حذرت دراسة حديثة أجريت مؤخراً الرجال من الإقبال على استهلاك الوجبات السريعة بشكل مستمر، بل وطالبتهم بالاهتمام بما يتناولونه عموماً لأنه سيؤثر بشكل خطير على صحة أطفالهم وخاصة البنات اللواتي سيرزقون بهن في المستقبل.
وأكدت الدراسة، التي نشرت نتائجها صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، أن الآباء الذين يقبلون على تناول الوجبات السريعة سيكونون سبباً في رفع احتمالات إصابة بناتهن في المستقبل بأحد أكثر أنواع السرطان انتشاراً لدى الإناث.
وذكر العلماء أنه وعلى الرغم من أن الرجل يمنح أطفاله 50٪ من الحمض النووي DNA إلا أن مخاطر تأثير تلك النسبة يكون أكبر من المتوقع على صحتهم في المستقبل، ولا يمكن التغاضي عنها أو تجاهلها.
وكشف علماء برازيليون عن إجرائهم تجارب على ثلاث مجموعات من إناث الفئران، لمعرفة مدى تأثير النظام الغذائي للآباء الذين يتبعون أنظمة غذائية مختلفة، على بناتهم، حيث تغذى آباء المجموعة الأولى على دهون حيوانية والمجموعة الثانية على دهون نباتية وخضروات، أما المجموعة الثالثة فتغذى الآباء فيها على أطعمة عادية.
ومنح العلماء صغار إناث الفئران المسبب الكيميائي الذي يجعلهن عرضة للإصابة بمرض السرطان، فوجدوا أن الإصابة بالمرض كانت أعلى وأكثر تطوراً لدى الإناث اللواتي تغذى أباؤهن على أطعمة تحتوي دهوناً حيوانية، حيث زادت لديهن الأورام بسرعة أكبر، كما أظهرت التجارب أن التغيرات الجينية التي طرأت على الحيوانات المنوية للآباء الذين تناولوا الدهون الحيوانية تم رصدها أيضاً في أنسجة الثدي لدى بناتهن، بحسب النتائج التي نشرتها مجلة أبحاث سرطان الثدي.
ويؤكد الباحث توماس أونج من جامعة «ساو باولو» أن النظام الغذائي الذين يتبعه الرجل قبل التزاوج وحمل زوجته سيكون له آثار إما إيجابية أو سلبية على المدى البعيد على صحة ذريته من الإناث في المستقبل، دون أن يغفل أن تأثيرات الأطعمة الدهنية قد ترمي بآثارها السرطانية أيضاً على الأبناء من الذكور.
وشدد على أن الأضرار التي تسببها الأطعمة الدهنية كالوجبات السريعة خصوصاً وتحدث خللاً في الحيوانات المنوية، ليس بالضرورة أن تكون دائمة، بل يمكن التغلب عليها بتناول الأطعمة الصحية وممارسة أنواع مختلفة من الرياضة.
وأوضح أن نتائج هذه الدراسة ستتيح في المستقبل إمكانية علاج سرطان الثدي مبكراً بالاعتماد على وضع استراتيجيات علاجية تعتمد على الأنظمة الغذائية للآباء قبل الحمل، مع الأخذ بالأسباب الأخرى والتي تكون الأم أيضاً سبباً فيها أحياناً.
المصدر: الإتحاد