دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى اتخاذ «كل التدابير اللازمة» لمنع انتقال «الثورات الملونة» إلى روسيا، معتبراً أن التطرف يشكل التهديد الأخطر لأمن بلاده، ومحذراً من محاولات لزعزعة استقرارها السياسي.
وكان بوتين يلقي كلمة أمام مجلس الأمن القومي الروسي أمس، تضمنت أقوى تحذير مما وصفه بـ «محاولات للتدخل الخارجي» تهدف إلى زعزعة الاستقرار في روسيا، على غرار ما حدث في بلدان شهدت «ثورات ملونة»، في إشارة مباشرة إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأحداث «الربيع العربي».
وعلى رغم أن بوتين أشار الى أخطار انتقال رياح «الثورات الملونة» الى روسيا مرات في السابق، لكنها المرة الأولى التي يحدد فيها «الخطر الذي يهدد أمن روسيا» بهذا الوضوح.
وقال الرئيس الروسي إن التهديد الأكبر لبلاده يتمثل في ظاهرة التطرف و «الأخطر هو أنماط التطرف القومي وعدم التسامح الديني». وزاد أن العالم يشهد «استخدام التطرف كأداة جيوسياسية لتعزيز مناطق النفوذ».
وفي اتهام مباشر للغرب، قال بوتين: «نشهد بوضوح إلى أي مستويات مأسوية أوصلت الثورات الملونة بلداناً عدة، وشعوب تلك البلدان تعاني هزات قاسية كبرى، أسفر عنها التدخل الخارجي غير المسؤول والفظ أحياناً». واستدرك «علينا أن نعمل كل ما يلزم لمنع حصول مثل تلك التطورات في بلادنا».
وفي محاولة لتخفيف وقع كلمته، خصوصاً أنها موجهة الى مجلس الأمن القومي الذي يتخذ عادة قرارات حاسمة على الصعيدين الداخلي والخارجي، أشار بوتين إلى أن المواجهة المطلوبة ضد التطرف لن تستهدف المعارضين و «لدينا بلد ديموقراطي يعبّر فيه المواطنون عن آرائهم بحرية وللقوى السياسية الحق في المعارضة وفي التنافس للوصول الى السلطة في إطار القانون».
لكن الرئيس الروسي حدد في المقابل الهجرة غير الشرعية باعتبارها واحداً من عناصر الخطر على الاستقرار، مشيراً إلى أنها تشكل «بيئة حاضنة للتطرف والجريمة، والتوترات التي تقوم على أساس عرقي أو ديني». ودعا الى تشديد التدابير لضمان تطبيق حازم لقوانين الهجرة إلى روسيا، مع إطلاق برامج لدمج المهاجرين في المجتمع وحماية حقوقهم.
موسكو – رائد جبر – الحياة