استنكر مجلس جامعة الدول العربية الأعمال الإرهابية التي وقعت في كل من البحرين والسعودية والعراق، وجدد المجلس تأكيد موقفه الثابت والقوي بشأن إدانة الإرهاب بصوره ومظاهره كافة.
وشاركت دولة الامارات العربية المتحدة في أعمال الاجتماع،حيث
ترأس وفد الدولة جمعة مبارك الجنيبي سفير الدولة لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية،وضم الوفد هاني بن هويدن مسؤول شؤون المندوبية الدائمة لدى الجامعة.
وبحسب بيان أصدره في ختام اجتماعه غير العادي، أمس السبت، بالجامعة على مستوى المندوبين الدائمين وبرئاسة البحرين، فقد خلص المجلس بعد المداولات إلى الإدانة بشدة للحادث الإرهابي الجبان الذي وقع بقرية العكر بالبحرين في 30 يونيو الماضي.
وأعرب المجلس عن تأييده ودعمه لكل ما تتخذه البحرين من إجراءات وتدابير لمواجهة الإرهاب، والحفاظ على الأمن والاستقرار ومساندة جهودها الرامية إلى درء الفتنة، ووقف التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية.
وأعرب المجلس عن إدانته الشديدة للتفجيرات الإرهابية التي وقعت في السعودية في 4 يوليو الجاري خارج الحرم النبوي الشريف، وفي مدينة القطيف.
واعتبر المجلس أن هذه التفجيرات الإرهابية المقيتة تأتي لتؤكد مرة أخرى أن الإرهاب ليس له دين أو وطن، خاصة أن من قاموا بهذه الجرائم الشنيعة لم يراعوا حرمة شهر رمضان الكريم أو حرمة المقدسات.
كما أدان المجلس بشدة التفجيرات الإحرامية التي نفذتها عصابات «داعش» الإرهابية في مناطق عدة من العراق، وبالأخص التفجير الآثم الذي وقع في الكرادة بالعاصمة بغداد نهاية شهر رمضان، وراح ضحيته المئات من الشهداء والجرحى، إلى جانب عشرات المفقودين.
وأكد المجلس قراراته كافة بشأن تعبئة الجهود كافة للمواجهة الشاملة لدحر الإرهاب، معتبراً أن مثل هذه العمليات الإرهابية تتطلب تضافراً للجهود العربية والدولية لمواجهة الخطر المستشري للإرهاب من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات المشتركة السريعة والقوية للقضاء على هذه الظاهرة بشكل تام بما يضمن إعادة كامل الأمن والاستقرار إلى الدول العربية كافة.
وكان الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط قد عبر عن أمله في أن تشكل القمة العربية ال 27 التي ستعقد بنواكشوط في يومي 25 و26 الجاري نقطة تحول على صعيد العمل العربي المشترك، مؤكداً أهمية هذه القمة في هذه المرحلة من التاريخ العربي.
وأوضح أن الأمانة العامة انتهت من إعداد جميع مشروعات القرارات والوثائق الخاصة بالقمة وطرحها على القادة العرب، بما يسهم في النهوض بالعمل المشترك وخدمة مصالح الأمة العربية وشعوبها. وقال إن وفد الأمانة العامة سيتوجه إلى نواكشوط غداً الاثنين لعقد سلسلة من الاجتماعات التحضيرية للقمة.
وتطرق أبو الغيط في كلمته أمام أول اجتماع لمجلس الجامعة يشارك فيه بعد انتخابه أميناً عاماً، إلى الوضع العربي الراهن الذي وصفه بأنه بالغ الصعوبة في ظل ما يواجه الكثير من الدول العربية من تهديدات لوجودها، بحيث إن هناك بعض الدول مهددة بأن تبقى أو لا تبقى، مشيراً إلى أن ذلك يجعله يشعر شخصياً جسامة المهمة الموكلة إليه، والمطلوب منه كأمين عام في المرحلة القادمة، وحدد أبو الغيط طبيعة مهمته.
وقال: إنها ترتكز بالأساس على رفع كفاءة أداء الأمانة العامة بما يمكن الجامعة من أن يكون لها صوت وقدرة على أن تعكس بوضوح الموقف العربي والالتزام بخدمة قضايا الأمة والوطن العربي في جميع المجالات، معبراً عن اقتناعه بأن الأمانة العامة تحقق بعض الإنجازات سياسياً، وفي الوقت نفسه لا تحقق إنجازاً، مؤكداً أن إرادة الدول العربية هي الفيصل في نجاح العمل السياسي.
ولفت أبو الغيط إلى أن هناك وضوحاً شديداً فيما يتعلق بأداء الجامعة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، فضلاً عن البعد الخاص بالأمن القومي، وقال إن مهمتي تكمن في هذا السياق في ترؤس جميع النشاطات التي تقود إلى تأثير عربي قادر على أن يعكس نفسه أمام العالم خاصة في ظل العلاقات التي تربط الجامعة بكل من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وغيرهما من المنظمات الإقليمية والدولية، معبراً عن أمله في أن يتمكن من توظيف صلاحياته التي يتيحها له الميثاق للتقدم بمبادراته والتحرك برؤيته للتعامل مع مختلف القضايا والملفات المطروحة.
وأعلن أبو الغيط أنه سوف يزور خلال الأشهر القليلة القادمة كل العواصم العربية للالتقاء بالقادة العرب دون استثناء، متطلعاً إلى أن ينجح في تحقيق مهمته المكلف بها.
وأشار إلى أنه سيتحدث خلال الاجتماعات التي ستسبق قمة نواكشوط في بيانات مكتوبة تعكس رؤيته وفكره للوضع العربي خلال الفترة الماضية منذ انعقاد قمة شرم الشيخ في مارس/آذار 2015، وكيفية تحركه بشأن معالجة المسائل المتعلقة بالأمانة العامة.
وكان الشيخ راشد آل خليفة قد افتتح الاجتماع بكلمة هنأ في بدايتها بانتخاب أبو الغيط أميناً عاماً للجامعة، معرباً عن أمله في أن يتمكن بما يمتلكه من تجربة سياسية عالية وخبرة واسعة من رفع أداء الجامعة، كما رحب بالسفير الجنيبي مندوباً جديداً لدولة الإمارات لدى الجامعة، إلى جانب علي بن أحمد بن حارب العيسائي، المندوب الدائم الجديد لسلطنة عمان.
وقال إن المرحلة الراهنة تتسم بالحساسية والخطورة نتيجة ما يتعرض له أمن الدول العربية والمنطقة من تهديدات بسبب انتشار الإرهاب والتنظيمات المتطرفة. وشدد على ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية للقضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه مشيداً بالإجراءات التي اتخذتها الكويت لحماية أمنها.
وعبر عن إدانة مجلس الجامعة للعمليات الإرهابية التي وقعت أخيراً في السعودية، والعراق والبحرين والكويت.
المصدر: الخليج