لوزان، فانكوفر، سول – أ ف ب، رويترز – يبدو أن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف سيب بلاتر بدأ مرحلة الغياب الرسمي عن المحافل الدولية، إذ إنه لن يحضر اجتماعات اللجنة الأولمبية الدولية المقررة (الثلثاء) المقبل في لوزان فضلاً عن ترجيح غيابه عن حضور المباراة النهائية في كأس العالم للسيدات، التي تقام حالياً في إدمنتون الكندية.
وحاول متحدث باسم «فيفا» التقليل من غياب بلاتر، حين أشار إلى أن غياب بلاتر عن اجتماع اللجنة الأولمبية الدولية كان مقرراً سلفاً قبل عقد الجمعية العمومية الأخيرة وتصاعد موجة الاتهامات والاجراءات القانونية تجاه أعضاء في «فيفا»، إذ قال في تصريح لوكالة «فرانس برس»: «في نيسان (أبريل) أبلغ رئيس فيفا اللجنة الأولمبية الدولية بأنه لن يشارك في اجتماعات لوزان. لم يعدّل مخططاته» من دون توضيح سبب هذا الغياب.
ويملك «فيفا» الذي تلقى عاصفة قضائية لم يسبق لها مثيل، عضوين من كبار مسؤوليه بين 100 عضو لهم حق التصويت في اللجنة الأولمبية الدولية، هما الرئيس بلاتر ونائبه الكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي للعبة.
وتعقد اللجنة الأولمبية (الثلثاء) في لوزان اجتماعات سيتم خلالها عرض ملفي ترشيح بكين وألماتي لتنظيم دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2022. وسيتم اختيار المدينة المضيفة في 31 تموز (يوليو) المقبل، خلال المؤتمر السنوي للجنة الأولمبية الدولية في كوالالمبور.
وفي الإطار ذاته، تجنّبت متحدثة باسم الاتحاد الدولي لكرة القدم تأكيد حضور رئيسه المستقيل سيب بلاتر للمباراة النهائية في كأس العالم للسيدات، التي تنطلق في إدمنتون الكندية اليوم (السبت) فيما يقام النهائي في الخامس من تموز (يوليو) المقبل في فانكوفر.
وتُقام البطولة بينما تعصف بـ«فيفا» أقسى أزمة في تاريخه، بعد اعتقال مسؤولين بارزين بتهم فساد تحقق فيها السلطات الأميركية والسويسرية.
ولم تشأ المتحدثة باسم «فيفا» التعليق على إمكان حضور بلاتر للنهائي، وقالت: «المباراة النهائية لا تزال على بعد أسابيع، وإن أية خطط للسفر سيتم تأكيدها في موعد مقبل».
وسعي رئيس الاتحاد الكندي لكرة القدم فيكتور مونتاغلياني إلى نفي ما يدور من اتهامات حول حصول بلاده على حق استضافة «مونديال السيدات» عبر دفع رشاوى نافياً بشكل قاطع قيامه بدفع أية رشوة لمسؤولين في «فيفا» للحصول على حق استضافة كأس العالم للسيدات.
وبدأت التحركات الفعلية من الراغبين في خلافة بلاتر لأجل التخطيط لإقناع المجتمع الرياضي الدولي وكسب الأصوات باكراً، وفي هذا الإطار قال الكوري الجنوبي تشونغ مونغ جون: «إنه سيلتقي رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة ميشيل بلاتيني ومسؤولين بارزين آخرين في برلين على هامش نهائي دوري أبطال أوروبا».
وأعلن البليونير الكوري الجنوبي تشونغ الأربعاء أنه سيسعى إلى استطلاع آراء أصحاب النفوذ في عالم كرة القدم قبل اتخاذ أي قرار في شأن الترشّح للمنصب، وقال أمس (الجمعة) على موقعه في الإنترنت: «إنه سيسافر للعاصمة الألمانية لحضور النهائي الأوروبي بين برشلونة ويوفنتوس، وإنه سيلتقي مسؤولي كرة القدم لمناقشة مستقبل فيفا».
وأضاف بيان بموقعه على الإنترنت: «تشونغ مونغ جون سيتبادل الآراء حول إصلاح فيفا أثناء اجتماعه مع سلطات كرة القدم وبينهم ميشيل بلاتيني».
وأرجأ الاتحاد الأوروبي عقد اجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد، الذي كان مقرراً له على هامش نهائي دوري أبطال أوروبا إلى موعد مقبل، وبرّر بلاتيني القرار بالقول: «هناك معلومات جديدة يتم الكشف عنها بشكل يومي، ومن المنطقي التروي قبل اتخاذ أي قرار جماعي حول الموضوع»، واختتم حديثه بقوله: «لدينا فرصة أخرى للالتقاء قريباً، و ستُصبح الأمور أكثر وضوحاً».
وتشونغ هو صاحب أكبر حصة من الأسهم في شركة هيونداي للصناعات الثقيلة، وكان يتطلّع لحصول كوريا الجنوبية على حق استضافة نهائيات كأس العالم 2022، ولا يزال من العناصر المؤثرة في كرة القدم الآسيوية.
وتولى تشونغ رئاسة اتحاد كوريا الجنوبية بين 1993 و2009، واستبعد من اللجنة التنفيذية لـ«فيفا» في 2011 بعدما زادت معارضته لبلاتر، وحلّ محله الأمير الأردني علي بن الحسين، الذي كان المنافس الوحيد لبلاتر في انتخابات «فيفا» الأخيرة.
ودافع رئيس الاتحاد الكندي عن رئيس اتحاد أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف) جيفري ويب، الذي أعتقل أخيراً، واصفاً إياه بأنه «قدّم الكثير من الخدمات الجليلة للعبة، وأنه عمل بكل جد وإخلاص لاستئصال العنصرية من الرياضة وتغيير الطريقة التي تُدار بها اللعبة».
وأضاف «حتى لحظة اعتقال ويب كان من الصعب جداً تخيّل أن يكون اسم هذا الرجل على لائحة تُهم فساد».
المصدر: زيورخ – الحياة