بخيتة وسعيد.. أم وابن يتخرجان معاً

منوعات

مواطنة وابنها أنجزا دراستهما الجامعية، وحصلا على درجة البكالوريوس من جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا.. وقفا معاً في حفل تخرج واحد، ضمن دفعة «شكراً خليفة» هذا العام، حصلت الأم درجة البكالوريوس في الإعلام فرع صحافة مطبوعة وإلكترونية، وكانت الأولى على دفعتها، فيما نال ابنها سعيد حميد الشامسي الدرجة نفسها في القانون بمعدل جيد جداً.

تشجيع ومنافسة

بعد هذا الإنجاز، تعتزم الأم بخيتة الكتبي مواصلة دراستها، ونيل شهادة الماجستير، وربما الدكتوراه، وقد زاملت بخيتة ابنها سعيد أربع سنوات في جامعة عجمان، كانا خلالها يشجعان وينافسان بعضهما، ويذاكران معاً بعض المواد المشتركة، وإن كانت الأم التي تعمل في الأصل موظفة في المنطقة الطبية بإمارة عجمان، أكثر تفوقاً من ابنها في الدراسة.

وتروي بخيتة لـ «البيان» قصتها بسرور بالغ، وتقول: تزوجت في عمر صغير بعد حصولي على الشهادة الإعدادية، واستكملت المرحلة الثانوية خلال سنوات زواجي الأولى، وأنجبت من الأبناء سبعة، آثرتهم على نفسي، وفضلت أن أقوم بواجبي تجاههم، وأعمل على رعايتهم على أكمل وجه، وتنشئتهم التنشئة الصحيحة، وعندما التحق آخرهم بالمدرسة، قررت استئناف مسيرة الدراسة والتحقت بالجامعة.

لا حدود للتعليم

أرادت بخيتة التي حثت الخطى نحو التعليم، وهي تجمع بين عسرين، رعاية بيتها كزوجة وأم، وممارستها لدور الطالب المثابر، تجسيداً لحقها المشروع في البحث عن التعليم، أن توصل إلى أبنائها جميعاً رسالة، مفادها أنه ليس للتعليم حدود، كما أن النهضة التعليمية هي أساس التنمية الشاملة للبلاد في مختلف المجالات، وقد حثّ ديننا الحنيف على العلم في مواضع كثيرة من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف.

وأضافت الأم أنها بدأت بترميم الحلم الذي رسمته على جدار الأيام، بمباركة من الأهل والأبناء، وعلى رأسهم زوجها، قائلة: إن زوجي هو الداعم الأساسي والحقيقي الذي ساندني ووقف إلى جانبي، إلى أن حققت نجاحاً ملموساً، وأثبت أني أم بكل ما تعني الكلمة من معنى، وأيضاً طالبة مجدة ومجتهدة، لذلك أنا أهديه كل نجاحاتي.

قصة غرام

وظلت الأم بخيتة تتأبط الخير يومياً، متجهة في الطريق الصحيح لممارسة عشقها للتعليم، فقصتها معه من أغرب قصص الغرام في الحياة، ليس هذا فحسب، فهي أيضاً شخصية متعددة المواهب، تعشق الكتابة، ولديها مؤلفات عدة من الشعر، ومؤخراً، قررت إدارتها تقليدها منصب مسؤولة العلاقات العامة، خاصة بعد تخرجها، فهي متحدث رسمي لبق، وتمتلك العديد من المواهب اللازمة، فضلاً عن الشهادة التي تؤهلها لهذا المنصب، لتكون واجهة إعلامية مشرفة لمركز الحميدية الصحي بمنطقة عجمان الطبية.

وترى بخيتة أن التربية الصالحة هي أساس نجاح الأبناء، وقيام الأسر السليمة، بالإضافة إلى تشجيع وتحفيز الأم الذي يشكل دافعاً قوياً لتقدمهم ودعم طموحاتهم المستقبلية، لافتة إلى أن لديها اثنين من الأبناء اكتفيا بالمرحلة الثانوية والتحقا بالعمل العسكري، إلا أنهما قررا استئناف الدراسة الجامعية عقب تخرجهما مباشرة، وهما الآن مسجلان في الجامعة.

مصدر إلهام

أما الابن سعيد الشامسي، فيقول إن والدته شكلت مصدر إلهام له ولأشقائه دائماً، وظلت الداعم الأكبر للمواصلة في الدراسة، وعدم التوقف عند حد معين، أو الاكتفاء بشهادة البكالوريوس، فتفوقها على دفعتها في الجامعة، وحصولها على أعلى الدرجات، كان سبباً كافياً ليدفعني إلى الالتحاق بالماجستير الذي سجلت فيه فوراً عقب تخرجي، ليكون لي السبق قبلها هذه المرة، إذ إنني أعيش معها حالة من المنافسة الدائمة في التعليم.

ويضيف سعيد أن والدته تعتبر مثالاً مشرفاً للأمهات الطموحات المناضلات، مشيراً إلى أنه خلال سنوات الدراسة التي جمعته مع والدته في الجامعة نفسها، كانت المنافسة بينهما على أشدها، خاصة في المواد المشتركة المطلوبة للجامعة، فقد كانا متساويين في الدرجات، ما عدا مادة واحدة تفوقت فيها والدته، أما في المواد التخصصية، فيعترف سعيد أن والدته كانت الأكثر تفوقاً دوماً.

نموذج مشرف

ويؤكد سعيد أن والدته تعد نموذجاً مشرفاً للأم التي تسعى إلى تربية أبنائها، متحملة جهداً شاقاً وهي توفق بين عملها ودراستها ورعاية أبنائها، مشيراً إلى أنه تأثر كثيراً بالجهد الكبير الذي تؤديه والدته، وهو معجب بشخصيتها، لافتاً إلى أنه من المهم إلقاء الضوء على مثل هذه النماذج، للتأكيد على رعاية الدولة لأبنائها والوقوف إلى جانبهم في مختلف مراحل حياتهم.

سعيد الذي يعمل في وزارة الداخلية في العاصمة أبوظبي، دفعته المنافسة مع والدته إلى تحمل مشقة الذهاب يومياً إلى عمله، ثم العودة إلى إمارة عجمان، لمتابعة المحاضرات في الجامعة، فالمسافة الطويلة لم تقف يوماً عائقاً في طريق تقدمه وتحقيق طموحاته، خاصة وأنه سيبدأ مشواره في الماجستير هذا الأسبوع.

7 أبناء

الأم المتفوقة بخيتة لديها من الأبناء 7، ابنتان و5 أولاد، جميعهم يعملون في مواقع وظيفية متميزة، أو يدرسون في مجالات هامة تخدم طموح الدولة ومستقبلها، أكبرهم الابن سعيد الشامسي الذي تخرج في كلية القانون، ويعمل في وزارة الخارجية، وشقيقه يعمل معه في الوزارة نفسها، ثم الابن الثالث يعمل في القوات المسلحة، والرابع يدرس في كلية الشرطة، ولديها ابنة تدرس الهندسة في جامعة الشارقة، وولد وبنت ما زالا يدرسان في المرحلة الابتدائية.

المصدر: البيان