كاتب سعودي
لا جديد في أن تردع السعودية مخططات، وتقود تحالفات لنصرة قضية.. ولا جديد أن تنتصر الشرعية المؤيدة من السعودية فقد حصل ذلك أكثر من مرة.. لكن الجديد والمدهش أنها مشت في عاصفة الحزم على حقول ألغام باحترافية مذهلة، وأسست نظرية جديدة في حروب الدول مع الميليشيات، والميليشيا هذه المرة مسلحة بجميع أنواع الأسلحة ولديها خزان بشري وأيديولوجيا ودعم من طرف إقليمي يهوى الخراب مع أنه يصفع في كل مرة يقترب من الحمى.. وفي عز عودة بوادر الصراع الروسي الأميركي والاصطفاف الصيني في هذا الصراع مررت بإنجاز تاريخي القرار 2216.. الذي كانت بدايته فكرة روسية لهدنة إنسانية.. تحول بإعجاز دبلوماسي إلى قرار مؤيد لعاصفة الحزم.. لقطة وصول خالد بحاح إلى عدن ليست نهاية الحرب، ولكنها تعبر عن نجاح هائل في الاستراتيجية وهي تتويج لجهد وتضحيات ودماء رجال.. وقادة شجعان.. وإمام يعرف أن وطنه استثنائي.. ولو كان هذا النجاح قامت به قوه أخرى لملأت الدنيا ضجيجا وصاغت التاريخ حوله، ولكن السعودية كعادتها تعاملت مع كل هذه النجاحات بهدوء.. هدوء يوحي بأنها تعمل العقل في كل شيء لا مكان فيه للعواطف والاندفاع.. كنا وما زلنا وسنظل، بإذن الله، وطنا يتحرى الحكمة والتروي، ولكنه إذا تحرك غيّر الموازين.. اليوم عدن وقبلها المنامة والكويت.. والأعداء منذ عقود يكيدون للسعودية المستقرة والآن سيتضاعف كيدهم بعد وضوح بوادر السعودية العظمى في المنطقة، وبما أن السعوديين لا يعرفون نشوة الفرح وشعارات التمجيد لكنهم شديدو الكرامة.. هم يسألون هل شاهد علي خامنئي وصول بحاح إلى عدن.. أم أن نظارته مليئة بالتراب الذي قال إنه سيمرغ أنوف السعوديين فيه عندما بدأت الحرب؟ سؤال بريء طبعا كبراءة البغدادي من تحالفه مع الأسد وإيران.
المصدر: الوطن أون لاين