قال نائب الرئيس، رئيس الحكومة اليمنية خالد محفوظ بحاح، إن قوافل إغاثية مختلفة ستتوجه بشكل عاجل إلى محافظة تعز، بعد نجاح قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بدعم من قوات التحالف العربي في فك الحصار المفروض عليها منذ خمسة أشهر من قِبل ميليشيا الانقلابيين التابعين لجماعة الحوثي والمخلوع صالح.
وأضاف بحاح في مؤتمر صحفي عقده في عدن، أمس، أن الجهود الرسمية خلال الفترة المقبلة في تعز ستنصب في إعادة التعمير وإزالة المخلفات وتأهيل الطرقات والشوارع والخدمات الأساسية من كهرباء ومياه، كما لفت إلى تدريب ألف فرد من أبناء تعز في معسكرات الجيش في مأرب والعند، لتولي مهام حفظ الأمن والاستقرار.
وأكد بحاح أن الحكومة اليمنية تنشد السلام وأولوياتها في الوقت الراهن تشمل توقف الحرب واستعادة الدولة واستكمال العملية السياسية، كون الحرب أنهكت مؤسسات ومقدرات الدولة عسكرياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً، وخلفت وراءها حجماً كبيراً من الدمار والخراب، وجدد تأكيد الحكومة اليمنية بعدم وجود حُسن نوايا لدى ميليشيا الحوثي وصالح. وأشار إلى أنه سبق الدخول في مفاوضات جنيف «1» و «2»، وقد يلحقهما في غضون الأسابيع المقبلة جنيف «3»، وذلك كله من أجل الوطن وليس من أجل أفراد، فالأوطان هي الباقية، ودعا الجميع إلى التوجه لطاولة الحوار والمشاركة في المفاوضات من أجل الخروج بحلول ترضي الجميع.
واستعرض الجهود الشاقة والصعوبات التي تواجه الحكومة اليمنية خلال وقوفها أمام عدد من القضايا والملفات الشائكة مثل القوات المسلحة والأمن والمقاومة، ومواجهة التطرف والمعارك العسكرية في جبهات القتال للقوات الشرعية ضد الانقلابيين، وتحسين مستوى الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء والاتصالات وتطبيع حركة الشارع تدريجياً ونزع الألغام والإسهام في انتعاش وعودة الحياة إلى عدد من المحافظات المحررة، وذكر أن الحكومة ستتواجد خلال أيام في محافظتي مأرب والجوف.
وأرجع نائب الرئيس توقف قوات الشرعية عن التقدم في فرضة نهم على مشارف صنعاء باتجاه عمق صنعاء إلى التكتيك العسكري المعروف ب«التمكين والثبات العسكري، ومعرفة مواقف قبائل صنعاء»، التي كانت إيجابية من خلال إعلان القبائل ولاءها للشرعية، وذلك تمهيداً للتقدم صوب صنعاء وفقاً للخطط المعدة سلفاً، كما أشاد بالانتصارات التي حققها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بدعم من قوات التحالف العربي في مختلف جبهات القتال أبرزها تعز وفرضة نهم ومأرب والجوف، ولفت إلى بلوغ عدد جرحى الحرب نحو 25 ألف جريح تمت معالجة غالبيتهم في عدد من المحافظات اليمنية ونقل 3 آلاف جريح منهم إلى الإمارات والسعودية وعمان والسودان.
وبشأن الأوضاع الأمنية والخدمية في عدن، قال بحاح، إن الأوضاع في تحسن، وهناك نجاح على الصعيد الأمني وتم التغلب على الخطر الكبير المتمثل في السيارات المفخخة من خلال خطة أمنية تم وضعها من جانب وزارة الداخلية والسلطات الأمنية حققت عدداً من الأهداف المرسومة عبر تنفيذ المرحلة الأولى، والاستعداد لتنفيذ المرحلة الثانية من الخطة الأمنية ذاتها والتي سيشعر معها الجميع بنتائج أفضل. وأضاف: أن الفراغ الأمني في المحافظات الجنوبية ليس حديث العهد، بل يعود إلى عام 1994.
وذكر أنه تم مداهمة مجموعة من الأوكار وضبط عدد من المطلوبين، وصنف كل من يحمل السلاح خارج الدولة بأنه ميليشيا مسلحة ويعتبر هدفاً للدولة، وتعهد بعدم بقاء أي متطرف أو مغرر به في محافظات عدن ولحج وأبين وحضرموت، كون الوقت تجاوز النفاد، كما أكد أن الأبواب ما زالت مفتوحة أمام جميع الراغبين في الالتحاق بالمؤسستين الأمنية والعسكرية، وأوضح أن الحكومة اليمنية لديها اتفاقيات مع التحالف العربي، وأن الإمارات تعهدت بإنشاء ثلاثة ألوية عسكرية، من أجل تأهيل وتدريب ودمج المقاومة في الجيش والأمن بحسب الخطط المزمّنة والمحددة والإمكانيات المتاحة، كون هناك صعوبة في استيعاب الجميع في وقت واحد.
وفي ما يخص الخدمات الأساسية وخصوصاً الكهرباء، أفاد بحاح، بأن دول التحالف العربي قالت بوضوح «إنها لن تستمر في ضخ الأموال في نقطة سوداء، دون أن تكون هناك إيرادات»، وهنا لا بد من تفاعل السكان في دفع فواتير الاستهلاك للمساهمة في تحسن مستوى خدمة الكهرباء.
المصدر: صحيفة الخليج