أكدت رزان خليفة المبارك، الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي أهمية الابتكار في إرساء الحلول الناجعة والملموسة للتصدي للتحديات البيئية الراهنة التي تواجه عالمنا اليوم في ظل التطور الاقتصادي الهائل ومعدلات التوسع الحضري اللذين يشكلان ضغوطات جسيمة على الموارد الطبيعية للأرض، وعلى مظاهر التنوع البيولوجي لكوكبنا، وبالطبع على أسلوبنا في العيش.
وشددت على أهمية أن تتجاوز قدرتنا على الابتكار قدرتنا على النمو والاستهلاك إذا أردنا نعكس اتجاه التدهور البيئي.
وأكدت رزان المبارك: «إنه ولتحقيق أهدافها وقيمها المؤسسية التي من أهمها الابتكار، حرصت (الهيئة) على تنفيذ مبادرات تدعم الابتكار في مجال التقنيات الحديثة المستخدمة في مجال حماية البيئة والتنوع البيولوجي، ومنها على سبيل المثال مشروع الكربون الأزرق، واستخدام وسائل ري أكثر فاعلية، وأدوات قياسية مبتكرة تضمن امتثال القطاع الصناعي والتطويري بالقوانين البيئية، وتطوير أدوات للتعامل مع البيانات البيئية تتيح تحميل ودمج وتحليل وتصور البيانات البيئية ومقارنتها مع بيانات أنظمة المراقبة لدى الهيئة فضلا عن استخدام أحدث التقنيات لدراسة ومراقبة التنوع البيولوجي في إمارة أبوظبي».
استدامة الموارد المائية
ومن المشاريع الجديدة التي نفذتها «الهيئة» هذا العام لتحقيق الاستدامة في استخدام الموارد المائية في القطاع الزراعي، تبنت مقترح شركة هندسة للحلول الهندسية، التي يديرها مجموعة من الشباب الإماراتيين، ويتضمن ابتكاراً جديداً في نظام الري المستخدم في الغابات أطلق عليه اسم «زايد 2»، يساهم في التغلب على بعض التحديات والمشاكل البيئية والاقتصادية الناتجة عن استخدام نظام الري التقليدي، ومنه إدارة استخدام المياه الجوفية في الري. ويعتمد النظام الجديد على الطاقة الشمسية، ويسهم في التقليل من الاستخدام المفرط للمياه الجوفية، والعمل على توفيرها من خلال التحكم بفترات الري آلياً، وتخفيض تكاليف التشغيل بنسبة أكثر من 60%. كما يقوم النظام الجديد بتحليل جودة المياه من حيث الملوحة، والحموضة، ودرجة الحرارة، بشكل يومي، ما يساهم في التعرف إلى جودة المياه الجوفية للاستفادة منها في البحوث والدراسات المستقبلية.
وانتهت «الهيئة» مؤخراً من تنفيذ المرحلة التجريبية في غابة خب الدهس في المنطقة الغربية التي تديرها «الهيئة»، حيث تمت تجربة نظام الري المبتكر والإشراف عليه من قبل الفريق المختص بـ«الهيئة»، وتقديم العون والاستشارة لفريق هندسة لتطوير النظام، بما يتناسب مع احتياجات «الهيئة»، التي تخدم البيئة ومتطلبات الري.
وأشارت النتائج الأولية من المشروع التجريبي إلى نجاح المشروع في تحقيق الأهداف التي تسعى «الهيئة» لتحقيقها فيما يخص كفاءة الأجهزة المستخدمة، وكذلك سهولة إدارتها واستخدامه من قبل العاملين بـ«الهيئة»، بالإضافة إلى كفاءته الاقتصادية، حيث ساهم بتقليل استخدام الطاقة، باعتماده على الطاقة الشمسية.
المصدر: الإتحاد