قبل البارحة، أثناء الاحتفال بانطلاقة (سكاي نيوز عربية) في أبوظبي، أشار مدير القناة إلى أن أعداد المتقدمين لوظائف في القناة بلغ 24 ألفاً، فيما كان العدد المطلوب 400. إنه عدد كبير جداً في مجال إعلامي واحد يتطلب مهارات وخبرات تقنية خاصة. أدرك أن بعضهم ربما يعمل في مؤسسات إعلامية أخرى لكنه يبحث عن فرصة جديدة قد تكون أفضل. غير أن هذا لا يمنع أن يكون عدد كبير منهم ممن يعاني فعلاً من بطالة طال أمدها.
نقرأ باستمرار عن الأعداد الكبيرة، تصل أحياناً بالآلاف، التي تتنافس على وظائف معلن عنها قد لا تتجاوز العشرين. وثمة دلائل كثيرة تشير إلى النفق المظلم الذي ينتظر شباب العالم العربي في السنوات المقبلة، البطالة! لم تعد الهجرة خارج حدود العالم العربي كفيلة بتوفير القليل من الفرص للمؤهلين من الشباب العربي أو للعمالة العربية. فأوروبا اليوم تعاني من مشكلات اقتصادية ضخمة زادت من ندرة الفرص الوظيفية الجيدة ورفعت نسب البطالة هناك.
أين الحل؟
لا مخرج للعالم العربي من أزماته سوى بالتركيز الواعي والعملي والعلمي على قضايا التنمية. انشغلنا كثيراً بجدالاتنا السياسية على حساب التنمية الشاملة. بل بدأت كثير من البلدان العربية تفقد ميزاتها الاقتصادية في السياحة والزراعة والتصدير وإعادة التصدير بسبب الانشغال الطويل بالصراعات على السلطة والجدالات حولها. وكل ذلك نتيجة لغياب الرؤى الأشمل للتحديات الاقتصادية الحقيقية.
كل تقارير التنمية الخاصة بمنطقتنا، منذ 2002، تشير لمخاطر البطالة وتحديات التنمية في العالم العربي. ثار الشباب في بلدان «الربيع العربي» لتفاقم أزماتهم على كل الأصعدة، وعلى رأسها التنمية، لأن من قاد المشروعات الاقتصادية، في بلدانهم، شخصيات إما جاهلة أو فاسدة. وهكذا وصلنا إلى أرقام مرعبة في تكاثر أعداد السكان وانتشار الفساد وتفاقم مشكلات الفقر والبطالة.
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١٥٦) صفحة (٣٦) بتاريخ (٠٨-٠٥-٢٠١٢)