“فيليكس الإمارات”، لقب يستحق أن يطلق على الإماراتي عبد الله مطر 36 عاماً، والذي تمكن من تحقيق رقم قياسي جديد، بعد تنفيذه لقفزة من ارتفاع 1731 متراً، وهو ما لم يسبق لأحد في الإمارات الوصول إليه، مطر الذي يهوى الطيران الشراعي، ويملك خبرة تزيد على 12 عاماً في هذا المجال، يطمح للوصول إلى ارتفاع أكبر من الذي حققه، ليثبت للجميع أن الإماراتي ليس أقل من غيره.
فضول واستغراب
تعلق مطر بالطيران الشراعي كان عن طريق أحد أصدقائه الذي درس في الخارج، والذي عرض عليه بعد عودته مجموعة من الفيديوهات لرياضة الطيران الشراعي، ما أثار حينها فضوله واستغرابه، وشعر برغبة كبيرة في خوض التجربة، ولأنه يهوى الصعاب، فقد تعلق بهذه الرياضة، وأصر على تعلمها، رغم أنها غير موجودة في الإمارات، وغير معترف بها، ولا توجد أندية مخصصة لممارستها.
وحتى يتعلم أصول هذه الرياضة، قابل مطر مجموعة من الطيارين الشراعيين الذين زاروا دبي قبل 12 عاماً لتقديم إعلان عن الهواتف المتحركة، ومن خلالهم تعرف إلى طبيعة هذه الرياضة وكيفية ممارستها، ومكونات الطائرة الشراعية، وكيفية الطيران بها، لتكون هذه بداية الخيط الذي تعلق به.
والذي قاده إلى السفر لعدد من البلدان، ومن بينها ماليزيا ولندن لاحتراف هذه الرياضة، وخلال رحلاته لم يكف عن البحث في مجال الطيران الشراعي، ولاحترافه، اشترى أول طائرة خاصة، وتدرب هناك على الطيران ومارسها لأول مرة، وبعد عودته إلى الدولة، شارك أصدقاءه هذه الهواية، حيث داوم على الخروج معهم إلى عديد المناطق في الإمارات بهدف المتعة، كمنطقة الفاية، التي يصفها بأنها منطقة تسهل على الطيار مهمته، وبملاءمة تضاريسها للطيران.
تحدٍ
ويتمثل الرقم القياسي الذي حققه مطر بقفزه من ارتفاع 1731 متراً (5620 قدماً)، كان من أبرز إنجاراته التي نفذها في منطقة الفايه، لا سيما أنه لم يسبق لأحد في الإمارات الوصول إليه، ويصف مطر هذا الإنجاز بأنه جاء نتيجة لتحدٍ بينه وبين أحد أصدقائه، وتمكن مطر من توثيق إنجازه هذا بالفيديو. ورغم تحقيقه لهذا الرقم، إلا أنه تمنى لو تمكن من الوصول إلى ارتفاع أكبر من ذلك، وقال: “إن تخوفه من وجود الطائرات جعله يعود أدراجه إلى الأرض”.
وعن أبرز التحديات التي تواجه عشاق هذه الرياضة، قال مطر: “لعل التحدي الأكبر هو عدم وجود رخص طيران تقدم للطيار الشراعي، لعدم الاعتراف بها كرياضة حقيقية في الإمارات”، وأكد أنه حاول التواصل مع جهات عدة، إلا أنه لم يحصل على نتيجة. وأضاف: “في ما مضى كان هناك نادٍ في أم القيوين يضم عدداً لا يتعدى أصابع اليد الواحدة من هواة الطيران الشراعي، ولكنه اختفى بعد فترة، كما لا توجد هناك أي بطولات إماراتية في هذا المجال”.
شروط الممارسة
وعن الشروط الواجب توافرها فيمن يرغب بممارسة هذه الهواية، أوضح مطر أنه يجب على ممارسها امتلاك ليونة وقوة بدنية، وأن يكون ملماً بتغيرات الجو وديناميكية الطيران، والتعرف جيداً إلى طائرته وفحصها جيداً قبل الطيران بها، تحسباً لوقوع أي طارئ أثناء الطيران.
المصدر: البيان