على مدى أكثر من خمسة عقود، أسهمت هيئة كهرباء ومياه دبي في دعم النمو الاجتماعي والاقتصادي والبيئي في إمارة دبي من خلال حزمة من البرامج والمبادرات الرائدة، الأمر الذي ساهم في تبوؤ الهيئة لموقع ريادي في هذا المجال، وعزز من مفهوم المسؤولية المجتمعية ليكون أكثر شمولية وفعالية. وأطلقت الهيئة العديد من البرامج والمبادرات البيئية والحملات التوعوية والترشيدية التي حققت وفورات مهمة خلال الأعوام الماضية، أثبتت مدى إمكانية مساهمة جميع أفراد المجتمع في دعم الجهود الوطنية والعالمية الهادفة إلى الحد من ظاهرتي التغير المناخي والاحتباس الحراري من خلال تبني سلوكيات إيجابية في العمل والمنزل، بما يكفل ترشيد استهلاك الموارد الطبيعية من الطاقة والمياه ويقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة.
يقول سعادة/ سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي: “تتبنى الهيئة استراتيجية واضحة لترسيخ قيم المسؤولية المجتمعيّة، وحماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية لتحقيق التنمية المستدامة، بما ينسجم مع تطلعات قيادتنا الرشيدة ورؤية سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله. ولا تدّخر الهيئة وقتاً أو جهداً في تنظيم الحملات التوعوية ودعم الأنشطة والفعاليات التي تعزز التفاعل مع مختلف قطاعات المستهلكين ليكونوا عناصر فاعلة في بناء مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة. وعلى الرغم من الوفورات الكبيرة التي تحققت في استهلاك الكهرباء والمياه، إلا أن الهدف الأسمى هو ترسيخ ثقافة الاستهلاك الرشيد بين جميع فئات المجتمع، والارتقاء بمفهوم ترشيد استهلاك الموارد ليصبح ثقافة مجتمعية وسلوكاً يومياً عبر تفعيل دور المتعاملين في خفض استهلاك الكهرباء والمياه، للمساهمة في الحفاظ على مواردنا الطبيعية الثمينة لدعم مسيرة التنمية المستدامة في إمارة دبي، ودولة الإمارات العربية المتحدة”.
وفورات تقارب مليار درهم
تشجع هيئة كهرباء ومياه دبي متعامليها في جميع قطاعات المستهلكين على ترشيد استهلاك الكهرباء والمياه عبر إطلاق العديد من البرامج والحملات التوعوية والتثقيفية والجوائز والمبادرات المبتكرة على مدار العام، بهدف التعريف بمفهوم الاستهلاك الرشيد، وتقديم المعلومات والنصائح حول الخطوات التي يمكن اتباعها لترشيد الاستهلاك للحفاظ على الموارد الطبيعية وحماية البيئة. وبين عامي 2009 و2016، حقق متعاملو الهيئة وفورات بلغت أكثر من 1.5 تيراوات/ساعة من الكهرباء، وأكثر من 6.2 مليار جالون من المياه، بما يعادل 967 مليون درهم. وساهمت هذه الوفورات في تقليل انبعاث نحو 831 الف طن من الانبعاثات الكربونية، أي ما يعادل زراعة 944 ألف شجرة.
ونجحت جهود الهيئة عبر برامجها ومبادراتها المختلفة، في خفض استهلاك القطاع السكني بنسبة 19% للكهرباء و28% للمياه، وللقطاع التجاري بنسبة 10% للكهرباء و30% للمياه، والقطاع الصناعي 15% للكهرباء و21% للمياه، والمؤسسات التعليمية بنسبة 9% للكهرباء و24% للمياه، والمؤسسات الحكومية وشبه الحكومية بنسبة 12% للكهرباء 21% للمياه.
مبادرة “ساعة الأرض”
تنظم هيئة كهرباء ومياه دبي “ساعة الأرض” سنوياً تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وتحت مظلة المجلس الأعلى للطاقة في دبي، وبالشراكة مع جمعية الإمارات للحياة الفطرية بالتعاون مع الصندوق العالمي لصون الطبيعة، وبدعم من مجموعة دبي للعقارات. وبين عامي 2008 و2016، حققت “ساعة الأرض” وفورات بلغت 1.82 جيجاوات/ ساعة من الكهرباء، أدت إلى تخفيض أكثر من ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وكانت إمارة دبي أوّل مدينة عربية تشارك في “ساعة الأرض” أكبر المبادرات البيئية العالمية التي تهدف إلى التوعية بأخطار الاحتباس الحراري وتغير المناخ، من خلال إطفاء الأضواء غير الضرورية لمدة ساعة في السبت الأخير من شهر مارس كل عام.
جائزة المستهلك المثالي
تسعى جائزة المستهلك المثالي إلى تحفيز المتعاملين وحثهم على تبني سلوكيات الاستهلاك الرشيد، وزيادة الوعي حول كيفية اتباع ممارسات صديقة للبيئة. وتأمل الهيئة من هذه المبادرة إلى إحداث تغيير مؤثر وإيجابي ينعكس على أسلوب حياة الناس لتنعم الأجيال المقبلة بمستقبل مستدام. وبين عامي 2009 و2016، حققت جائزة المستهلك المثالي وفورات بلغت نحو 58 جيجاوات/ساعة من الكهرباء، وأكثر من 365 مليون جالون من المياه، و33 ألف طن من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون. وتبلغ قيمة هذه الوفورات ما يزيد عن 34 مليون درهم، وشارك في الجائزة نحو 36 ألف مستهلك، فاز منهم 94 مشارك على مدى الأعوام الثمانية الماضية.
جائزة الترشيد
أطلقت هيئة كهرباء ومياه دبي جائزة الترشيد “معاً لمستقبل مستدام” للاحتفاء بأفضل الممارسات التي تطبقها المؤسسات التعليمية في إمارة دبي للحد من استهلاك الكهرباء والمياه، والعمل على خفض معدلات الهدر. كما تكرم الجائزة الإنجازات الفردية ضمن هذا القطاع، بما في ذلك الطلاب، وأعضاء هيئة التدريس، والإداريين في المؤسسات التعليمية على اختلاف فئاتها. ولرفع الوعي بأهمية اتباع سلوكيات الاستهلاك الرشيد والمحافظة على الموارد الطبيعية، ينظم فريق الترشيد في الهيئة زيارات ميدانية للمنشآت والمؤسسات التعليمية في دبي لحث الهيئات الإدارية، والمدرسين، والعاملين، والطلاب على تبني ممارسات الاستهلاك الرشيد، ومساعدة هذه الجهات على الاشتراك في الجائزة السنوية. وحققت جائزة الترشيد وفورات تزيد عن 133 جيجاوات/ساعة من الكهرباء، ومليار جالون من المياه، إضافة إلى تخفيض نحو 84 ألف طن من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون. وتبلغ قيمة هذه الوفورات ما يعادل 97 مليون درهم.
حملة الأحياء السكنية
جاءت فكرة حملة الأحياء السكنية كأسلوب نوعي يُلبي سعي هيئة كهرباء ومياه دبي الحثيث لرفع الوعى البيئي بين أفراد المجتمع، والوقوف على أسباب الهدر وتوضيح دور الفرد فى المحافظة على الموارد الطبيعية، ما حدا بالهيئة إلى التواجد في الميدان، والتواصل مع شرائح المجتمع المُختلفة وجهاً لوجه لنشر مبادئ الترشيد. ويتم خلال الحملة زيارة العديد من المناطق والأحياء السكنية في إمارة دبي، وحتى نهاية عام 2016، زار فريق الترشيد ما يقارب 7 آلاف منزل في إمارة دبي. وأسفرت تلك الجهود بين عامي 2010 و2016، عن توفير أكثر من 6 جيجاوات/ساعة من الكهرباء، ونحو 75 مليون جالون من المياه، أدت إلى تخفيض انبعاث 2,885 طناً من ثاني أكسيد الكربون، وتحقيق وفورات مالية تزيد عن 5.5 مليون درهم.
مبادرة” بيتنا مثالي”
أطلقت الهيئة عام 2016 مبادرة” بيتنا مثالي” بالتعاون مع 7 جهات حكومية. وتساهم هذه الخدمة في توفير بيئة مثالية في المنزل عبر اتباع أفضل الممارسات والمعايير المطلوبة من الدوائر الحكومية المشاركة. وتهدف الخدمة إلى غرس ثقافة مثالية لبيئة منزلية عائلية سعيدة من خلال تلبية متطلبات متكاملة. يتم تكريم أصحاب البيوت التي تطبق أعلى معايير الحفاظ على البيئة والاستدامة والصحة والأمن والسلامة العامة والمسؤولية المجتمعية، والتحول الذكي، وتوحيد الجهود والمبادارات ذات الصلة التي تقدمها دوائر ومؤسسات حكومة دبي. وبلغ عدد البيوت المشاركة 50 بيتاً ساهمت في توفير أكثر من 100 ميجاوات/ساعة من الكهرباء، و1.4 مليون جالون من المياه، وتخفيض 76 طناً من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بما يعادل توفير 97 ألف درهم خلال عام واحد.
تقول خولة المهيري، نائب الرئيس لقطاع التسويق والاتصال المؤسسي في هيئة كهرباء ومياه دبي: “تساهم هيئة كهرباء ومياه دبي بشكل فعال في جهود الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة من خلال اعتماد نظام إدارة متكامل، وتبني هذا المبدأ كمحور أساسي في جميع عملياتها. وتنظم الهيئة حملات ترشيدية وبرامج توعوية على مدار العام في إطار جهودها الرامية إلى نشر ثقافة الترشيد بين جميع أفراد المجتمع وتشجيعهم على ترشيد استهلاك الكهرباء والمياه والحفاظ على الموارد الطبيعية وضمان استدامتها للأجيال القادمة، حيث يمكن لكل واحد منا أن يحدث فرقاً من خلال الاستخدام الرشيد للكهرباء والمياه، وجعل هذا السلوك جزءاً لا يتجزأ من أسلوب حياتنا”.
وأعربت المهيري عن شكر وتقدير هيئة كهرباء ومياه دبي لجميع قطاعات المستهلكين الذين ساهموا في إنجاح حملات وبرامج التوعية والترشيد من خلال الاستجابة الفاعلة وتعاونهم في تطبيق النصائح والإرشادات التي قدمتها لهم الهيئة، كما أشادت بالوفورات والنتائج المحققة، لما لها من أثر كبير في رفد مسيرة التنمية المستدامة التي تشهدها دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة.