كاتب سعودي
ـ يقول خطيب العيد بجامع الخير في دمشق أحمد الصواف أن «بشار الأسد يشبه خالد بن الوليد وعمر بن عبدالعزيز ونور الدين الزنكي وصلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس» .. «وكلك على بعضك حلو يا ريس»!! لا تصدقون ولكن هذا ما حصل ..
ـ طبعاً لم يخبرنا فضيلة الخطيب الهمام ما هو وجه الشبه؟ ولكن دعونا نخمن؛ خالد بن الوليد رضي الله عنه كان مشهوراً بالفروسية والشجاعة، ومن أبجدياتهما أن الشجاع والفارس لا يقتل الأطفال والنساء، ولم يرو عن خالد رضي الله عنه أنه قتل امرأة أو طفلاً بعكس بشار تماماً.
ـ أما عمر بن عبدالعزيز رحمه الله فكان عادلاً وتقياً وورعاً إلى درجة أنه حرم الشعراء المداحين من أعطياتهم على النفاق المتكلف، الذين كانوا يقومون به عند كل حاكم؛ ولا أظن أن هذه السيرة الباذخة تتوافق أبداً مع سيرة الولد المقاوم!!
ـ نأتي إلى نور الدين الزنكي وصلاح الدين الأيوبي؛ الأول تصدى للحملة الصليبية الثانية ونشر التعليم والصحة ومهد لصلاح الدين استعادة القدس، وأما الثاني فهو صاحب معركة حطين الشهيرة وهي وحدها مفخرة تعادل كل تاريخه الرائع؛ فهل لدى بشار شيء من ذلك؟
ـ بالنسبة للظاهر بيبرس فهو أحد أعظم السلاطين في العصر الإسلامي الوسيط، وحقق كثيرا من الانتصارات ضد الصليبيين والمغول، وأظن أن الفرق كبير ومهول جداً بين معركة عين جالوت التي قادها بيبرس، وبين مجزرة أطفال «الحولة» التي ارتكبها بشار.. فأين وجه الشبه يا فضيلة الشيخ؟
ـ كل هؤلاء لا يصح أبداً مقارنة بشار بهم لا من قريب ولا من بعيد؛ لأنهم ببساطة كانوا رجالاً يحترمون شعوبهم ولا يقصفون مدنهم بالبراميل المتفجرة، أو ينسون أن أرضهم محتلة، ولم يؤثر عن أحد منهم أنه قال لعدوه الذي يهينه باستمرار «نحن نحتفظ بحق الرد في الوقت والزمان المناسب»!!
المصدر: الشرق
http://www.alsharq.net.sa/2014/08/11/1201588