أقال الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة مدير حملته الانتخابية، وفيما أُعلن عن وفاة متظاهر جراء الاحتجاجات التي انتظمت البلاد، أولمن أمس، تراجع حزب العمال عن تقديم مرشّح للانتخابات الرئاسية، بينما ألمح حزب آخر إلى أنّه لا يستبعد التخلّي عن الترشّح.
وتنتهي اليوم الأحد، المهلة الممنوحة في الجزائر للتقدم بطلبات الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل المقبل، فيما لم تقدم حملة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة أوراق ترشحه رسمياً حتى الآن.
وأقال بوتفليقة مدير حملته الانتخابية ورئيس وزرائه الاسبق عبدالمالك سلال، واستبدله بوزير النقل الحالي عبدالغني زعلان.
وقالت وكالة الأنباء الجزائرية في نبأ مقتضب نشرته على موقعها الإلكتروني، إن المرشح عبد العزيز بوتفليقة أجرى تغييراً لمدير حملته الانتخابية.
ولم تقدم الوكالة الرسمية أي تفاصيل أخرى، لكن اسم سلال تردد خلال الأيام الأخيرة، بعدما تسرّب تسجيل صوتي منسوب له، يقول فيه إنه يجب استخدام القوة ضد المحتجين.
من جهته، أكّد وزير الداخلية الجزائري نور الدين بدوي، وفاة أحد المتظاهرين خلال المسيرات التي شهدتها العاصمة الجزائرية.
وأشار بدوي، في تغريدة، إلى فتح تحقيق لكشف أسباب وظروف وفاة المتظاهر أمس، مقدماً تعازيه لعائلة الفقيد. وقال بدوي :”نترحم على روح الفقيد حسان بن خدة، ابن قامة الثورة التحريرية بن يوسف بن خدة، الذي توفي مساء الجمعة”.
وحسان بن خدة، وهو ابن يوسف بن خدة رئيس الحكومة المؤقتة خلال ثورة التحرير الجزائرية.
وشارك عشرات الجزائريين في الجنازة المهيبة لحسان بن خدة، وحضر مختلف رؤساء أحزاب المعارضة الجزائرية الجنازة لتقديم التعازي لعائلة الفقيد، ومنهم رئيس حزب طلائع الحريات، علي بن فليس، ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، أمس، عن وزارة الصحة قولها إن العدد الإجمالي للمصابين خلال احتجاجات الجمعة بلغ 183 مصاباً.
تظاهر
في الأثناء، تظاهر نحو 200 شخص، أمس، قرب القنصلية الجزائرية في ليون بوسط شرق فرنسا، للاحتجاج على نية بوتفليقة الترشح لولاية خامسة.
وأبقت قوات الأمن المحتجين على مسافة 20 متراً من القنصلية بينما نظم آخرون وقفة في العاصمة باريس حاملين صور بوتفليقة وأعلام الجزائر معبرين عن دعمهم لترشح بوتفليقة لولاية رئاسية جديدة.
وردد المحتجون النشيد الوطني الجزائري وأهازيج وطنية مطالبين برحيل النظام، فيما دعا أحد الخطباء الجزائريين إلى دخول التاريخ، ورفع محتجون شعارات بالفرنسية منها: «الشعب غاضب جداً، حانت ساعة الرحيل».
تراجع
سياسياً، أكّد مسؤول في حزب العمال الجزائري أنّ الحزب لن يقدّم مرشحاً للانتخابات الرئاسية للمرة الأولى منذ 2004.
وقال رمضان يوسف تاعزيبت، النائب وعضو المكتب السياسي للحزب: «باستثناء امتناع عضوين، صوت كل أعضاء اللجنة المركزية لصالح عدم المشاركة، من واجب الحزب أن يأخذ في الاعتبار المسار الثوري الجاري في البلاد، هناك ملايين الجزائريين الذين يطالبون برحيل هذه المنظومة، وهذه الانتخابات الرئاسية لا يمكن أن تستجيب لهذا التطلع الحقيقي للتغيير».
كما قال قال عبد الرزاق مقري رئيس حزب حركة مجتمع السلم ومرشحه المعلن للانتخابات الرئاسية، إنه لا يستبعد التخلي عن الترشّح على أن يتخذ قراره النهائي اليوم الأحد.
وفي السياق كشف بن فليس أن المكتب السياسي للحزب سيفصل اليوم عصرا في أمر الترشح من عدمه. إلى ذلك رفض الناطق باسم مستشفى جنيف الجامعي، حيث يخضع الرئيسبوتفليقة لفحوصات طبية، تأكيد صحة الأنباء عن تدهور الحالة الصحية لبوتفليقة.
المصدر: البيان