أعلنت هيئة البيئة في أبوظبي ، بدء المرحلة الثانية من برنامج توطين المها الإفريقي في تشاد ، وتم الأسبوع الماضي نقل الدفعة الثانية من المها الإفريقي (أبو حراب) إلى مسيجات ما قبل الإطلاق في تشاد، وذلك ضمن برنامج هيئة البيئة في أبوظبي وحكومة جمهورية تشاد لتوفير بيئة متوازنة ومستدامة عبر خطة خمسية لإطلاق نحو 500 رأس من المها الإفريقي (أبو حراب) في محمية وادي أخيم بجمهورية تشاد.
وقال خلدون العمري مدير قسم إدارة المحميات البرية في هيئة البيئة في أبوظبي، إنه سيتم إبقاء المها الإفريقي في حظيرة خاصة مسيجة لنحو شهرين حتى يتم التأكد من تأقلمه مع الطقس والبيئة الموجود فيها، ومن ثم سيتم إطلاقه، كما سيتم تركيب طوق لكل مها ليتم تتبعها عبر الأقمار الصناعية، حيث سيتم مراقبة البيانات الناتجة عن عملية التتبع للمحافظة على الكائنات الحية في واشنطن العاصمة، وتسهم هذه البيانات في حماية المها، وجمع معلومات حول سلوكات هذه الأنواع، مما يساعد في تعزيز جهود إعادة التوطين.
يشار إلى أن هيئة البيئة قامت بنقل أول مجموعة للمها الإفريقي تضمنت خمسة وعشرين رأساً من المها الإفريقي (أبو حراب) بسلام إلى بيئتها الطبيعية في جمهورية تشاد، خلال النصف الأول من العام الجاري، كما قامت الهيئة بتدريب فريق من الخبراء المختصين ومراقبي الحياة البرية العاملين في المحمية لمراقبة المها الإفريقي وتنفيذ برامج التوعية المجتمعية لضمان استمرار حمايتها.
يأتي البرنامج الذي تنفذه الهيئة وحكومة جمهورية تشاد في إطار الجهود التي تقوم بها، لحماية الأنواع المهددة والمحافظة عليها من خلال إطلاقها في موائلها الطبيعية الأصلية، ويعد المشروع الأكبر من نوعه لإعادة توطين الثدييات، والأول من نوعه لإعادة توطين هذا النوع من المها منذ انقراضه في ثمانينات القرن الماضي، كما أنه يمثل خطوة مهمة في مجال المحافظة على الأنواع.
وتؤكد الهيئة من خلال المشروع أن الحفاظ على الأنواع لا يتجاوز فقط الحدود في طبيعتها العالمية، لكنه أيضا يوحد الشعوب والإنسانية.
يذكر أنه تم تصنيف المها الإفريقي (أبو حراب) ضمن القائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ضمن الحيوانات المنقرضة في موائلها الطبيعية منذ 15 عاماً، حيث ساهمت عمليات الصيد غير المنظم وفقدان الموائل وقلة الموارد الطبيعية في تلك المناطق دوراً رئيسياً في انقراضه، ويعيش اليوم المها الإفريقي (أبو حراب) في الأسر ضمن محميات خاصة في مناطق مختلفة حول العالم، وتحتضن دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر من ثلاثة آلاف رأس من هذه الحيوانات ، ويعتبر هذا التجمع الأكبر لها في العالم. وتتميز المها الإفريقي بقدرتها على التكيف مع درجات الحرارة المرتفعة، كما أنها تستطيع البقاء لفترات طويلة دون الحاجة إلى شرب المياه.
المصدر: الخليج