
بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أعلنت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية عن إطلاق خطة تطوير شاملة تهدف لتعزيز كفاءة عملياتها ورفع مستوى وسرعة الاستجابة وتوجيه المعونات العاجلة للمناطق المتضررة جراء الكوارث والأزمات في مختلف أنحاء العالم ترسيخاً لمكانة المدينة كأحد أهم مراكز الإغاثة الدولية.
وقالت حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، سمو الأميرة هيا بنت الحسين رئيسة مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية إن هذه الخطوة تأتي دعماً لعملية التطوير المستمرة التي تشهدها المدينة منذ انطلاقها بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في العام 2003، كأول منطقة حرة في العالم مخصصة بالكامل لدعم جهود الإغاثة والمعونات الإنسانية، بينما تواكب خطة التطوير النمو الكبير الذي شهدته المدينة وتمكنت خلاله من تأكيد موقعها كقاعدة التشغيل الإقليمية الرئيسة لتسع وكالات إغاثة تابعة للأمم المتحدة، وأكثر من 50 من المنظمات والمؤسسات غير الربحية والتجارية، والمؤسسات التجارية ومزودي الخدمات، وذلك بعد أن نجحت المدينة في إفساح مكانة مميزة لها في العام 2007، كمركز رئيس لخدمات الإغاثة العالمية له إسهامه الواضح في ترتيب وتسهيل تسيير شحنات المعونة العاجلة لمناطق مختلفة من العالم.
دعم مميز
وأوضحت سموها أن خطة التطوير الشاملة التي ستشهدها المدينة خلال الشهور المقبلة تتزامن مع تنامي الطلب على عضويتها والرغبة في الاستفادة مما توفره من إمكانات دعم مميزة تمثل عنصرا حاسما من عناصر عمليات الإغاثة بما في ذلك المستودعات المجهزة لتخزين مواد الإغاثة وشبكة الخدمات اللوجستية علاوة على قيمة المدينة كساحة للربط بين أعضائها من مختلف الأجهزة والمنظمات الناشطة في مجال الإغاثة على المستويين الإقليمي والعالمي، ومنصة لتبادل الخبرات والأفكار فيما بينهم، فضلا عن تشجيع المدينة لمجالات الأبحاث والتطوير ذات الصلة بمجال العمل الإنساني والإغاثي.
وأعربت سمو رئيسة مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية عن فخرها واعتزازها بالمكانة المهمة التي وصلت إليها المدينة خلال فترة وجيزة، والدور المؤثر الذي تضطلع به عالمياً في تخفيف وطأة المعاناة عن كاهل مئات الآلاف من البشر حول العالم، مشيرةً سموها إلى أن المدينة تُعدُّ اليوم أكبر مركز لوجستي في العالم أجمع لدعم جهود الإغاثة بما توفره من دعم لوجستي يستند إلى بنية تحتية عالية الكفاءة ومساعدة إدارية متميزة، وما تقدمه من جهود تهدف إلى توطيد روابط التعاون بين مؤسسات ومنظمات الإغاثة الإقليمية ونظيرتها الدولية.
لجنة تنفيذية
وكانت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قد استهلت عملية التطوير في يونيو 2016، حيث تم تشكيل لجنة تنفيذية برئاسة سمو الأميرة هيا بنت الحسين أوكل إليها مسؤولية مباشرة مختلف جوانب التطوير بما في ذلك النظر في هيكل المدينة وما قد يتطلبه من تعديلات لمواكبة الأهداف الطموحة المنشودة لها، ويعزز قدرتها على الوفاء بالتزاماتها الأخلاقية تجاه جهود الإغاثة العالمية، وضمت اللجنة كلاً من عبدالله الشيباني، أمين عام المجلس التنفيذي في دبي، واللواء محمد أحمد المرّي، مدير الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي، وهلال سعيد المري، مدير عام دائرة السياحة والترويج التجاري الرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي، وبدعم من منى لوتاه، المدير العام لمكتب سمو الأميرة هيا بنت الحسين، حيث تولّت اللجنة تسيير أعمال المدينة إلى أن يتم تعيين مدير تنفيذي للمدينة أو الاستقرار على تصوّر جديد لهيكلها التنظيمي.
زيادة واضحة
وأشارت سمو الأميرة هيا بنت الحسين إلى التنامي المطرد في الطلب على خدمات المدينة وقالت: «شهدنا في الأشهر القليلة الماضية زيادة واضحة في الطلب على خدمات المدينة خاصة لتوجيه شحنات إغاثية لمناطق يصعب الوصول إليها، وذلك نظرا لما تتمتع به المدينة العالمية من قدرات خاصة تجعلها عنصرا حاسما في معادلة العمل الإغاثي العالمي».
وتُعدُّ القدرات اللوجستية عالية الكفاءة من أهم مميزات المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، إذ إنها الجهة الوحيدة عالميا القادرة على تسيير شحنات إغاثة ضخمة من الممكن أن تصل حجم الواحدة منها إلى أكثر من 90 طنا من مواد الإغاثة دفعة واحدة، وخلال وقت قياسي يتراوح عادة بين 3 إلى 36 ساعة».
تسريع
وأوضحت سمو رئيسة مجلس إدارة المدينة أن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كانت واضحة في ضرورة تسريع وتيرة تسليم شحنات الإغاثة وإيجاد البدائل التي تضمن توصيل تلك الشحنات بأسلوب فعال يتسم بالسرعة والدقة، بما في ذلك تسيير رحلات لطائرات أصغر حجما يمكنها الوصول إلى الأماكن التي لا تتمكن من الاقتراب منها بالصورة الكافية طائرات الشحن العملاقة مثل الطائرات من طراز بوينغ 747، علاوة على ما لذلك من أثر في الاستجابة لأكثر من حالة طارئة حول العالم في ذات التوقيت، وذلك في ضوء الزيادة الكبيرة في الطلب على خدمات الدعم الإنساني في حالات الأزمات سواء الطبيعية أو من جراء الحروب أو النزاعات المسلحة أو غيرها من الأسباب.
وقالت سموها إن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تم وضعها على الفور محل التنفيذ الفوري، حيث تكللت جهود المدينة بالنجاح في توصيل المساعدات الإنسانية لجزر فانواتو في جنوب المحيط الهادئ، في الوقت الذي تعمل فيه المدينة على رفع مستوى كفاءة التشغيل لتوجيه المعونات لأكثر من نقطة حول العالم وفي وقت متزامن حال الضرورة لذلك، ما تنامي منحنى الطلب على خدمات المدينة.
وأضافت سمو الأميرة هيا بنت الحسين أن خطة التطوير تشمل كذلك عمل مجلس إدارة المدينة مع شركائها على تطبيق برامج للتدريب الافتراضي لمحاكاة الاستجابة لحالات الأزمات، مع زيادة الطلب على المستودعات والدعم اللوجستي، إذ سيباشر مجلس إدارة المدينة كذلك من خلال الخطة الشاملة النظر في إمكانية الفصل بين عمليات الخدمات اللوجستية والحوكمة والتطوير.
مسارات تطوير
وقالت سموها إنه رغبة في تأكيد سير عملية التطوير بأسلوب علمي مدروس، فقد تمت الاستعانة بالاستشاري العالمي جيوسيبي سابا المتخصص في مجال الخدمات اللوجستية لاسيما ما هو مخصص منها للأعمال الإنسانية، والذي سيكون له إسهامه على مدار الأشهر المقبلة في رسم مسارات تطوير المدينة، معربةً سموها عن ترحيبها بالتعاون مع الخبير العالمي سابا الذي سبق أن عمل مع المدينة في أكثر من مناسبة سابقة.
يُذكر أن الخبير اللوجستي جيوسيبي سابا قد سبق له أن شغل منصب رئيس شبكة مركز الاستجابة الإنسانية التابع للأمم المتحدة، المسؤول عن تنسيق وتعجيل عمليات الإغاثة الدولية بالتنسيق مع المنظمات والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الأهلية وغير الربحية ومستودعات تخزين مواد الإغاثة حول العالم، وهي الشبكة التي تحمل المدينة العالمية للخدمات الإنسانية عضويتها، حيث من المنتظر أن تشكل الخبرة الكبيرة التي أسسها سابا من خلال هذا الموقع في دعم قدرة المدينة على الوصول إلى مستويات الكفاءة الأرقى المنشودة وتحقيق أهدافها الاستراتيجية التي تؤكد مكانة دولة الإمارات الرائدة في مجال العمل الإنساني والإغاثي.
إنجازات
تمكنت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية خلال الشهرين الماضيين من تحقيق إنجازات مشرفة بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، واستجابة للنداءات الموجهة من الأمم المتحدة.
وفي سبتمبر الماضي، توجهت طائرة خاصة تابعة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد محملة بأكثر من 100 طن من المساعدات إلى مدينة عنتيبي الأوغندية لتقديم العون لأكثر من 60 ألف من اللاجئين المتواجدين في المنطقة الحدودية مع السودان، وفي أكتوبر الماضي، قامت المدينة بتوصيل ما يزيد على 90 طناً من المساعدات لإغاثة متأثري إعصار ماثيو في هيتي.
هيا بنت الحسين:
ــ تطوير المدينة يتزامن مع تنامي الطلب على خدماتها
ــ نعتز بإسهامات المدينة كأكبر مركز لوجستي لدعم جهود الإغاثة عالمياً
ــ تطبيق برامج للتدريب الافتراضي لمحاكاة الاستجابة لحالات الأزمات
ــ الاستعانة باستشاري عالمي متخصص في الخدمات اللوجستية
الهدف:
ــ تعزيز كفاءة العمليات ورفع مستوى وسرعة الاستجابة
ــ توجيه المعونات العاجلة للمناطق المتضررة جراء الكوارث عالمياً
ــ ترسيخ مكانة المدينة كأحد أهم مراكز الإغاثة الدولية
المصدر: البيان