بدأ المقاتلون وعائلاتهم بالخروج من مدينة داريا المحاصرة منذ 2012 قرب دمشق في إطار اتفاق مع الحكومة السورية يقضي بإخلاء المدينة، فيما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها بشأن اتفاق إنهاء الحصار، مؤكدة أنه ينبغي عدم إجلاء المدنيين إلا إذا كان ذلك آمناً، في حين قال المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا إن الأمم المتحدة لم تشارك في مفاوضات اتفاق داريا، ولكن العالم يراقب الوضع.
ونقلت مراسلة فرانس برس أن أغلبية ركاب الحافلة الأولى هم من النساء والأطفال والمسنين، ورافقتها سيارة أمنية وأخرى تابعة للهلال الأحمر السوري. وأكد مصدر عسكري سوري أن الدفعة الأولى الجمعة ستتضمن «300 مقاتل مع عائلاتهم» على أن تستكمل العملية اليوم (السبت). وكانت الحكومة السورية والفصائل المعارضة في داريا توصلتا الخميس، وفق الإعلام الرسمي، إلى اتفاق يقضي بخروج 700 مقاتل إلى إدلب (شمال غرب) و«4 آلاف من الرجال والنساء مع عائلاتهم إلى مراكز إيواء» بدءا من أمس من المدينة، فضلاً عن تسليم المقاتلين أسلحتهم. وبحسب المصدر العسكري فإن «الذي لا يريد المصالحة سيذهب باتجاه مدينة إدلب، والذي يريد البقاء… سيذهب إلى منطقة حرجلة» في الغوطة الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام. وأكد مجلس داريا المحلي أن أفراد «الأسر المدنيين سيتوجهون إلى بلدة حرجلة… ومن هناك يتوزعون على المناطق التي يرغبون في التوجه إليها».
ولداريا رمزية خاصة لدى المعارضة السورية، فهي كانت في طليعة حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الأسد في مارس/آذار 2011، كما أنها خارجة عن سلطة النظام منذ اربع سنوات بعدما تحولت الاحتجاجات إلى نزاع مسلح، وهي من أولى البلدات التي فرض عليها حصار. وقال ناشط في مدينة داريا، فضل عدم كشف اسمه، في اتصال مع وكالة فرانس برس في بيروت «هناك قهر كبير» بين السكان. وأضاف «ذهبت الأمهات الخميس إلى المقابر لتوديع شهدائهن، لقد بكين على داريا أكثر مما بكين حين سقط الشهداء».
وقال مصدر في الفصائل المعارضة في المدينة أمس، إن قرار التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية على إخلاء المدينة «بعد صمود دام اربع سنوات، يعود إلى الوضع الإنساني المتدهور فيها، والقصف المتواصل عليها، فكان لا بد من حماية المدنيين». وأضاف «المدينة لم تعد صالحة للسكن، فقد باتت مدمرة تماماً» إذ كانت داريا تتعرض للقصف بعشرات البراميل المتفجرة يومياً، فضلاً عن القصف المدفعي والغارات الجوية ما اسفر عن دمار هائل فيها.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين في تصريحات بالبريد الإلكتروني لرويترز «نواصل المطالبة بالوصول إلى داريا بحرية وأمان وندعو جميع الأطراف لضمان أن يكون أي تحرك للمدنيين آمناً وطوعياً ويتماشى مع المبادئ والقوانين الإنسانية الدولية».
وطالب دي ميستورا، بضرورة ضمان روسيا والولايات المتحدة سلامة المدنيين والمقاتلين الذين يتم إجلاؤهم من ضاحية داريا في دمشق المحاصرة. وقال دي ميستورا عن الاتفاق بين الحكومة السورية وقوات المعارضة «لم يتم استشارة الأمم المتحدة ولا إشراكها في المفاوضات بشأن هذا الاتفاق». وأضاف «العالم يراقب الوضع». (وكالات)
المصدر: الخليج