لعلها تكهنات أكثر من كونها تسريبات تلك الأخبار التي تشير إلى إمكانية خروج قمة التضامن الإسلامي بتوصية تمنح بشار الأسد و عائلته و كبار مساعديه حصانة و ضماناً بالخروج الآمن من سوريا.
تلك التوصية – إن صحت – ستزيد من عناد الديكتاتور و غطرسته. و بهذه التوصية، كأن العالم الإسلامي يقول لبشار:
أنت بريء من دماء الآلاف من الأبرياء في سوريا. و فوق هذا نمنحك خروجاً آمناً أنت و رفاق الجريمة و لك كل المليارات التي أخرجت من سوريا و ما سيلحق بها! مثل هذه التوصية – إن تحققت – ستزيد من تعقيدات الحرب في سوريا وستعطي الإشارة الخطأ لبشار و جيشه.
إنها ستصور العالم كله (على الأقل في عيون جيش بشار و شبيحته) كما لو كان في الموقف الأضعف. في هذه المرحلة الحرجة من عمر المقاومة في سوريا لن ينفع مع بشار سوى اللغة التي لا يفهم غيرها: القوة! فبدونها لن يتأثر و لن يبدأ عملياً في التصديق أن أيامه في سوريا معدودة.
إن واحدة مما أُرتكب في سوريا من جرائم مرعبة بعلم و توجيهات بشار الأسد كفيلة بمحاكمته في محكمة الجنايات الدولية هذا إن أمهله القدر قبل أن يقتص منه السوريون. و إن خرج سالماً بعد كل هذه الجرائم المخيفة فتلك سابقة خطيرة في التاريخ الإنساني المعاصر. فكيف لمجرم حرب أن يفرض خروجه الآمن ، معززاً مكرماً، على العالم كله؟ أي رسالة نفهمها هنا؟ لكأننا نعترف أن الشبيحة و البلطجية و قاتلي الألوف من الأبرياء يستطيعون الفلتان من قبضة العدالة لأن العالم لم يستطع إيقاف جرائمهم و معاقبتهم؟
إن خرج المؤتمر المهم بمثل هذه التوصية فسوف يتمادى بشار الأسد في غطرسته و يواصل جرائمه و دماره في سوريا. فلو كان يبحث جدياً عن مخرج آمن له و لمن في دائرته لفعل مبكراً. فلا تمنحوه ضوءاً أخضر جديداً كي يواصل قتل السوريين الأبرياء في مدن و أرياف سوريا الحزينة!