بعد أن نجح في إعادة ابنه الذي سافر إلى سوريا للقتال، قرر ديميتري بونتيك الجندي السابق في الجيش البلجيكي، التطوع لمساعدة آباء الشباب الذين يحملون السلاح في سوريا أو العراق، منتقدا حكومته التي “تركته وحده يبحث عن ابنه”.
وغامر بونتيك بحياته في 3 رحلات إلى سوريا، بحثا عن ابنه جيجون صاحب الـ 19 عاما، تعرض في إحداها إلى الاحتجاز والضرب، لكنه وجد ضالته في الرحلة الثالثة وعادا معا إلى مسقط رأسهما أنتويرب في بلجيكا.
وينوي ديميتري بونتيك مساعدة آلاف الآباء على مستوى العالم، لاستعادة أبنائهم الذين يحملون السلاح إلى جانب الجماعات “المتشددة” في سوريا أو العراق، منتقدا حكومة بلاده التي لم تقدم له المساعدة في البحث عن ابنه.
“ليس لدي خيار آخر سوى مساعدة هؤلاء الذين يبحثون عن أبنائهم وسط الكوابيس”، يتحدث بونتيك لـ”سكاي نيوز” مبديا استياءه من أن “الحكومة البلجيكية والبريطانية وحكومات أخرى غربية ترفض تقديم المساعدة في البحث عمن يسافر إلى سوريا أو العراق، بل تجرم العائدين من هناك”.
ويضيف بونتيك: “إنه أمر محزن أن آباء مثلي وآلاف غيري حول العالم يقفون بمفردهم ولا أحد يساعدهم (في البحث عن أبنائهم). حقيقة هذا يثير الاشمئزاز”، لهذا قرر الرجل التطوع لمساعدة هؤلاء، بعد الخبرة التي اكتسبها خلال 3 رحلات إلى سوريا رأى خلالها الموت.
وجيجون مراهق كان يهوى رقص الـ”بريك دانس”، قبل أن يعلن إسلامه، وحسب والديه فإنه أصبح “أكثر تطرفا” في آرائه الدينية ووجهات نظره السياسية، حتى سافر إلى سوريا للقتال ضد القوات الحكومية هناك.
وبعد أن أخبرته السلطات البلجيكية أنها لن تساعده في استعادة ابنه، اتخذ الأب بونتيك القرار الصعب وسافر إلى سوريا بنفسه، وخلال 3 رحلات عاش تجارب صعبة أكسبته خبرات يرى أنها يمكن أن تساعد في البحث عن مقاتلين آخرين.
ويضيف: “كانت مهمة خطيرة للغاية. غامرت بحياتي وكانت القذائف ورصاصات القناصة تمر من فوق رأسي. وفي إحدى المرات تم احتجازي بتهمة التجسس. تعرضت للتقييد والضرب لكن أطلق سراحي بعد ذلك”.
وفي الرحلة الثالثة إلى سوريا وصل بونتيك إلى ابنه الذي “كان سعيدا بالعودة معي إلى بلجيكا لأنه أيقن أنه كان ساذجا، وتم استخدامه بواسطة آخرين”، حسبما نقل الأب عن ابنه، الذي يحاكم حاليا في بلجيكا مع عشرات آخرين، بتهمة الانضمام إلى منظمات إرهابية.
وتقول السيدة البلجيكية أوزانا رودريغير، التي سافر ابنها للقتال في صفوف “تنظيم الدولة” في سوريا منذ أكثر من عام، إن ديميتري هو الشخص الوحيد الذي أبدى استعداده لمساعدتها على استعادة ابنها، وبالفعل تمكن من التواصل معه عن طريق وسطاء، لكنه رفض العودة.
وأكدت لـ”سكاي نيوز”: “ديميتري يتواصل مع الآباء الذين فقدوا أبناءهم، لكن السلطات لا تريد المساعدة. لا يهتمون بنا أو يدعمونا بينما نحن نعاني”.
وتخشى الحكومات الغربية من عودة آلاف المقاتلين ممن يحملون جنسياتها من أماكن الصراع في سوريا أو العراق إلى بلادهم، وترى فيهم قنابل موقوتة قادرة على تنفيذ أعمال إرهابية في حال عودتهم.
سكاي نيوز عربية