كاتبة سعودية
ما يُقارب من 60 % من السعوديين لا يمتلكون عقارات، كما تناول الكثير من أخبار الصحف، ويعيشون في عقارات مؤجرة، بعضها رديئة بسبب أوضاعهم المالية المتواضعة، وبعضها الآخر تلتهم نصف رواتبهم ولا تُبقي لهم منها شيئا إلا أن يكونوا على “الحديدة” آخر كل شهر في ظل “الغلاء” الذي وصلت فيه علبة الحليب إلى ما يقارب 70 ريالا! خاصة أن رواتب الكثيرين لا تُمكنهم من شراء عقارات نتيجة أسعارها “الخيالية” في سوق الهوامير! لهذا وخلال السنتين الماضيتين كثير من المواطنين الموظفين في الدولة كانوا يأملون بالتوصية “الحيلة” التي ناقشها مجلس الشورى لصرف بدل سكن ثلاثة رواتب لهم، وباتوا يضعون عينا على مناقشات مجلس الشورى، وعينا أخرى على رواتبهم “الطفرانة” التي تلتهم نصفها إيجارات متصاعدة عاما بعد عام، لكن يبدو أنه قد انتقل أخيرا “بدل السكن” إلى “ثلاجة الوفيات” في المجلس بعد تصريح رئيس لجنة الإدارة والموارد البشرية بـ”الشورى” الدكتور محمد آل ناجي عن إيقاف توصية صرف ثلاثة رواتب كبدل سكن لموظفي الدولة نتيجة انتهاء عضوية مُقدم التوصية!
هل يُعقل فعلا ذلك؟ أن تنتهي ملفات كهذه وتوصيات مهمة جدا تمس حياة المواطنين واحتياجاتهم بعد انتهاء عضوية أعضاء مجلس الشورى؟ لماذا لا يبدأ المجلس من حيث ينتهي أعضاؤه السابقون؟ وهل هذا يعني أن الذين يعانون من “نار الإيجارات” من موظفي الدولة عليهم انتظار تكرم أحد الأعضاء الحاليين ليشعر بحال ما يقارب 60% من المواطنين لتقديم دراسة مهيأة بالأرقام حتى لا تُرفض كالدراسة السابقة التي وجدها أعضاء المجلس من “كوكب المشتري” خلال العامين المنصرمين ضعيفة فرفضوها منتظرين دراسة أخرى، وكأنهم لا يعيشون الواقع على الأرض، ولا يعرفون معاناة المواطنين من مشاكل السكن وارتفاع أسعار العقارات وجشع أصحابها! هل هذا معقول أن حال المواطنين يتوقف على ابتداء وانتهاء عضوية أعضاء في مجلس الشورى؟ لقد كان كثير من موظفي الدولة ينتظرون بفارغ الصبر إقرار هذه التوصية خاصة الشباب منهم! ممن تبخرت أحلامهم في شراء عقارات، لأنهم يحلمون بالزواج الذي يشبه سوق العقارات بسبب تكاليفه!! لكن المجلس الحالي يعلن بكل “برود” انتقال التوصية إلى “ثلاجة الموتى”، وليتهم قالوا إنها تحتاج إلى “إنعاش”! بل انتظار ولادة توصية أخرى من عضو حالي ليتم إهدار سنتين أو أربع سنوات أخرى وربما أيضا لا تُقر! وخلال ذلك كان الله في عون هذا المواطن من موظفي الدولة، الذي يرى بعين “مقهورة” جيرانه الوافدين ممن يتمتعون ببدل سكن وتأمينات صحية يحصلون عليها من القطاع الخاص وأيضا القطاع الحكومي”!!
أخيرا لا أوصيكم أعزائي موظفي الدولة، عليكم بشرب عصير الليمون مع النعناع أو الشاي الأخضر خلال السنوات الأربع القادمة وأنتم تقرؤون أخبار سكان كوكب “المشتري”.. عفوا أقصد “مجلس الشورى”! من أجل سلامة “ضغطكم”.
المصدر: الوطن أون لاين