كاتب سعودي
المتوقع أن تبدأ حملة إعلامية جديدة على المملكة وقوانينها وقضائها بعد تقديم أحد رموز المحتجزين على ذمة قضايا تمس أمن الوطن إلى المحاكمة، وتقديم لائحة الاتهام الموجهة ضده من قبل الادعاء العام، وبالطبع ستقود هذه الحملة الجوقة المعروفة للجميع، وستكون منابرهم الصحف والقنوات التابعة لجبهة العداء للمملكة وبعض التي تم شراء ذممها ومهنيتها التي وجدت أساسا للبيع، وبالتأكيد سنطالع مقالاً «خاشقجياً» في الواشنطن بوست يرثي حال حقوق الإنسان وحرية التعبير ونزاهة القضاء في المملكة، وينذر بالويل والثبور وعظائم الأمور، وبالطبع سوف تترجم صحف إسطنبول والدوحة وطهران وسراديب حسن نصر الله والحوثي مثل هذه المقالات لتقول للعالم إن المملكة تحولت إلى سجن كبير، كما يردد «الخائف على وطنه، المؤتمر بأمر الخليفة، ومايسترو العزف النشاز ضد المملكة، جمال الدين الخاشقجي الأردوغاني الحمديني، والشبل الجديد الذي أصبح زميله في الواشنطن بوست».
طبعاً سيغفل كل هؤلاء أن المحاكمة توفرت لها كل الاشتراطات القانونية الخاصة بحقوق المتهمين، وسيتعمدون عدم الإشارة أبدا إلى أن التهم في غاية الخطورة لأنها تتعلق بالتآمر على الأمن الوطني والدولة والمجتمع والسلم الاجتماعي، وبالتأكيد لن يذكروا ما تم ذكره رسمياً هنا بأن المحاكمة سوف تستوفي كل مراحلها ودرجاتها وأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، وإذا ثبتت من خلال القضاء المستقل فالعقوبة تكون وفق الأنظمة والقوانين.
لم يعد هناك من شغل شاغل لفلول أحلام الخريف العربي وأوهام الخلافة وهلوسات دولة الأمة الواحدة سوى المملكة، لأنها الدولة الأقوى التي تحارب كل هذه التخاريف التي تحولت إلى مؤامرات منظمة ضدها، بقيادة دول وخونة من الخارج والداخل، لكنهم يعلمون جيداً أن المملكة منتبهة جداً لكل ما يحاك وأنها ماضية في قطع دابرهم، لذلك لم تعد لهم سوى الجعجعة والكذب والتزييف.
المصدر: عكاظ