وعلى الرغم من السهولة التي يبدو عليها الأمر إلا أن الصحراء قد تكون خطرة ومميتة في بعض الأحيان – حفظنا الله وإياكم – إن لم يوليها الإنسان الاهتمام الكافي.

ويوجّه المختصون عدداً من النصائح والإرشادات لمن يرغب في السير في الصحاري لتجنّب التيه وللحفاظ على السلامة في حال الانقطاع عن الآخرين، حيث ينصح الخبراء بمعرفة الطرق أو القرى والمدن المحيطة بالمناطق الصحراوية عن طريق الاطلاع على الخرائط المحلية، كما يؤكّدون على ضرورة إبلاغ جهة معينة كالأهل أو الأصدقاء بالرحلة ومواعيدها وخط سيرها للمساعدة في الإنقاذ إن اقتضت الحاجة.

أما في حال التعرّض للتيه في الصحراء بسبب تعطل المركبة أو “تغريزها” في الرمال فيؤكّد الخبراء على أهمية رباطة الجأش والثبات، ويُنبهون إلى أن الخوف والهلع يشتتان الذهن ويمنعان من التفكير السليم، كما يؤثران سلباً في الحفاظ على طاقة الجسم ويهدرانها.

ويؤكد الخبراء على أهمية الحفاظ على سوائل الجسم، لأن نقص السوائل قد يؤدي إلى الجفاف وهو ما يُعجّل في فقدان الوعي والهلاك لا قدّر الله، وللحفاظ على رطوبة الجسم يوجّه الخبراء عدداً من النصائح، فإذا وجد الماء بكميات قليلة يجب ألا يُشرب إلا للضرورة القصوى، مع إمكانية استخدام خزانات الماء الموجودة في السيارة كخزان ماسحات الزجاج الأمامي. وينصحون بالابتعاد عن الشمس واستخدام اللثام لتغطية الوجه والتنفّس من الأنف بدلاً من الفم.

وينصح الخبراء بعدم الابتعاد عن السيارة، لأن السيارة تتمتع بحجم كبير يُسهّل رؤيتها على فرق البحث والتمشيط، ويقترحون استخدام طرق طلب الإنقاذ العالمية، مثل كتابة SOS على الأرض، لتدلّ على وجود من يطلب النجدة عند رؤيتها من قبل الطائرات، كما يمكن لفت الإنتباه إلى موقع السيارة بحرق الإطار الاحتياطي مما يصدر دخاناً كثيفاً يمكن رؤيته عن بعد، أو حتى حرق السيارة بالكامل في حال توفر مكان ظليل يمكن للمسافر الاختباء فيه عن أشعة الشمس.

وبالطبع فإن استخدام الهاتف النقال وطلب الرقم 122 سيتصل تلقائياً بأقرب نقطة للدفاع المدني، ولكنه لن يفيد دون وجود تغطية من شبكة الاتصالات.

ومن الضرورة مراعاة اختيار فرق البحث من الأشخاص الملمّين بالمنطقة والمدركين لطبيعة تضاريسها وألا يقوم بالبحث أي إنسان عادي، فحتى الإنسان الخبير قد يقع في مشكلة بسبب استهلاك السيارة وتعرضها للأعطال الناتجة عن الحرارة أو الاستخدام المفرط .

نسأل الله لك السلامة عزيزي القارئ، ونتمنى أن تكون هذه المعلومات مفيدة في التنبيه على مخاطر الصحراء، وأن توفر لك الإرشادات الكافية لإنقاذ نفسك في حال تعرضك لمثل هذه المخاطر – لا قدّر الله -.

المصدر: سبييد