(مصطفى عبدالعظيم)
تقدر احتياجات شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط خلال العقدين المقبلين بنحو 2610 طائرات جديدة مختلفة الأحجام، بقيمة 550 مليار دولار (2 تريليون درهم) بحسب توقعات شركة بوينج الأميركية، التي قدرت حصة الناقلات الإماراتية من حركة النقل الجوي في المنطقة بنحو 36%.
وتشكل هذه الاحتياجات نحو 7,5% من إجمالي الاحتياجات العالمية المقدرة بنحو 35 ألف طائرة جديدة تقدر قيمتها بنحو 4,8 تريليون دولار.
وأظهر تقرير شركة بوينج لتوقعات سوق الطيران للعشرين عاماً المقبلة، نظرة متفائلة بشأن نمو قطاع الطيران خلال هذه الفترة مدعوماً بتوقعات اقتصادية مستقرة ونمو للناتج العالمي يقدر في المتوسط بنحو 3,5% سنوياً، فضلاً عن انتعاش الطلب في مناطق مختلفة من العالمية، أبرزها منطقة الشرق الأوسط التي يسجل قطاع الطيران بها معدلات نمو تفوق المتوسط العالمي على صعيد التشغيل والطلبات، إضافة إلى الأسواق الناشئة.
وقال راندي تينسيث، نائب الرئيس لعمليات التسويق في شركة بوينج للطائرات التجارية خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بمقر الشركة في دبي أمس لاستعراض التقرير، إن البنية التحتية لقطاع النقل الجوي في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في دول مجلس التعاون الخليجي وتحديداً في دولة الإمارات تسهم بدور فاعل في تعزيز الآفاق المستقبلية المتفائلة بسوق الطيران في المنطقة.
وأشار خلال استعراضه لديناميكيات حركة النقل الجوي في الشرق الأوسط إلى ارتفاع حصة الناقلات الإماراتية من سوق النقل الجوي في المنطقة من نحو 19% خلال مايو 2003 إلى 36% بنهاية مايو 2013، وذلك بعد أن ارتفعت حصة طيران الإمارات من 19% قبل عشر سنوات إلى 28% حالياً، فضلاً عن الزيادة التي أضافتها الاتحاد للطيران بعد مرور عشر سنوات على تأسيسها واستحواذها على نحو 8% من هذه السعة الحركة.
وأظهرت تقديرات بوينج نقلاً عن دليل شركات الطيران الرسمي أن حصة الخطوط القطرية تقدر بنحو 11% حالياً مقارنة بـ4% عام 2003، ثم الخطوط السعودية بنسبة 6%، ومصر للطيران 4%.
وأوضح أن الاستثمارات المتواصلة في البنية التحتية لهذا للقطاع وعمليات التوسع الكبيرة للناقلات الجوية التي جعلت من المنطقة محوراً عالمياً للنقل الجوي، إضافة إلى تزايد أعداد شركات الطيران الاقتصادي التي باتت تستحوذ على نحو 7% من سوق السفر في المنطقة، التي لم يكن لها تواجد في هذا السوق قبل عشر سنوات من الآن، عوامل تساعد قطاع النقل الجوي في الشرق الأوسط على مواصلة النمو الواسع خلال السنوات المقبلة والذي يزيد حاليا على 12% سنوياً في المتوسط.
وأوضح أنه من المتوقع أن يتم تخصيص ثلث الطلبيات المتوقعة في منطقة الشرق الأوسط للعقدين المقبلين، أي ما يعادل 900 طائرة، لاستبدال الأساطيل الحالية، بينما من المتوقع أن تكون نسبة 66% من الطلب مدفوعة بالتوسع السريع لأساطيل الطائرات.
كما توقع أن تشهد المنطقة طلباً متزايداً من قبل شركات الطيران الاقتصادي التي يتوقع أن ترتفع حصتها من سوق الطيران في الشرق الأوسط من 7% حالياً إلى 10 خلال السنوات المقبلة، مشيراً في هذا الصدد إلى التوسع الكبير الذي تشهده شركة فلاي دبي.
ووفقاً للتقرير، يتوقع أن تواصل الطائرات بعيدة المدى والطائرات ذات الممرين – مثل بوينج 777 ودريملاينر 787 الهيمنة على حجم الطلبيات في منطقة الشرق الأوسط، حيث يعكس ذلك أولويات الشبكة العالمية والتحالفات والشراكات الناشئة بين شركات النقل الجوي في المنطقة.
وبحسب التقرير، يتوقع أن تبلغ حصة طائرات الممر الواحد من الطلبيات المتوقعة خلال العقدين المقبلين من شركات المنطقة نحو 47% بإجمالي 1240 طائرة تقدر قيمتها بنحو 120 مليار دولار، تليها الطائرات المتوسطة عريضة البدن بحصة تقدر بنحو 26% (670 طائرة) بقيمة تقدر بنحو 220 مليار دولار والطائرات الصغيرة عريضة البدن بنسبة 16% أي ما يعادل 410 طائرات بقيمة 100 مليار دولار، ثم الطائرات الكبيرة عريضة البدن بنسبة 11% تعادل 280 طائرة تقدر قيمتها بنحو 110 مليارات دولار.
وقال تينسيث إن معدلات نمو حركة النقل الجوي العالمي في منطقة الشرق الأوسط تواصل تجاوزها لمعدلات النمو السائدة في بقية مناطق العالم، مشيراً إلى أن منطقة الخليج تستفيد من موقعها الجغرافي الفريد الذي يشكل محطة وقوف واحدة بين أوروبا وأفريقيا وآسيا وأستراليا.
وإضافة إلى ذلك، تحسن أداء شركات الطيران منخفضة التكلفة التي استفادت من التركيبة السكانية الشابة، والقوى العاملة المهاجرة الضخمة، والتوجهات نحو تحرير السوق.
وبحسب توقعات بوينج، ستستحوذ الطائرات ذات الممرين على أكثر من نصف طلبيات الطائرات الجديدة في المنطقة خلال الأعوام العشرين المقبلة، مقارنةً بـ24% على المستوى العالمي.
وستحصل الطائرات ذات الممر الواحد، مثل بوينج 737، على 47% من حجم الطلبيات الإقليمية حتى عام 2032، في حين ستحظى الطائرات الضخمة مثل بوينج 747 على 10% من الطلب المتوقع. وستحصل الطائرات الإقليمية على نسبة الـ1% المتبقية من الطلب.
وأضاف تينسيث “تتمتع شركة بوينج بوضع جيد يتيح لها تلبية الطلب في منطقة الشرق الأوسط، وتمنح طائرات بوينج لشركات الطيران في المنطقة القدرة على خدمة شبكاتها المتنامية، وتعزيز مستويات الراحة والمرونة لتقديم تجربة فاخرة، إضافة إلى التكاليف التشغيلية المنخفضة، مما يسهم في تقديم الكثير من المزايا، ليس لشركات الطيران فحسب، إنما للركاب أيضاً”.
وعلى المستوى العالمي، توقعت بوينج طلباً لـ 35280 طائرة جديدة بقيمة 4,8 تريليون دولار على المدى الطويل. وستحل هذه الطائرات الجديدة مكان الطائرات القديمة والأقل كفاءة، وسيعود ذلك بالفائدة على شركات النقل الجوي والمسافرين، كما سيحفز النمو في الأسواق الناشئة، والابتكار في نماذج عمل شركات النقل الجوي.
وفي إطار السعي لتلبية الطلب المتنامي على الطائرات الجديدة، فقد وسعت بوينج من إنتاج مجموعات طائراتها التي تحظى بشعبية من طرازات 737 و777 و787.
واستعرض نائب الرئيس لعمليات التسويق في شركة بوينج للطائرات التجارية تشكيلة منتجات بوينج الحالية والمستقبلة والكفاءة التشغيلية لهذا الطرازات، مؤكدا أن إستراتيجية بوينج في إنتاج الطائرات المستقبلية يقوم على تلبية حاجة العملاء.
وتضمن العرض الحديث عن المواصفات التشغيلية لطرازات بوينج 747-8 و 777-9X و 777-8XK و 787 – 10 و 9 و 8، إضافة إلى طائرة 737 ماكس 9 و 8 و7.
«بوينج» تتطلع إلى الهيمنة على « دبي للطيران» بطلبات تفوق 100 مليار دولار
باريس (رويترز) – قالت مصادر إن شركة بوينج الأميركية لصناعة الطائرات تتطلع إلى الهيمنة على معرض دبي للطيران الذي ينطلق الأحد بصفقات تزيد قيمتها على 100 مليار دولار، إذ تهدف إلى إطلاق أحدث طائراتها المصممة لقطع المسافات الطويلة وسط توقعات بتلقيها 250 طلب شراء من خمس شركات طيران.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن تتقدم شركة طيران الإمارات ومقرها دبي بطلب لشراء 150 طائرة ركاب من طراز 777-إكس الميني جامبو الجديدة. وتقترب قيمة الطلب من قيمة الصفقات التي أبرمت في معرض دبي الماضي الذي أقيم قبل عامين، وبلغت 62 مليار دولار. وقال جون سفاكياناكيس كبير الخبراء الاستراتيجيين في شركة محمد السبيعي وأولاده للاستثمار (ماسك) “نجاح دبي مرتبط بشركات الطيران بها، فقد صارت دبي الآن مركزا عالميا وحققت ذلك من خلال شراء الطائرات وتجديد أسطولها باستمرار”.
وأضاف “تستثمر أبوظبي وقطر والسعودية أيضا المليارات في قطاع الطيران كي تستطيع الاتصال بالعالم، وعلى هذه الدول أن تواصل استثماراتها إذا أرادت التوسع”. وبعد أن تسابقت بوينج مع منافستها إيرباص في سوق الطائرات الكبيرة ذات المحركين، تقول مصادر من القطاع إنه من المتوقع أن تطلق الشركة الأمريكية الطائرة 777-إكس يوم الأحد بصفقة طيران الإمارات القياسية، وطلب شراء 25 طائرة من شركة الاتحاد للطيران في أبوظبي. وبناء على المفاوضات النهائية، يمكن لشركة بوينج أن تعلن أيضاً تلقيها طلبات لشراء العشرات من طائرات 777-إكس من الخطوط الجوية القطرية وكاثاي باسيفيك التي مقرها هونج كونج خلال معرض الطيران الأكبر في الشرق الأوسط والذي سيقام في الفترة من 17 إلى 21 نوفمبر. ومن المتوقع أن يتضمن إطلاق الطائرة 777-إكس تأكيداً على طلب أولي لشراء 34 طائرة من لوفتهانزا الألمانية.
وتأمل بوينج أن يكون المعرض أيضاً نقطة تحول للطائرة 787 دريملاينر بعد توقف تسييرها بشكل مؤقت هذا العام بسبب انصهارات في البطاريات. وتتوقع مصادر من القطاع أن تتجاوز طلبات شراء الطائرة ألف طلب في دبي، حيث تشتري الاتحاد للطيران 30 طائرة أخرى، بينما تجري ايرباص مفاوضات لبيع نماذج منافسة لطائراتها إيه-350. وذكرت مصادر أن أحدث طائرات المسافات المتوسطة ستكون مثار اهتمام أيضا حيث تقدم فلاي دبي طلبا بقيمة 7,8 مليار دولار لشراء 75 طائرة من طراز 737 ماكس المعدلة التي تنتجها بوينج، بينما تتفاوض إيرباص بخصوص بيع إيه-320 نيو لشركات طيران قد يكون من بينها الاتحاد للطيران. وكانت الخطوط الجوية القطرية، التي شكت من عدم إمكانية الاعتماد على طائراتها من طراز 787، قالت إنها قد تشتري المزيد من طائرات إيه-330 التي تنتجها ايرباص.
غير أن ايرباص، التي فاقت مبيعاتها مبيعات بوينج في الأشهر التسعة الأولى من العام، ستتطلع إلى التغلب على قلة الطلب هذا العام على طائرتها ايه-380 أكبر طائرة ركاب في العالم.
المصدر: صحيفة الاتحاد