تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبمتابعة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، بتقديم المساعدات الإنسانية والتنموية ودعم القطاع الصحي وتعزيز برامجه الوقائية بجمهورية باكستان الإسلامية، أعلنت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان نتائج حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال التي نفذت في جمهورية باكستان الإسلامية خلال الفترة من عام 2014 وحتى نهاية شهر أبريل عام 2019، حيث نجحت الحملة في نتائجها الإجمالية في إعطاء 407 ملايين و440 ألفاً و930 جرعة تطعيم ضد مرض شلل الأطفال لأكثر من 71 مليون طفل باكستاني.
وقالت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان إن حملة الإمارات للتطعيم تنفذ في إطار مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم، وتمثل ترجمة ميدانية لتوجيهات القيادة الرشيدة بتعزيز الجهود العالمية الرامية للحد من انتشار الأوبئة والوقاية من التداعيات الصحية السلبية التي يعانيها الأطفال، وهي دليل على التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالنهج والمبادئ الإنسانية لمساعدة الشعوب المحتاجة والفقيرة وتطوير برامج التنمية البشرية، والاهتمام بسلامة صحة الإنسان وفئة الأطفال المحتاجين للرعاية الصحية الوقائية في مختلف دول العالم .
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة قد قدم منذ عام 2011 مبلغ 167,8 مليون دولار أميركي مساهمة من سموه في دعم الجهود العالمية لاستئصال مرض شلل الأطفال مع التركيز بشكل خاص على باكستان وأفغانستان.
وتأتي مساهمات سموه في إطار النهج الإنساني لدولة الإمارات في التعاون مع المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية بتوفير الخدمات الإنسانية والصحية للمجتمعات والشعوب المحتاجة وتقديم المساعدات لهم ، ودعم الجهود العالمية لاستئصال مرض شلل الأطفال والتقليل من حالات الإصابة به بنسبة كبيرة في الدول المستهدفة بالمبادرة وهي جمهورية باكستان الإسلامية وجمهورية أفغانستان الإسلامية .
وأعلن سعادة عبدالله خليفة الغفلي مدير المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان عن النتائج التفصيلية لحملة الإمارات للتطعيم خلال السنوات الخمس الماضية، مشيراً إلى أن الحملة تمكنت منذ عام 2014 ولغاية نهاية شهر أبريل عام 2019، من إعطاء 407 ملايين و440 ألفاً و930 جرعة تطعيم ضد مرض شلل الأطفال لأكثر من 71 مليون طفل من الأطفال الباكستانيين الذين تقل أعمارهم عن الخمس سنوات .
وأضاف أن الحملة استطاعت منذ المرحلة الأولى خلال عام 2014 وحتى المرحلة الخامسة عام 2018، من إعطاء 371 مليوناً و175 ألفاً و240 جرعة تطعيم ضد مرض شلل الأطفال، وبزيادة الجهد وتطوير الخطط والعمل الميداني المكثف والمتواصل والتعاون والشراكات الإنسانية مع مختلف الجهات والمنظمات الدولية خلال عام 2019، نجحت الحملة وفي إطار مرحلتها السادسة وفي أول أربعة أشهر من هذا العام في إعطاء 36 مليوناً و265 ألفاً و690 جرعة تطعيم ضد مرض شلل الأطفال، حيث تقدم الحملة شهرياً جرعات التطعيم لحوالي 14 مليون طفل، وتشمل خطة برنامجها المستقبلية لهذا العام تنفيذ حملات إضافية خلال الفترة الممتدة من شهر يونيو ولغاية شهر ديسمبر من هذا العام .
وبالنسبة لإطار العمل الميداني والتغطية الجغرافية للحملة، أوضح سعادة عبدالله خليفة الغفلي أن حملة الإمارات للتطعيم تعمل ميدانياً في 83 منطقة من المناطق الصعبة والعالية الخطورة في جمهورية باكستان الإسلامية، حيث تضمن النطاق الجغرافي للحملة تغطية عدد 25 منطقة في إقليم خيبر بختونخوا، حصل الأطفال فيها على 191 مليوناً و 408 آلاف و90 جرعة تطعيم، و 13 منطقة في إقليم المناطق القبلية فتح، حصل الأطفال فيها على 37 مليوناً و 989 ألفاً و872 جرعة تطعيم، و 33 منطقة في إقليم بلوشستان، حصل الأطفال فيها على 61 مليوناً و 10 آلاف و675 جرعة تطعيم، و12 منطقة في إقليم السند حصل الأطفال فيها على 117 مليوناً و 32 ألفاً و293 جرعة تطعيم.
ولفت إلى أن الجهود الميدانية لتنفيذ حملات التطعيم في مختلف الأقاليم الباكستانية، تمت بمشاركة أكثر من 97 ألفاً من الأطباء والمراقبين وأعضاء فرق التطعيم، وأكثر من 25 ألفاً من أفراد الحماية والأمن وفرق الإدارة والتنسيق.
وبالنسبة لأساليب التنفيذ فقد تم استخدام خيارين لإيصال اللقاحات وتطعيم الأطفال، الأول من خلال فرق التطعيم الثابتة في المراكز الصحية ، والثاني من خلال فرق التطعيم المتنقلة التي خصصت لتغطية المناطق والقرى التي لا يستطيع سكانها الوصول إلى مراكز التطعيم الرئيسية، كما تم فتح مواقع متنقلة للتطعيم في مخيمات النازحين واللاجئين وعلى الطرق والمراكز الحدودية الفاصلة بين المناطق والمدن الرئيسية .
وشمل نطاق ونمط الدعم الذي تقدمه إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان لحملات التطعيم جميع مكونات الحملة من خلال تمويل برامج التدريب والاتصالات والتنسيق وتكاليف الجهد الميداني لفرق التطعيم والفرق الأمنية والمراقبين، إضافة إلى تنفيذ خطة التوعية الإعلامية الاجتماعية، حيث شهدت الحملة نسبة نجاح عالية وإقبالاً كثيفاً من قبل أهالي المناطق استجابة للحملات الإعلامية والتوعوية التي أطلقتها إدارة المشروع تحت شعار ” الصحة للجميع .. مستقبل أفضل ” لتوعوية وتنبيه السكان بخطورة وباء شلل الأطفال وتشجيعهم وحثهم على المبادرة بتطعيم أبنائهم ووقايتهم من الإصابة بشلل الأطفال.
وقد نفذت هذه الحملات بالتنسيق والتعاون المشترك مع قيادة الجيش الباكستاني ومنظمة اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الباكستانية ووزارات الصحة في حكومات الأقاليم ومؤسسة بيل ومليندا غيتس، حيث حرصت جميع الجهات المشاركة على تعزيز نجاح جهود الحملة ودعم جهود فرق التطعيم والتأمين وتخطيط وتنظيم عمليات إعطاء اللقاحات للأطفال المستهدفين ومتابعة التنفيذ الميداني لمراحل الحملة.
وأشاد مدير المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان بالدعم الذي تقدمه مؤسسة “بيل ومليندا غيتس” لحملة الإمارات للتطعيم وتعاونها وشراكتها الاستراتيجية مع مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم من خلال مساهمتها بتمويل نصف تكلفة الحملة وتقديم المساعدة في مختلف المجالات المتعلقة بخطط التنفيذ الميدانية.
وأكد عبدالله خليفة الغفلي أنه بهذا النجاح يبرهن للعالم أن الجهود والمبادرات الإنسانية لدولة الإمارات العربية المتحدة بتوجيهات القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وبمتابعة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، فعالة ومتميزة في تحقيق أهدافها الإنسانية النبيلة وتعزيز تنمية صحة الإنسان وحمايته من الأمراض والأوبئة، كما يؤكد الدور القيادي لدولة الإمارات في مساعدة أبناء الشعوب الفقيرة والمحتاجة ودعم الجهود الدولية وبرامج هيئة الأمم المتحدة لوقاية المجتمعات من الأمراض والأوبئة والأزمات والكوارث وتأمين الحياة الكريمة للإنسان.
ويؤكد أهمية مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لاستئصال مرض شلل الأطفال في أصعب وأكبر المناطق الحاضنة له في العالم، ومؤشرات النجاح الاستثنائي التي بدأت منذ المرحلة الأولى لإطلاقها تدل على مدى تقدير ومحبة أبناء الشعب الباكستاني وثقتهم الكبيرة في ما تقدمه دولة الإمارات والأيادي البيضاء للقيادة الرشيدة من جهود وأعمال إنسانية وتنموية خيره .
جدير بالذكر أن الأقاليم والمناطق الباكستانية التي تنفذ فيها حملة الإمارات للتطعيم تصنف في خطط المنظمات الدولية بأنها مناطق ذات أهمية عالية في الجهود العالمية للقضاء على شلل الأطفال وبخاصة أنها تحتضن أكثر حالات الإصابة المسجلة بالمرض في العالم خلال الأعوام الماضية، وقد ساهم النجاح الكبير الذي حققته حملة الإمارات للتطعيم في هذه المناطق والأقاليم في انخفاض نسبة وأعداد المصابين بفيروس شلل الأطفال في باكستان من 306 حالات تم تسجيلها خلال عام 2014 إلى عدد 54 حالة تم تسجيلها عام 2015، وعدد 20 حالة تم تسجيلها خلال عام 2016، وعدد 8 حالات تم تسجيلها خلال عام 2017، وانخفض عدد حالات الإصابة المسجلة في باكستان خلال عام 2018 إلى 12 حالة فقط وبنسبة بلغت 95%، وتمثل هذه النتيجة الإيجابية مؤشراً إيجابياً مهماً في تحقيق أهداف منظمة الأمم المتحدة ودول العالم بالقضاء نهائياً على وباء شلل الأطفال في المستقبل القريب.
يشار إلى أن بيانات الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط تشير إلى أن عدد حالات الإصابة بشلل الأطفال في العالم قد انخفض من عدد 359 حالة تم تسجيلها في عدد 9 دول عام 2014 إلى عدد 33 حالة تم تسجيلها خلال عام 2018 منها 12 حالة في باكستان و 21 حالة في أفغانستان ، حيث أكد موقع المنظمة أن العدوى بفيروس شلل الأطفال بلغ أدنى مستوياتها في التاريخ، وأصبحت مقصورة على عدد قليل من المناطق في البلدين الاثنين المتبقيين اللذين يتوطن فيهما شلل الأطفال في إقليم شرق المتوسط – وهما أفغانستان وباكستان.
المصدر: الاتحاد