تختصر كلمة “كلاسيكو” ما قد يشهده ملعب “كامب نو” من معارك كروية منتظرة بين برشلونة وضيفه ريال مدريد في المرحلة العاشرة من الدوري الإسباني لكرة القدم اليوم. ويستقبل برشلونة غريمه اللدود متصدراً الترتيب، برغم تعادله لأول مرة هذا الموسم بعد 8 انتصارات متتالية على أرض أوساسونا في المرحلة السابقة، فيما يحتل الفريق الملكي المركز الثالث بفارق 3 نقاط، دافعا ثمن خسارته أمام جاره أتلتيكو. الجديد في مواجهة اليوم، تبديل مدربي الفريقين، فكتيبة ريال سيقودها الإيطالي كارلو انشيلوتي الذي حل بدلاً من البرتغالي جوزيه مورينيو غير المرغوب فيه في العاصمة والمنتقل إلى تشسلسي الانجيزي، أما حامل اللقب فيلعب تحت اشراف الأرجنتيني خيراردو مارتينو بديل تيتيو فيلانوفا الذي يعاني من مرض السرطان.
وسيعبر 98 ألف متفرج خلال “الكلاسيكو” عن دعمهم لفيلانوفا، فأعلن بطل إسبانيا أن الجمهور سيلوح بأوراق ملونة فور دخول الفريقين إلى الملعب راسما كلمتي “فورسا تيتو” (تشجع تيتو)، بألوان قميص الفريق وعلم كاتالونيا الأحمر والأصفر.
والتقى الفريقان 257 مرة في جميع المسابقات والمباريات الودية، ففاز ريال مدريد 94 مرة وبرشلونة 105 وتعادلا 58 مرة. ويأمل الأرجنتيني ليونيل ميسي أفضل لاعب في العالم في الأعوام الأربعة الأخيرة أن ينفرد بصدارة هدافي المباريات الرسمية لـ”الكلاسيكو” حيث يتعادل راهنا مع اسطورة ريال الفريدو دي ستيفانو (18 هدفا) مقابل 12 للبرتغالي كريستيانو رونالدو.
وتتركز الأنظار على تشكيلة أنشيلوتي التي قد تشهد مشاركة أساسية للويلزي السريع جاريث بيل المنتقل من توتنهام الانجليزي مقابل نحو 100 مليون يورو، ليكون إلى جانب الهداف البرتغالي كريستيانو رونالدو. وقاد رونالدو الأربعاء الماضي الفريق الأبيض إلى الفوز على يوفنتوس الإيطالي 2-1 في دوري الأبطال واقترب من التأهل إلى الدور الثاني، فيما تعادل برشلونة على أرض ميلان الإيطالي 1-1 الثلاثاء الماضي.
برشلونة عانى كثيراً الموسم الماضي من مرتدات ريال، برغم سيطرته الكاملة على الكرة، فلم ينجح في الفوز عليه في مسابقتي الدوري والكأس، ويعود فوزه الأخير إلى ذهاب الكأس السوبر المحلية الموسم الماضي، وفي الدوري إلى العام 2011. واستبعد مارتينو أي مخاوف حول تشكيلته مصراً أن فريقه بحال جيدة برغم تعادله في آخر مباراتين: “لست متخوفا حول قدرة الفريق على تقديم أداء جيد، كنت أفضل لو فزنا على أوساسونا وميلان، لكننا لا نزال نتطور”.
حماس نيمار
من جهته، يبدو المهاجم البرازيلي نيمار الذي سعى ريال كثيراً لضمه، متحمسا لخوض مواجهته الأول في الكلاسيكو: “هذه المباراة الأهم بالنسبة لأي لاعب، وفيها يسعى لتقديم أفضل مستوى له، آمل أن نحقق الانتصار”.
ورأى المدافع الدولي جيرار بيكيه أن الفوز على ريال وتوسيع الفارق معه إلى 6 نقاط سيكون منعطفا في الموسم: “الكلاسيكو مباراة مختلفة خصوصا هذا الموسم، لأن اللقب انحصر بين الفريقين في السنوات الأخيرة”. وعن تعادل ميلان الأخير، قال بيكيه: “ربما العودة بنقطة من سان سيرو الآن تبدو مخيبة بعد انتصاراتنا الكثيرة في المواسم الماضية، لكننا لا نزال في صدارة الدوري ومجموعتنا في دوري الأبطال”.
تبدو مهمة برشلونة صعبة للغاية في الحفاظ على صدارة الدوري أمام غريمه التقليدي ريال مدريد، وكانت معظم الترشيحات في الأسبوع الماضي تصب في صالح برشلونة للفوز بالمباراة، والقضاء على منافسه اللدود، في ظل الحالة الفنية العالية للاعبيه وفوزه في كل مبارياته بالدوري الإسباني وبدوري أبطال أوروبا وإحرازه للعديد من الأهداف. وعلى النقيض، كان ريال مدريد يبدو مرتبكا ويشعر لاعبوه بعدم الاتزان، كما كانت مبارياته، لاسيما التي فاز بها، محور نقاشات الجميع، خاصة فيما يتعلق بالقرارات التحكيمية. ولكن يسافر الريال الآن إلى برشلونة بقلب قوي بعد الفوزين اللذين حققهما الفريق بملعبه مؤخرا على ملقة بالدوري الإسباني وعلى يوفنتوس بدوري أبطال أوروبا.
وصرح إيكر كاسياس حارس مرمى ريال مدريد عقب فوز فريقه على يوفنتوس 2-1 بدوري الأبطال: “نحن نعلم تماما أن الفوز على برشلونة سيضعنا على القمة، لذلك ينبغي علينا خوض المباراة ولا نفكر سوى في الفوز”.
وسيجلس كاسياس على مقعد البدلاء خلال المباراة للمرة الأولى منذ عام 2002 بناء على قرار الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني للريال الذي يرغب في الدفع بقائد المنتخب الإسباني خلال مباريات دوري الأبطال فقط، والاعتماد على الحارس الآخر دييجو لوبيز في الدوري الإسباني. ولم يخسر ريال مدريد أمام برشلونة في كامب نو منذ عام 2010 ولن يغيب عن صفوف الفريق في المباراة سوى النجم المخضرم تشابي ألونسو بداعي الإصابة. في المقابل، فإن برشلونة سيفتقد خدمات ظهيره الأيسر خوردي ألبا المصاب، كما يعاني جيرارد بيكيه مدافع الفريق من شد عضلي في ساقه اليسرى، وظهر برشلونة بشكل مغاير لما كان عليه في بداية الموسم خلال مباراتيه الأخيرتين، حيث تعادل سلبيا مع فريق أوساسونا المتواضع بالدوري الإسباني، ثم تعادل أيضا مع ميلان الإيطالي 1-1 بدوري الأبطال، مما أثار الشكوك حول قدرة الفريق على تحقيق الفوز على ريال مدريد.
تجربة مذهلة
وفي المعسكر المقابل، رأى بيل أنه جاهز لخوض المنافسة برغم تعرضه لإصابات بسيطة أبعدته عن التشكيلة الأساسية: “أنا متأكد إنها ستكون تجربة مذهلة، ويجب أن نحقق الفوز والحصول على النقاط”. ويأمل أنشيلوتي أن يعود لاعب الوسط المدافع تشابي ألونسو إلى الفريق بعد تعافيه من الإصابة، وفي فترة غيابه جرب مدرب ميلان السابق الكرواتي لوكا مودريتش والألماني سامي خضيرة واسيير أيارامندي.
ودافع أنشيلوتي عن عدم فاعلية بيل، مؤكدا انه سعيد لادائه مع المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة: “أريد أن أقول شيئا عن بنزيمة، طلبت منه أن يساعد الفريق دفاعيا في تقصي أندريا بيرلو، مع ثلاثة لاعبي وسط، تصعب مطاردة بيرلو من قبلنا، أما بيل فنزل عندما افتقد المباراة للقوة ولم يساعده ذلك على اللعب أفضل، حالته الجسدية جيدة وأصبح جاهزا للعب أساسيا”.
مستويات رائعة
في هذا الوقت، يأمل أتلتيكو مدريد الثاني بفارق نقطة عن برشلونة، تعويض خسارته المفاجئة أمام إسبانيول التي حرمته الانفراد بالصدارة، عندما يستقبل ريال بيتيس غداً في العاصمة. أتلتيكو يقدم مستويات رائعة، آخرها في دوري الأبطال حيث أسقط أوستريا فيينا النمساوي في أرضه بثلاثية كان بطلها البرازيلي-الإسباني دييجو كوستا متصدر ترتيب هدافي الدوري (10) ومتقدما على رونالدو وميسي.
ويعول المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني على وجوه مميزة على غرار كوستا وميراندا ودييجو جودين في الدفاع والجناح البلجيكي توبي الدرفيلد ومواطنه تيبو كورتوا الذي اعتبر نفسه بين أفضل خمسة حراس في العالم. ويلعب اليوم ملقة مع سلتا فيجو، والتشي مع غرناطة، وليفانتي مع إسبانيول، وغداً إشبيلية مع أوساسونا، وفياريال مع فالنسيا، وريال سوسييداد مع الميريا، وبعد غد خيتافي مع اتلتيك بلباو.
سابيلا يتابع ميسي وماسكيرانو في برشلونة
برشلونة (د ب أ) – قام أليخاندرو سابيلا المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني لكرة القدم أمس الأول بزيارة معسكرتدريب برشلونة، حيث قابل اثنين من أعمدة فريقه هما ليونيل ميسي وخافيير ماسكيرانو. وزار مدرب “التانجو” مدينة جوان جامبير الرياضية للفريق الكتالوني، قبل المواجهة المرتقبة بين برشلونة وريال مدريد اليوم في أول “كلاسيكو” هذا الموسم.
وتقابل سابيلا مع ميسي وماسكيرانو، اللذين غابا للإصابة عن الجولتين الأخيرتين من تصفيات كأس العالم 2014 بالبرازيل أمام بيرو وأوروجواي. ويقوم مدرب نادي استوديانتس دي لابلاتا الأرجنتيني السابق بجولة حاليا في أوروبا، في الوقت الذي يستعد فيه لمباراتين وديتين الشهر المقبل أمام الإكوادور (في نيوجيرسي) والبوسنة والهرسك (في سانت لويس).
فيرجسون: إعجابي بالبارسا ليس «حسداً»
دبي (الاتحاد) – منذ أن صدرت السيرة الذاتية لأليكس فيرجسون المدير الفني السابق لمان يونايتد، والجدل يتواصل حول الآراء والوقائع التي حرص فيرجسون على نشرها، وبدوره اهتم الإعلام الإسباني بالجزء المتعلق بفريق البارسا، حيث نقل موقع “فوتبول إسبانا” أجزاء من سيرة فيرجسون، والذي أكد أنه كان ولايزال من أشد المعجبين بالجيل الحالي في صفوف الفريق الكتالوني، خاصة التشكيلة التي كان يعتمد عليها بيب جوارديولا المدير الفني السابق للفريق، والذي نجح في انتزاع لقب دوري الأبطال من بين يدي فيرجسون عامي 2009 و 2011.
وقال فيرجسون في سيرته الذاتية عن الفريق الكتالوني: “البارسا هو أفضل فريق واجهته طوال مسيرتي التدريبية، هذه المجموعة التي تشكلت حول ميسي كانت الأفضل في عالم كرة القدم دون أدنى شك، لم أشعر بالحقد أن الحسد تجاه هذا الكيان الكروي الرائع، نعم شعرت بالحزن والندم بعد هزيمتنا أمامهم في دوري الأبطال، ولكنني لم أنظر إليهم بعين الحاسد”.
المصدر: أ ف ب