اختتمت أكاديميات الدار بأبوظبي أمس برنامج «نموذج مونتيسوري للأمم المتحدة» في مدرسة البطين الثانوية، وهي المبادرة التربوية الوحيدة الموجهة للطلاب ما بين أعمار 9 و15 عاماً التي تم تطويرها وإطلاقها بالتعاون مع الأمم المتحدة عام 2006، ويتم عقد فعالياتها لأول مرة في الشرق الأوسط في أبوظبي.
وقد تم تنظيم المؤتمر برعاية شركة مبادلة للتنمية وهيئة البيئة أبوظبي بمشاركة300 طالب وطالبة ضمن سياق مبادرة «مبادلة ويانا للشباب». ويهدف المؤتمر إلى محاكاة المؤتمرات الأممية بتفاصيلها لتشجيع الطلاب على التعلم عن الأحداث العالمية، ومناقشة التحديات التي تهم البشرية في الألفية الثالثة.
وقد وجه معالي بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة كلمة افتتاحية لأعمال المؤتمر الأحد الماضي عبر تقنية الفيديو المسجلة قائلا: لقد حرصت دولة الإمارات وباستمرار على تبني العديد من القضايا على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، وسخرت كافة الإمكانات المادية والبشرية لدعمها ومعالجتها، كدعم التعليم ومحو الأمية في الدول الفقيرة والنامية، ويحضرني هنا الحديث عن حملة تعليم مليون طفل سنويًا، وتوفير كافة متطلبات، ومستلزمات التعليم في هذه الدول من مدارس وجامعات ومعلمين في إطار منظمٍ وتحت رعاية كريمة من القيادة الرشيدة.
كما بذلت الإمارات جهودا حثيثة ومتواصلة في المحافظة على السلم والأمن الإقليمي والدولي بتقديم المساعدات الإنسانية لمناطق النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية، وحرصت الدولة على الاهتمام بتقديم جهودها في دعم وتحسين صحة الأفراد في العديد من دول العالم بغض النظر عن موقعها الجغرافي مما يعبر عن دورها المتميز في العطاء الإنساني، ويحضرني على سبيل المثال مبادرة (زايد العطاء) ومبادرة (مؤسسة نور دبي لعلاج البصر).
وقال الأمين العام للأمم المتحدة: إن دولة الإمارات العربية المتحدة تسعى بشكل كبير وواضح إلى معالجة العديد من القضايا الهامة المتعلقة بالمحافظة على البيئة والتنمية المستدامة، والتقليل من استخدام المصادر القابلة للنضوب، وذلك من خلال العديد من المبادرات الاستراتيجية، ولعل ذلك ما ساهم بشكل واضح في رسم صورة مشرقة للإمارات كنموذج واعٍ لتبني ومعالجة قضايا المجتمع مما أهلها للحصول على المراكز المتقدمة في المعايير الدولية كأسعد شعب والثقة في توفير المناخات الاستثمارية، وسهل حصولها على ملف إكسبو 2020 وفوزها باستضافة الوكالة الدولية للطاقة (ارينا) في ظل تنافس دولي كبير.
المسؤولية الاجتماعية
وقالت نيلاي أوزرال، المدير التنفيذي لأكاديميات الدار: يقدم برنامج نموذج مونتيسوري للأمم المتحدة، منصة فريدة ومميزة للطلاب لتنمية قدراتهم للعمل الجماعي والاحترام والمواطنة العالمية، فهو يركز على مبادئ الأمم المتحدة مثل السلام والتعاون والتسوية، هذا بالإضافة إلى توفير الفرصة للطلاب لمناقشة المواضيع والتحديات العالمية الملحة، مثل موضوع مؤتمر الذي تمحور حول الاستدامة المائية، والتوصل لحلول لها من خلال التفاوض الصبور وذلك خدمة لمصلحة جميع شعوب العالم.
وأعربت ألماس مينون، ممثلة برنامج نموذج مونتيسوري للأمم المتحدة عن سعادتها وهي ترى الطلاب المشاركين في برنامج نموذج مونتيسوري للأمم المتحدة، حيث يمثلون جيلا جديدا من القيادات العالمية. وقالت نادين صالح حسن مدير التطوير الاجتماعي والشراكات في مبادلة: «تم تأسيس شركة مبادلة للتنمية بهدف تحفيز النهوض برؤية أبوظبي الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق العائدات المالية القوية لحكومة أبوظبي، وتأتي شراكتنا مع أكاديميات الدار تكريساً لإيماننا بأهمية التربية والتعليم في تلك الرؤية، ويوفر برنامج نموذج مونتيسوري للأمم المتحدة فرص تعليمية مهمة للطلاب من خلال مبادرات وورشات العمل التي تشجعهم على التعاون والعمل سوياً لتطوير قدراتهم على التواصل وإيجاد الحلول للتحديات الاجتماعية الملحة.
وأشارت فوزية المحمود، مدير إدارة التوعية البيئية بهيئة البيئة أبوظبي، إلى أن الهيئة تؤمن بأن شباب اليوم سيصبحون قيادات في العمل البيئي غداً، ونحن نحيي أكاديميات الدار على هذه المبادرة المهمة التي نفتخر بدعمها لما لها من دور فعال في التوعية البيئية والتي تمثل إحدى أهم أولوياتنا الاستراتيجية. ويهدف المؤتمر إلي تطوير مهارات الطلبة في البحث العلمي، وإدارة الوقت، وإدارة النقاش، والتفاوض والقيادة والخطابة، كما يعزز لديهم الإدراك والحس بالمسؤولية الاجتماعية خاصة لجهة التحديات العالمية، ويعتبر هذا المؤتمر تحضيراً للمؤتمر العالمي الذي سيتم تنظيمه في الإمارات أيضا في أواخر العام الجاري، كما سيتم اختيار مجموعة من الطلاب لترؤس المجلس الطلابى الذي سيمثل دولة الإمارات العربية المتحدة في محاكاة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أو جنيف.
المصدر: السيد سلامة – الاتحاد