
في حضور ثقافي دولي لافت، استضاف معرض بكين الدولي للكتاب 2025، اليوم الخميس، معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وذلك في جناح دولة الإمارات العربية المتحدة، المشارك ضمن فعاليات المعرض المقام خلال الفترة من 18 إلى 22 يونيو الجاري.
وشهد الجناح الإماراتي توقيع النسخة الإنجليزية من كتاب معاليه «الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة… بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير»، وسط اهتمام واسع من زوّار المعرض، وحضور لافت من المفكرين والمثقفين والمهتمين بالشأن الفكري والثقافي من مختلف دول العالم.
ويُعد هذا الإصدار أحدث مؤلفات معالي الدكتور جمال سند السويدي، ويمثل إضافة نوعية في حقل الدراسات الاستراتيجية والفكر الوطني، نظراً لما يتناوله من موضوع جوهري يتصدر أولويات القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يؤمن بأن الهوية الوطنية تمثل ركيزة أساسية لتعزيز الانتماء الوطني والولاء للقيادة، ودعامة للتماسك المجتمعي وصون التراث في مواجهة تحولات العصر.
وقد عبّر الحضور عن إعجابهم العميق بمضامين الكتاب ورسالته الفكرية، مشيدين بمعالجته الدقيقة لقضية الهوية الوطنية في سياقها المحلي والدولي، باعتبارها إحدى القضايا الحساسة التي تواجه المجتمعات الحديثة. كما حرص العديد منهم على اقتناء نسخ موقعة من الكتاب.
وفي كلمته خلال المناسبة، توجّه السويدي بالشكر إلى القائمين على المعرض، مثمّناً حسن التنظيم وكرم الاستقبال، ومشيداً بالعلاقات الإماراتية – الصينية، التي وصفها بأنها علاقات استراتيجية متينة تستند إلى أسس ثقافية واقتصادية وتاريخية راسخة منذ عام 1984، وتمثل نموذجاً للتعاون البنّاء بين الشرق والشرق الأوسط.
وأوضح معاليه أن الهوية الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة تشكلت عبر قرون من التاريخ المشترك والثقافة الجامعة لأبناء المنطقة قبل قيام الاتحاد، لكنها ترسّخت بشكل نهائي وواضح بقيام دولة الاتحاد على يد الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي وحّد الأرض والشعب تحت راية وطن واحد وهوية وطنية جامعة.
وبيّن السويدي أن كتابه يُقدم قراءة تحليلية لتجربة دولة الإمارات في بناء هوية وطنية تجمع بين الأصالة والحداثة، وتنهض على قيم التسامح والتعايش والتقدم، مضيفاً أن هذه الهوية ليست جامدة، بل مرنة وقادرة على التفاعل الإيجابي مع تطورات العصر، دون أن تفقد خصوصيتها أو تنصهر في العولمة.
واختتم معالي الدكتور جمال السويدي حديثه بالتأكيد على أن الكتاب يمثل محاولة بحثية جادة لإعادة صياغة الشخصية الوطنية الإماراتية، في ضوء تحديات الثورة التكنولوجية والمعلوماتية المتسارعة، ويمثل مساهمة فكرية في النقاش العالمي حول مستقبل الهويات الوطنية في عالم متغير.