أعلنت الشرطة البريطانية أمس الجمعة، أن النائبة جو كوكس التي اغتيلت في أحد شوارع شمال إنجلترا، أبلغت الشرطة في وقت سابق هذا العام عن تلقيها «رسائل تهديد»، وفي الوقت الذي دافع فيه اليمين الأوروبي المتطرف خلال اجتماعه أمس الجمعة في فيينا، عن رؤيته ل «أوروبا اختيارية» يجسدها الاستفتاء حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حذرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من أن يتخذ النقاش الجاري في بريطانيا «طابعاً متشدداً»، بينما حض رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لدى زيارته بريستال (شمال) لتكريم النائبة جو كوكس التي قتلت الخميس، على «التسامح» والاتحاد، داعياً البرلمان إلى عقد جلسة استثنائية الاثنين.
أكد بيان لشرطة مدينة لندن توقيف رجل في مارس الماضي، تم تحذيره من قبل الشرطة، لكنه ليس الرجل الذي اعتقلته الشرطة في أعقاب الهجوم. وقال بيان الشرطة، إن «الضباط تلقوا من النائبة جو كوكس بلاغات عن اتصالات تهديد، وفي مارس 2016 اعتقل رجل في إطار التحقيقات». وأضافت الشرطة، «تلقّى الرجل بعد ذلك تحذيراً من الشرطة. والرجل الذي حذرته الشرطة ليس الرجل المعتقل في ويست يوركشير».
وذكرت صحيفة «التايمز» أن الشرطة كانت تفكر في زيادة الإجراءات الأمنية لكوكس عندما توفيت.
واعتقل رجل في الثانية والخمسين من عمره، قالت وسائل الإعلام، إنه يدعى توماس مير، بعد وقت قصير على الهجوم على كوكس. وقال الجيران للصحف، إن الرجل المعتقل انعزالي يعيش في المنطقة منذ عقود، غير أنه كانت هناك مؤشرات إلى تعاطفه مع اليمين المتطرف.
وقالت مارين لوبان رئيسة الجبهة الوطنية الفرنسية والرئيسة المشاركة لمجموعة من أعضاء البرلمان الأوروبي اليمينيين المتطرفين المشككين في جدوى الاتحاد الأوروبي، خلال مؤتمر في العاصمة النمساوية فيينا: «نريد تعميم نموذج أوروبا الاختيارية الذي توصل إليه عدد من الدول مثل الدنمارك والمملكة المتحدة بالطبع». وأضافت في مؤتمر صحفي إلى جانب ممثلين آخرين لهذه المجموعة الصغيرة التي يطلق عليها اسم «أوروبا للأمم والحريات» وأنشئت قبل عام في برلمان ستراسبورغ: «هذه هي أوروبا الاختيارية التي تتيح وحدها مستقبلاً مزدهراً وسلمياً».
وتجتمع الجبهة الوطنية في ستراسبورغ مع ممثلي تسع دول، بمن فيهم أعضاء البرلمان الأوروبي من حزب الحرية النمساوي اليميني المتطرف، الذي عبّر رئيسه هاينز كريستيان ستراش عن رغبته في «فرض تغيير من داخل» اتحاد أوروبي مبني على «مبادئ خاطئة»، ويشكل مصدر «ارتباك وفوضى» بحسب لوبان. وأشارت إلى أنه من «غير اللائق استغلال» اغتيال النائبة البريطانية جو كوكس ل «الدفع في اتجاه معسكر ضد الآخر» في سياق حملة الاستفتاء البريطاني.
وقالت المستشارة الألمانية ميركل التي تؤيد بقوة بقاء بريطانيا في الاتحاد: «إنه عمل فظيع، أعتقد أن عبرته تكمن في ضرورة أن نتحلّى جميعاً بالاحترام ولو اختلفت آراؤنا السياسية». وأضافت في لقاء صحفي رداً على سؤال بشأن مقتل النائبة، إن «المبالغة والتطرف في جزء من الخطابات لا يساهمان في إحلال أجواء احترام».
وبدوره، وضع كاميرون وزعيم المعارضة العمالية جيرمي كوربن، زهوراً في المكان الذي اغتيلت فيه كوكس؛ لتضاف إلى مجموعة الأكاليل الكبيرة هناك. وقال «أينما نرى حقداً أو انقسامات أو عدم تسامح، فعلينا إزالتها من حياتنا السياسية وحياتنا العامة ومجتمعاتنا، اليوم أصيبت بلادنا بالصدمة. إن هذه لحظة نقف فيها ونفكر في بعض الأمور المهمة جداً لبلادنا». وأوقف المعسكران حملتهما على الاستفتاء ثلاثة أيام تشمل اليوم السبت احتراماً للنائبة، فيما يحاول البريطانيون تجاوز الصدمة التي تسبب بها اغتيال نائبة تحظى بشعبية ومؤيدة لأوروبا في أوج نقاش آثار انقسامات حادة.
ويأتي هذا فيما أعلن الاتحاد الأوروبي، أمس الجمعة، أن رؤساء المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي والمجلس الأوروبي سيجتمعون في 24 يونيو في بروكسل، غداة الاستفتاء حول بقاء بريطانيا أو خروجها من الاتحاد الأوروبي. وقال متحدث، إن جان كلود يونكر رئيس المفوضية سيستقبل نظيريه في البرلمان والمجلس الأوروبيين مارتن شولتز ودونالد توسك في مقر الاتحاد الأوروبي، مؤكداً بذلك معلومات كانت حتى الآن غير رسمية.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي، إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيضرّ البريطانيين أكثر مما سيضر الاتحاد. وأضاف، «بالطبع ستكون مشكلة. لكنها ستكون مشكلة بسيطة لأوروبا ومشكلة أكبر بكثير لبريطانيا». (وكالات)
المصدر: الخليج